إعلام النظام يتجاهل مهمة المراقبين.. وأخباره لا تزال تتمحور حول تفجيري دمشق

الغضبان لـ«الشرق الأوسط»: هي سياسة التشبيح الإعلامي المتبعة منذ بدء الثورة السورية

TT

في وقت يترقب السوريون والإعلام العربي والدولي بدء عمل بعثة المراقبين في سوريا، تكاد هذه الأنباء وكل ما يتصل بها من معلومات تغيب عن سلم أولويات الإعلام الرسمي السوري الذي لا تزال أخباره مرتكزة على التفجيرين اللذين وقعا منذ أربعة أيام.

وفي حين اعتبر التلفزيون السوري الرسمي أن سبب غياب فرحة عيد الميلاد في سوريا هو فقط الانفجاران اللذان وقعا في دمشق، لا يزال موقع صحيفة «تشرين» السورية يؤكد أن الأسلوب الذي تم به تنفيذ العمليتين الإرهابيتين يدل على بصمات «القاعدة»، من دون أن يغيب عن شريط الأخبار تصريح وزير الصحة السوري الذي أعلن فيه أن عشرات النساء والأطفال زاروا المستشفيات نتيجة تعرضهم لصدمة نفسية جراء التفجيرين.

واقع التغطية هذا يكاد يكون نفسه على كل وسائل إعلام النظام، من التلفزيون السوري إلى وكالة «سانا» للأنباء وصحيفة «تشرين» السورية وتلفزيون «الدنيا». أما صحيفة «الوطن» السورية، فقد ذكرت وعلى الرغم من عدم الإعلان عن انتقال أي وفد إعلامي إلى سوريا برفقة بعثة المراقبين، أو صدور أي تقارير إعلامية عن عملها، أن وفودا إعلامية غربية وعربية باشرت الدخول إلى دمشق لتغطية الأحداث على الأرض منذ يوم الجمعة الماضي، وأعلنت أن تجول المراقبين وزياراتهم للمناطق السورية سيتم بالتنسيق مع السلطات السورية بالكامل، لافتة إلى أن التكتم على أماكن إقامة المراقبين يعود إلى ضرورات أمنية.

ويعتبر نجيب الغضبان، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني، أن تجاهل الإعلام الرسمي السوري لدور المراقبين وعملهم باستثناء تفقدهم موقع التفجيرين في دمشق الأسبوع الماضي يعكس وبشكل واضح السياسة الإعلامية المتبعة من قبل هذا الفريق، الذي حصر زيارة المراقبين بهذا الحدث بينما غيبهم عن مواقع أخرى تحصل فيها مجازر، وعلى رأسها بابا عمر وحمص، وكأنه يريد بذلك القول إنه لا صحة لكل ما ينشر ويذاع من أخبار. ويضيف: «الإعلام السوري على اختلاف أنواعه، ولا سيما قناة (الدنيا)، مشارك في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري». ويرى الغضبان أن الطريقة التي نقل فيها الإعلام الرسمي أخبار التفجيرين ومتابعته لهما وكأنه كان متحضرا للحدث تُظهر بشكل لافت تطبيقه لهذه السياسة التي ترتكز على التضليل والقمع والتشويه. ويقول: «لم ولن نتوقع منه أكثر من ذلك، وخير دليل على ذلك سياسة (التشبيح الإعلامي) الذي يقوم به تلفزيون (الدنيا) منذ بدء الثورة، من خلال اعتماده على ضيوف من خارج سوريا، ولا سيما من مناصري النظام في لبنان، لتحليل الوضع والدفاع الأعمى عن النظام».

مع العلم أن صحيفة «تشرين» السورية كانت قد اعتبرت بعد يوم واحد على توقيع البروتوكول أن تباين ردود الفعل حيال هذا التوقيع، التي تباينت بين مرحّب ومشكك، تؤكد خبث النيات لدى بعض الأطراف العربية وكذب تأكيدات حرصها على الشعب السوري».

وأشارت إلى أن «نجاح مهمة المراقبين العرب في رصد واقع ما يحدث في سوريا بشكل موضوعي لا يرتبط فقط بمدى تعاون الحكومة السورية مع مهمتهم، إنما هو لا يكاد ينفصل عن معطيات كثيرة، أبرزها استقلالية المراقبين وحيادهم، بما من شأنه تهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المراقبين من الخروج بتقرير موضوعي يرصد الواقع كما هو، لا كما تريده بعض الأنظمة ووسائل الإعلام العربية والغربية، التي تقود منذ عدة أشهر حملة غير أخلاقية وغير مهنية ضد سوريا خدمة لأجندات غربية مكشوفة».