الغزيون لا يبالون بجهود إنجاز المصالحة

الأحمد: آخر موعد لتشكيل حكومة التوافق قبل نهاية يناير

TT

ولئن كان الغزيون على وجه الخصوص، يلتقون على التشاؤم بشأن مصير المصالحة، فإنهم يختلفون حول الأسباب التي تقود إليه. يرى خليل، الذي يعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، أن كلا من حركتي حماس وفتح وجدت أن حالة الانقسام تلبي مصالح عناصرها، على اعتبار أن تحقيق الوحدة يعني تقليص الأجهزة الحكومية التي استوعبت الآلاف من أنصار الحركتين. وهذا ما سيجعل إمكانية التوافق أمرا بعيد المنال من ناحية عملية. لكن هناك من يرى أن الضغوط الخارجية، لا سيما التدخلات الإسرائيلية والأميركية تجعل إنجاز المصالحة أمرا مستحيلا في هذا الوقت.

يقول جمال، صاحب أحد المحال التجارية في مدينة غزة، إنه يدرك أن أبو مازن معني بتحقيق المصالحة، لكنه يخشى أن تفرض عليه الولايات المتحدة الحصار وتقطع عنه أوروبا المساعدات المالية، وهذا ما ينعكس بالضرر على آلاف الأسر الفلسطينية. ويقترح جمال أن تتوجه حماس وفتح للدول العربية لكي توفر مظلة للمصالحة، بحيث تتكفل الدول العربية بتغطية مصاريف الحكومة الفلسطينية في حال قرر الغرب قطع المساعدات عقابا على المصالحة.

وعلى الرغم من التشاؤم الذي يعم الجمهور الفلسطيني، فإن ممثلي فتح وحماس يواصلون التحرك من أجل تطبيق ما تم التوافق بشأنه في القاهرة مؤخرا، فقد صرح عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، بأن اللجنة المختصة بمعالجة قضايا الحريات والمعتقلين السياسيين ستجتمع اليوم لمناقشة جملة قضايا، على رأسها المعتقلون في الضفة وغزة. وقال الأحمد في تصريحات للصحافيين، إن ملف المعتقلين السياسيين يكاد يكون قد انتهى في الضفة الغربية، بعد أن بدأت معالجته فعليا بعد عيد الأضحى. وتناقش اللجنة قضية الكوادر الفتحاوية، الذين غادروا قطاع غزة بعد الانقسام، وما زالوا «ممنوعين» من العودة، إلى جانب حق المواطنين في غزة في الحصول على جوازات السفر، وكذلك ملف المؤسسات المغلقة في الضفة وغزة.

وحول تشكيل الحكومة المقبلة، قال الأحمد إنه تم الاتفاق على أن يكون آخر موعد لتشكيل حكومة توافق وطني، هو نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، وأضاف: «إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، فإن تشكيل الحكومة سيتوج جهود إنهاء الانقسام، وسينطلق القطار باتجاه الانتخابات التي سيحدد موعدها بدقة من قبل لجنة الانتخابات المركزية وفق القانون».

وفيما يتعلق بجهود اللجنة الخاصة بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، أشار الأحمد إلى انعقاد الاجتماع الأول للجنة في القاهرة لإعادة تشكيل المجالس الوطنية الفلسطينية، مما يتيح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الانضمام لمنظمة التحرير. وفيما يتعلق بتسمية رئيس حكومة التوافق، أكد الأحمد أن هذا الملف لم يناقش، لكن تم التوافق في الاجتماع الأخير بين الرئيس عباس وخالد مشعل، على أن يتم هذا الموضوع بعد 26 يناير المقبل.

إلى ذلك كشفت مصادر فلسطينية أمس، أن حركة حماس وحكومتها قررتا السماح بتوزيع جميع الصحف والمجلات الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية في قطاع غزة، وذلك بعد إتمام إجراءات المصالحة في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي. وتشمل هذه الصحف «القدس» و«الحياة الجديدة» و«الأيام» و«المنار»، إضافة إلى عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية.