إخلاء سبيل الناشط علاء عبد الفتاح

ثوار ميدان التحرير يستقبلون أحمد حرارة بمطار القاهرة بعد تأكد فقده الإبصار

الناشط المصري علاء عبد الفتاح يحتضن طفله بعد شهرين من الحبس الاحتياطي (أ.ف.ب)
TT

بين مزيج مختلط من المشاعر الإنسانية جمع بين الفرحة والحزن، سيطرت على شباب الثورة المصرية، استقبل عدد كبير من النشطاء السياسيين زميلهم المدون والناشط الحقوقي علاء عبد الفتاح الذي أفرجت النيابة عنه، أمس (الأحد)، عقب قضائه نحو شهرين في الحبس الاحتياطي بسجن مزرعة طرة على خلفية الاتهامات التي يواجهها في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «أحداث ماسبيرو»، بينما استقبل مئات آخرون بمطار القاهرة طبيب الأسنان الشاب أحمد محمد علي الشهير بأحمد حرارة، عقب عودته من فرنسا، بعد فشل العملية الجراحية التي أجراها لإعادة البصر لعينه اليسرى التي فقدها في أحداث شارع محمد محمود، ليصبح بذلك فاقدا للبصر تماما.

كان قاضي التحقيقات المنتدب من وزارة العدل للتحقيق في أحداث ماسبيرو، قد قرر أمس، إخلاء سبيل الناشط علاء عبد الفتاح عقب قضائه نحو شهرين في الحبس الاحتياطي على خلفية اتهامات قضية «أحداث ماسبيرو»، والتي شهدت مواجهات بين قوات الجيش ومتظاهرين مسيحيين أمام مبنى التلفزيون المصري في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وراح ضحيتها نحو 27 قتيلا وعشرات الجرحى.

وكانت النيابة العسكرية قد وجهت لعبد الفتاح عددا من الاتهامات أبرزها الاعتداء على أفراد القوات المسلحة، واختطاف سلاح آلي من أحد الجنود، وتم تجديد حبسه ثلاث مرات متتالية مدة كل منها 15 يوما.

وقال الناشط الحقوقي أحمد سيف، والد عبد الفتاح، ومؤسس مركز هشام مبارك للقانون لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم إطلاق سراح علاء بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية». ونفى سيف، اقتران قرار إخلاء سبيل نجله بقرار منعه من السفر، مشيرا إلى أن نص قرار إخلاء سبيله جاء نصه «يخلى سبيله ما لم يكن مطلوبا على ذمة قضايا أخرى».

وأوضح سيف أن تحقيقات القضية مستمرة، وأن قاضي التحقيق وافق على إبلاغ هيئة الدفاع عن علاء بجدول مواعيد جلسات التحقيق التي سيتم خلالها الاستماع إلى شهود النفي في القضية. وتابع: «وافق القاضي على طلب تقدمنا به بالاستماع إلى شهادات المتهمين المفرج عنهم في القضية واعتبارهم شهود نفي في الاتهامات الموجهة لعلاء، وقد كلفنا القاضي بإحضار هؤلاء المتهمين إلى جلسات تحقيق في الفترة المقبلة».

وولد علاء أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد، المعروف بعلاء عبد الفتاح عام 1981، وهو مدون ومبرمج وناشط حقوقي، ومتزوج من الناشطة الحقوقية منال بهي الدين حسن، وينتمي إلى أسرة لها تاريخ طويل في النشاط السياسي والحقوقي.

ووسط فرحة الأسرة والأصدقاء بخروجه، قالت والدته الدكتورة ليلى سويف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا فرحة بقرار إخلاء سبيله، لكن نضالنا مستمر من أجل إطلاق سراح كافة المتهمين، ويجب أن يتم إيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين».

في غضون ذلك، استقبل مئات النشطاء والسياسيين المصريين أمس بمطار القاهرة، طبيب الأسنان أحمد حرارة، الذي فقد عينه اليمنى في أحداث جمعة الغضب يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي وعينه اليسرى في أحداث شارع محمد محمود يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد عودته من فرنسا، والتي سافر إليها في محاولة للبحث عن الأمل في شفاء عينه اليسرى، ولكن فشلت العملية ليصبح فاقدا للبصر تماما.

وكان حرارة قد غادر إلى فرنسا قبل أسبوع لإجراء عملية جراحية، وكان عدد من النشطاء قد أطلقوا علي مواقع التواصل دعوات لتنظيم استقبال حافل لحرارة، تقديرا منهم لدوره البطولي وتضحيته من أجل الوطن، ويعتزم أصدقاء حرارة اصطحابه إلى ميدان التحرير لتنظيم مسيرة بسيطة هناك احتفاء به.

وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، خلال ندوة أمس بمستشفى قصر العيني، إن حرارة، رفض أن يتاجر بما أعطاه لمصر، مشيرا إلى أنه نموذج للشباب المصري الحر ومثال حي للشباب.

بينما كانت أبرز مقولات حرارة «أعيش أعمى بكرامة.. أحسن ما أعيش شايف وعيني مكسورة». واختارته مجلة «تايم» الأميركية، ضمن 36 شخصية رمزية تعبر عن شخصية «المحتج أو الثائر» التي اختارتها لتكون شخصية العام لعددها السنوي، وقد رفض حرارة عروض بعض رجال الأعمال للتكفل بعلاجه، مؤكدا أنه تكفل بمصاريف علاجه حتى لا يحصل على مقابل لما قدمه لمصر.