محمود جبريل: لم أنقل أي وثائق سرية الى المالكي

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يتعرض لحملة تشويه.. وأبقى باب ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة مفتوحا

TT

نفى الدكتور محمود جبريل، الرئيس السابق للمكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، قيامه بنقل أو تسليم مستندات ووثائق تخص جهاز المخابرات الليبية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، إلى نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، وتتضمن معلومات عن اتصالات مزعومة لنظام القذافي مع مسؤولين عراقيين سابقين للقيام بعملية انقلاب عسكري ضد حكومة المالكي.

وأكد جبريل لـ«الشرق الأوسط»، تعقيبا على التقرير المنشور في السابع عشر من الشهر الحالي، أنه فوجئ بالخبر، وأنه ليست لديه أي وثائق سرية على الإطلاق تخص هذا الجانب أو غيره، مضيفا: «الخبر يؤكد أن جهة من داخل المجلس - قريبة مني - أخرجت هذا الكلام»، مؤكدا أن هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا، معللا ذلك بقوله: «لأنه لا يجوز لأي مسؤول أن ينقل وثائق سرية من بلده إلى بلد آخر للطبيعة الأمنية والسرية للوثائق، وليس من حقه أو وطنيته أن ينقل هذا الكلام.. وهناك من يحاولون إيهام الناس - نتيجة لمعارك سياسية تدور داخل ليبيا - بأن محمود جبريل غير وطني وعميل».

وعن خلفيات زيارته للعراق، قال جبريل: «زيارة العراق كان لها سبب واحد لا غير؛ حيث التقيت السيد (هوشيار) زيباري، وزير الخارجية، ورئيس الوزراء العراقي. وسبب الزيارة هو بحث ملف المسجونين الليبيين في العراق، وكنا نريد الوصول لحل ودي مع العراق في هذا الشأن»، مؤكدا أنه لم تتم مناقشة أي موضوعات أخرى.

وشدد جبريل على أنه ليس لديه أي وثائق سرية، مضيفا: «أنا لم أطلع على ملف المخابرات الليبية؛ لا ملف المخابرات الخارجية ولا ملف الأمن الداخلي؛ لأن هناك بعض التشكيلات العسكرية هي التي احتلت مقار هذه المؤسسات الأمنية وهي التي تحصلت على الوثائق. والمكتب التنفيذي بكل أعضائه لا يمتلكون أي وثائق للأمن الداخلي أو الأمن الخارجي.. وبالتالي ما تم هو محاولة لتشويه صورتي، مع أنني تركت المناصب الرسمية بالكامل، لكن ما زالت الحرب لتشويه صورتي مستمرة، وسببها الوحيد أنني منخرط الآن في عمل وطني ليل نهار، وهو محاولة توعية الشباب والمرأة بحقوقهم الانتخابية وبحقوقهم الدستورية وكيف يمكن أن ينظموا أنفسهم وأن يشاركوا في العملية السياسية بشكل سلمي وكيف يمكن أن يشاركوا في إعادة إعمار وطنهم.. وحتى هذا العمل الوطني البسيط جدا، والبعيد عن المناصب الرسمية، لا يروق لبعض الجهات».

وحول طبيعة هذه الجهات التي قد تحاول المساس بسمعته، قال جبريل: «يعتقد الكثيرون أني قد أكون منافسا سياسيا لهم في المستقبل إذا كانت هناك انتخابات، وبالتالي عملية تشويه صورتي مطلوبة من هذه الفئات، التي هي محسوبة على تيارات معينة وتغذَّى من جهات خارجية للأسف»، رافضا تحديد تلك الجهات بقوله: «لن أنزل إلى هذا المستوى المتدني من التجريح الشخصي، لكن في يوم من الأيام إذا كان لدى أي من هذه التيارات الرغبة للتحاور حول الأجندة الوطنية أو التنمية التي تتطلبها ليبيا أو حقوق المواطن الليبي هذا النوع من الحوار، سأكون مستعدا له ولمناظرة في التلفزيون الليبي وتنقل مباشرة لليبيين؛ لأن هذا هو الذي يبين الأبيض من الأسود، أما الحديث وتشويه السمعة فهذا لن يفيد في الحديث بأي شيء على الإطلاق».

ولمح جبريل إلى أنه قد ينضم إلى حزب سياسي في المرحلة المقبلة، لكنه أبقى في المقابل الباب مفتوحا أمام احتمالات ترشحه للمنافسة في انتخابات الرئاسة المقبلة في ليبيا قبل نهاية العام الحالي، موضحا أن همه الأساسي حاليا هو توعية المواطن الليبي، الذي عانى، طيلة عقود «التجهيل السياسي» في ظل نظام القذافي.