تنسيقية سورية جديدة.. في الجولان المحتل

مؤسسها قال إن النظام لم يحاول كسر عزلة الجولانيين تحت الاحتلال

وئام عماشة
TT

أعلن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، عن تأسيس تنسيقية خاصة بالجولان السوري تتبع للجان التنسيق المحلية في سوريا، تقوم بتنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في منطقة الجولان المحتل، وتحشد «كل شرائح المجتمع الجولاني تحت مطلب إسقاط نظامه السياسي».

وقال عماشة في كلمة مسجلة تم بثها على صفحات «فيس بوك» إنه «مع دخول ثورة شعبنا السوري البطل، شهرها العاشر، حرم الجولانيون من شرف المشاركة الفاعلة في هذا الحدث التاريخي، الذي سيعيد للشعب حريته وكرامته التي سلبت منذ عقود». وتابع عماشة: «هذا الحرمان الذي فرضته ظروف الاحتلال القسري المستمر منذ عام 1967، فرض على الجولانيين عزلة وانقطاعا عن امتدادهم المجتمعي والوطني، لم يحاول النظام كسرها على مدى أربعين عاما، حيث اقتصر عمله على المزايدات اللفظية والشعارات الفارغة».

وأضاف الأسير المحرر الذي تم إطلاقه أواسط شهر أكتوبر (تشرين الأول) ضمن صفقة تبادل أسرى أبرمتها حركة حماسة مع إسرائيل: «نرى اليوم أنه مع كل هذا الدم المسفوك، ومع كل التواطؤ العربي والدولي مع نظام الإجرام في الوطن، بات من الضروري إعلاء الصوت الجولاني الداعم للثورة، والعمل المنظم من أجل توسيع قاعدة الحراك الشعبي، ليأخذ الجولان دوره اللائق إلى جانب أبناء شعبه على امتداد ساحة الوطن، ضمن الحدود التي تفرضها ظروف الاحتلال»، كاشفا عن أن الجولان المحتل قد شهد حتى اليوم تحركات كثيرة مساندة لثورة الشعب السوري، حيث جرت الكثير من المظاهرات والاعتصامات، إلا أنها وفقا لعماشة «لم ترقَ لمستوى وقفة شعبية شاملة، في الوقت الذي ينشط فيه بفعالية الموالون للنظام في الجولان، ويحاولون الأسبوع تلو الآخر حشد جماهير أكبر في فعالياتهم المساندة للنظام». ويتابع: «لذا نرى أنه صار لازما على كل الوطنيين الداعمين لطموح شعبنا في بناء دولته الديمقراطية العمل الفوري من أجل تجاوز جميع الخلافات والعمل على تفعيل الحراك الشعبي في الجولان، الذي نعتقد أنه يعبر عن طموح غالبية الجولانيين إلى التحرر والعيش في ظل دولة مدنية ديمقراطية».

وأعلن عماشة في ختام كلمته انطلاق تنسيقية الجولان المحتل التابعة للجان التنسيق المحلية في سوريا «من أجل مساندة الثورة السورية بكل الوسائل المعنوية والرمزية والمادية المتاحة». كما لفت إلى أن التنسيقية الجديدة تتبنى رؤية لجان التنسيق المحلية حول مستقبل سوريا، وحول التأكيد على الطابع السلمي للثورة وحق حماية المدنيين، داعيا جميع الناشطين والمعنيين بالحراك الثوري في الجولان إلى «التنسيق والعمل من أجل الارتقاء بالموقف العام بالجولان وجعله أكثر فاعلية»، مشيرا إلى أن المجموعة التي يعمل معها منفتحة على الجميع، وترحب بكل من يرغب في الانتماء إليها أو التنسيق معها من أجل الهدف المنشود.

ويقول معارض سوري إن هذه الخطوة ستشكل إحراجا كبيرا للنظام السوري، «حيث إن هذا النظام يدعي المقاومة والممانعة في الوقت الذي يتحضر فيه أبناء الجولان الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، للثورة ضده».

يذكر أن الأسير السوري المحرر وئام عماشة، من مواليد عام 1981، ابن الجولان المحتل، وقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجون الإسرائيلية بتهم تشكيل خلية لمناهضة الاحتلال والارتباط بمنظمات محظورة، والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وهو ما كانت نتيجته إصدار حكم بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام عام 2005، إلى أن عاد عماشة إلى قرية بقعاتا الجولانية بعد صفقة التبادل، على وقع هتافات مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيدة لشعارات الثورة السورية.