السودان: مقتل زعيم أكبر حركة متمردة في دارفور خلال عبوره إلى الجنوب

تضارب حول مكان وزمان قتله.. والمتحدث باسم الحركة يؤكد وفاته في غارة جوية الجمعة

مسيرة في الخرطوم للتعبير عن مشاعر الفرح بمقتل زعيم العدل والمساواة (رويترز)
TT

أعلن الجيش السوداني أمس، مقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، وهي أقوى جماعات التمرد في منطقة دارفور بغرب السودان، مما يمثل ضربة شديدة للمسلحين في هذه المنطقة في الحرب المستمرة مع الخرطوم منذ نحو عشر سنوات. لكن الأنباء تضاربت حول كيفية مقتله وفيما أعلن الجيش السوداني عن مقتله في الساعات الأولى من صباح أمس ضمن مجموعة من قيادات حركته في معركة في منطقة «ود بندة» في ولاية شمال كردفان التي دخلتها الحركة نهاية الأسبوع الماضي، أكدت حركة العدل والمساواة أمس مقتل زعيمها، في غارة جوية، فجر الجمعة بحسب ما أعلنه متحدث باسم الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى قالت مصادر أخرى لـ«الشرق الأوسط» إن إبراهيم قد توفي متأثرا بجراحه إثر غارة جوية قام بها الطيران الحكومي في بلدة «أم قوزين» في شمال كردفان الأربعاء الماضي وتم دفنه في بلدة غرب ود بندة، ولم يتسن الاتصال بالحركة للتأكد أو التعليق على هذه الأخبار.

وقال العقيد الصوارمي خالد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن القوات المسلحة تمكنت في الساعات الأولى من صباح أمس، من «القضاء على المتمرد خليل إبراهيم (54 عاما)، في عملية وصفها بالبطولية»، مشيرا إلى أن إبراهيم «لقي مصرعه ضمن مجموعة من قياداته بعد متابعة طويلة من القوات المسلحة، انتهت بمحاصرته وقواته بمحلية ودبندة». وأضاف أن «المتمردين واصلوا اعتداءاتهم المتكررة في محاربة المواطنين العزل على امتداد الحدود بين ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان»، وأوضح أن الجيش الحكومي قد «قطع خط سير المتمردين الذين كانوا يخططون للعبور إلى دولة جنوب السودان لإعادة تنظيم صفوفها». وقال إن «مواطني بلدة ودبندة، قاموا بجهود كانت نتاجا لأروع أنواع التعاون بين الشعب وقواته المسلحة». من جهته قال المتحدث باسم الحركة المتمردة في دارفور جبريل آدم من لندن «تعلن حركة العدل والمساواة للأمة السودانية مقتل زعيمها والقائد الأعلى لقواتها في غارة نفذتها طائرة مجهولة أطلقت صاروخا بالغ الدقة على رئيس الحركة يوم 23 ديسمبر (كانون الأول) 2011 في الساعة الثالثة صباحا» بتوقيت السودان (الواحدة بتوقيت غرينتش). وأضاف آدم «نؤكد أنه لم يحدث أي اشتباك بين الجيش السوداني وقوات حركة العدل والمساواة». وقال جبريل آدم في هذا السياق «تؤكد حركة العدل والمساواة التزامها بالبرنامج الذي خطط له خليل إبراهيم وبرنامجه لتغيير النظام بجميع الأدوات، بما فيها العمل العسكري». ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد أن الجيش يقوم بتمشيط منطقة شمال كردفان شمال دارفور بعدما هاجمت الحركة نفسها «مدنيين» واستهدفت قادة محليين. وجاءت تصريحات الناطق باسم الجيش غداة إعلانه الجمعة أن «مجموعة متمردة تابعة للمتمرد خليل إبراهيم قامت أمس (الخميس) باعتداء جائر وآثم على المواطنين في مناطق أم قوزين وقوزأبيض وأرمل التابعة لولاية شمال كردفان بالقرب من الحدود مع ولاية شمال دارفور».

وكان المتحدث باسم حركة العدل والمساواة قال الخميس إن قوات الحركة تتوجه شرقا من دارفور ووصلت إلى منطقة النهود في شمال كردفان موضحا أن مقاتليه يستهدفون الخرطوم كما فعلوا في مايو (أيار) 2008.

ويشكل مقتل إبراهيم، الذي كان كثيرا ما يوصف بأنه صاحب شخصية قيادية وجذابة، ضربة كبيرة لحركة العدل والمساواة لكن يتعذر قياس القوة الحقيقية للمقاتلين ومدى تماسكهم نظرا لإحكام السلطات السودانية الرقابة على دخول مناطق الصراع. وأسس خليل إبراهيم حركة العدل والمساواة في 2003 العام الذي بدأ فيه التمرد في دارفور. وقد هاجم في مايو 2008 الخرطوم مما أدى إلى مقتل أكثر من مائتي شخص.

ورفض خليل التوقيع على اتفاق الدوحة للسلام الذي وقعته حركة التحرير والعدالة (إحدى الحركات المتمردة) بوساطة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وقطر، مع أن حركته دخلت في مفاوضات مع الحكومة السودانية ووقعت معها مذكرة تفاهم في فبراير (شباط) 2010. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) قالت الحركة إنها شكلت تحالفا مع متمردين آخرين في دارفور في اثنتين من ولايات السودان الحدودية التي تعاني من الصراع حيث اندلع القتال وقت انفصال جنوب السودان. ويتساءل محللون عن مدى فاعلية هذا التحالف نظرا لأنه نادرا ما تمكنت فصائل المتمردين العديدة في دارفور من الإبقاء على التنسيق العسكري والسياسي على المدى الطويل.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 300 ألف شخص ربما يكونون قتلوا في صراع دارفور في حين تقول الخرطوم إن عدد القتلى عشرة آلاف. واتهمت المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر البشير بتدبير مذابح جماعية وغيرها من الجرائم في المنطقة وهو ما تنفيه الخرطوم وتقول إن له دوافع سياسية.