كابل توافق على فتح مكتب لطالبان في قطر

أفغانستان تضع قواعد للمحادثات مع المعارضة

تخريج دفعة جديدة من جنود وضباط الشرطة في هراة (إ.ب.أ)
TT

قال المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان إن كابل ستوافق على فتح مكتب لحركة طالبان في قطر، للمساعدة في إجراء محادثات سلام، غير أنه لا يمكن أن تشارك أي قوة خارجية في العملية دون موافقة المجلس.

وتكتسب الجهود قوة دفع للتوصل إلى حل للصراع المستمر منذ عشر سنوات. وفي مذكرة للبعثات الأجنبية، حدد المجلس قواعد للتعامل مع طالبان، بعد أن شعرت كابل بالقلق من أن الولايات المتحدة وقطر بمساعدة ألمانيا اتفقتا سرا مع طالبان على فتح مكتب لها في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف المجلس أن المفاوضات مع طالبان لا يمكن أن تبدأ إلا بعد أن توقف الحركة العنف ضد المدنيين وتقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وتقبل بالدستور الأفغاني الذي يضمن الحقوق المدنية والحريات، بما في ذلك حقوق المرأة.

وقال المجلس في نسخة من المذكرة المكونة من 11 نقطة واطلعت «رويترز» عليها، إن أي عملية للسلام مع طالبان لا بد أن تؤيدها باكستان لأن أعضاء بالحركة المتمردة يتمركزون هناك.

وأضاف: «جمهورية أفغانستان الإسلامية توافق على فتح مكتب للمعارضة المسلحة لكن فقط من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام وإجراء حوار». وقال مسؤولون إن الحكومة تفضل إنشاء هذا المكتب في السعودية أو تركيا القريبتين من حكومة كابل، لكنها لا تعارض فتحه في الدوحة مادامت سلطات الدولة الأفغانية لم تقوض، واقتصر عمل المكتب على المحادثات.

وقال مسؤول حكومي: «نقول إننا نفضل السعودية أو تركيا ولا نقول إنه يجب إنشاؤه هناك وإلا فلا. الشرط الوحيد هو أنها لا بد أن تكون دولة إسلامية».

واستدعت إدارة الرئيس حميد كرزاي سفيرها في الدوحة الأسبوع الماضي، لغضبها فيما يبدو من عدم اطلاعها على أحدث جولة من المفاوضات مع الحركة. وقال مسؤولون إن كابل يساورها قلق عميق بشأن تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تبحث نقل عدد صغير من السجناء الأفغان بمعتقل غوانتانامو إلى الدوحة كمقدمة للمحادثات.

وقال المسؤول: «نحن دولة ذات سيادة لها قوانين؛ كيف يمكن أن تنقلوا سجناءنا من دولة إلى أخرى. وجودهم في معتقل غوانتانامو انتهاك بالفعل».

وأضاف أن الحكومة الأفغانية تريد أن تتسلم السجناء. وكانت «رويترز» ذكرت هذا الشهر أن الولايات المتحدة تبحث تسليم عدد غير محدد من سجناء طالبان من معتقل غوانتانامو للحكومة الأفغانية في إطار تسريع وتيرة الجهود الدبلوماسية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «ليست لدينا مشكلة في هذا. حقيقة نطالب بهذا منذ فترة؛ هؤلاء سجناء أفغان». ويبرز التوتر بين إدارة كرزاي والولايات المتحدة بشأن دمج طالبان في محادثات للسلام التحديات التي تواجه السعي إلى تسوية سياسية، فيما يستعد الغرب لسحب معظم القوات القتالية من البلاد بحلول عام 2014.

وواجهت جهود دمج طالبان سلسلة من الانتكاسات كان أحدثها اغتيال رئيس المجلس الأعلى للسلام والرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، في سبتمبر (أيلول) على أيدي انتحاري قدم نفسه على أنه مبعوث من طالبان.