هنية في القاهرة: المصالحة الفلسطينية خيار استراتيجي لا رجعة عنه

نفى وجود أي معتقلين لفتح في غزة وأكد أن القدس في خطر

رئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية خلال لقائه في القاهرة خيرت الشاطر أحد كبار مسؤولي جماعة الإخوان المسلمين (أ.ب.ف)
TT

نفى إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة (حكومة حماس في غزة)، في القاهرة، أمس، وجود أي معتقلين سياسيين تابعين لحركة فتح في قطاع غزة، مشددا على أن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية خيار استراتيجي لا رجعة فيه.

ويقوم هنية بجولة عربية هي الأولى منذ استفراد حماس بالسلطة في غزة، تشمل مصر والسودان وتونس وقطر والبحرين وتركيا. وقد التقى في القاهرة أمس كبار المسؤولين في مصر، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، والدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

وأطلع هنية رئيس جهاز المخابرات المصري الوزير مراد موافي على تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة ملف المصالحة وسبل تنفيذ الاتفاق الذي وقع في القاهرة في مايو (أيار) ماضي.

وأكد إسماعيل هنية أنه لا يوجد أي اعتقال سياسي لأي عضو من حركة فتح في قطاع غزة، رغم أنه في الضفة الغربية «الأمور مختلفة». وتابع هنية «كل الأمور في سياق البحث الثنائي مع فتح.. ونحن جاهزون لأي خطوات».

وطالب إسماعيل هنية في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عقب لقائهما أمس، الجامعة بتفعيل قراراتها المتعددة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

وحذر هنية من أن القدس في خطر، لأن هناك خطة إسرائيلية متدحرجة لنزع المدينة من محيطها العربي والإسلامي، مؤكدا أن الوضع يحتاج إلى خطة عربية إسلامية على المستويين الرسمي والشعبي وليس خطب أو مؤتمرات.

وقال إن هناك أمرين مهمين من أجل القدس، الأول الدعم المالي لتعزيز صمود أهل القدس، والثاني الموقف السياسي العربي الذي يجب أن يؤكد في كل المحافل الدولية أن القدس عاصمة لفلسطين، ولا يمكن أن تكون غير ذلك في يوم من الأيام.

وشدد هنية على أن المصالحة خيار استراتيجي لا رجعة فيه، وقال «نعمل على تطبيق ما تم الاتفاق عليه، ونقله من الأطر النظرية إلى الواقع، ولقد عرضنا أمورا لتعزيز المصالحة وقطع الطريق على التدخلات الأميركية - الإسرائيلية لعرقلتها».

وأشار إلى أنه بحث مع الأمين العام أيضا قضية الأسرى الفلسطينيين وقدم له قائمة بـ55 أسيرا فلسطينيا مسجونين منذ أكثر من 25 عاما.

من جانبه، قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية «لقد ناقشنا أمورا كثيرة تتعلق بدعم القضية الفلسطينية، وكيفية تحريرها، والقدس، وحصار غزة، واستمعنا إلى آراء مهمة، وجامعة الدول العربية تضع كل إمكانياتها تحت تصرف الشعب الفلسطيني».

وشدد العربي على أن اجتماعات المصالحة الفلسطينية جرت في إطار جو من الصدق، وقال «لقد تقابلت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومع إسماعيل هنية، والجميع صادقون في تحقيق هذه المصالحة».

وكان هنية قد وصل إلى مصر عبر معبر رفح البرى على رأس وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يضم 24 من أعضاء الحكومة المقالة والحركة، وتعتبر زيارة هنية هذه هي الأولى لمصر منذ عام 2007 عندما وقع صدام عسكري بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة انتهى بسيطرة حماس على القطاع.

من جهته، وصف الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حركة حماس بأنها نموذج يثير الإعجاب، وقال أثناء استقباله هنية، «إن الإنسان يسعد عندما يرى رئيس وزراء مثل هنية يصلي بالمواطنين ويتهجد بهم في الليل»، معتبرا أن حماس عرفت العالم كيف تكون القيادة الرشيدة.