إدلب تتحول من نقطة قوة إلى خاصرة رخوة للجيش السوري الحر والنازحين إلى تركيا

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: عمليات التصفية تطال النخب

TT

لم تعد محافظة إدلب ومناطقها منفذا للعسكريين الذين ينشقون عن الجيش السوري النظامي وأجهزة المخابرات، ويفرون إلى داخل الأراضي التركية للالتحاق بالجيش السوري الحر، كما أنها لم تعد معبرا آمنا لمئات النازحين المدنيين الفارين إلى تركيا، خصوصا بعد المجزرة التي وقعت في الأيام الأخيرة في إدلب، وتحديدا في جبل الزاوية، التي ذهب ضحيتها أكثر من 220 قتيلا من الجنود والضباط المنشقين والمدنيين، بحسب ما أعلن الناشطون في مناطق هذه المحافظة.

وأكد مسؤول في تنسيقية جبل الزاوية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الممرات البرية بين إدلب والأراضي التركية لم تعد آمنة على الإطلاق، وهي باتت تحت رقابة الجيش ومخابرات النظام السوري المشددة، وأن كل من يحاول عبورها يعرض نفسه للخطر». وقال الناشط، الذي رفض ذكر اسمه: «منذ أن وقعت المجزرة يوم الثلاثاء الماضي، لم تهدأ عمليات القصف والدهم والاعتقالات في كل مناطق إدلب»، مشيرا إلى أن «عمليات التصفية والاعتقالات تشمل النخب من أطباء ومحامين ورجال دين، وكل من يمت إلى أحد من الثوار أو من عناصر الجيش السوري الحر بقرابة، حتى إنها لا توفر الأطفال والنساء». ولفت الناشط إلى أن «المعاناة لن ترفع عن هذه المنطقة إلا بتدخل دولي يوفر ممرات إنسانية آمنة، أو منطقة عازلة تجعل المدنيين بمنأى عن استهداف النظام السوري ومخابراته وشبيحته»، مبديا أسفه: «كيف أن هذه المجازر وعمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري الأعزل لا تحرك ضمير العالم الذي يتفرج على ذبحنا ويكتفي بالإدانة والشجب؟».

وعن سبب تحول منطقة إدلب من نقطة قوة ومنفذ آمن إلى خاصرة رخوة للثوار والجنود المنشقين، أوضح عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي أن «منطقة جبل الزاوية التابعة لمحافظة إدلب، هي واحدة من المناطق التي كان يتجمع فيها جنود الجيش الوطني الحر»، وأعلن لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل هو أنه نتيجة الحصار المفروض على المنطقة منذ أكثر من 50 يوما ونقص المواد الغذائية والطبية، بدأ عدد كبير من العائلات عمليات نزوح باتجاه تركيا، وكان العشرات من الجنود المنشقين سابقا يقومون بحماية المدنيين لإيصالهم إلى الحدود التركية، وقبل وصولهم إلى الحدود التركية طوقتهم قوات الأمن السورية وبدأت بقصفهم بمدفعية الدبابات والقذائف الصاروخية، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء». وأشار إدلبي إلى أن «لجان التنسيق تعرفت على هوية نحو 160 جثة، في حين أن ما بين 30 و40 جثة تفحمت بالكامل ولم يجر التأكد من هويات أصحابها، كما أن جثثا أخرى تحولت إلى أشلاء»، كاشفا عن أن «مجزرة جبل الزاوية أبادت أسرا بكاملها بما فيها الأطفال والنساء والعجائز، وقد قتل في هذه المجزرة سبعة من عائلة الشيخ علي وأربعة من عائلة خنوس». وأفاد إدلبي بأن «إدلب، خصوصا منطقة جبل الزاوية، تحولت إلى منطقة منكوبة، وعلى الرغم من ذلك ما زالت محاصرة وتعاني أزمة إنسانية نتيجة فقدان المواد الغذائية والطبية والكهرباء والوقود لحاجة التدفئة».