رئيس الوزراء اليوناني يلتقي باباندريو اليوم لبحث مستقبل البلاد

اجتماعات داخل الحزب الاشتراكي تنبئ باحتمال نشوب أزمة سياسية

رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس يلتقي جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي ورئيس الوزراء المستقيل («الشرق الأوسط»)
TT

يلتقي بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس وجورج باباندريو، زعيم الحزب الاشتراكي أكبر الأحزاب السياسية في البلاد ورئيس الوزراء المستقيل، وذلك على خلفية التوصل لإقرار حزمة جديدة من الإجراءات التقشفية لسد ثغرة العجز في الميزانية، ومناقشة كيفية مواجهة الأزمة المالية التي تطيح بالبلاد. وكان قد طلب باباديموس في لقائه مع زعيمي الحزبين الآخرين المشاركين في الحكومة، أن يكونا على قدر المسؤولية والعمل الجاد والجماعي لإنقاذ البلاد من الانهيار.

وذكر باباديموس أن زعماء الأحزاب طلبوا منه في البداية عمل المستحيل وإنقاذ البلاد، والآن لا يتعاونون معه ويضعون مطالب ومصاعب للخروج من الأزمة، وذلك بعد أن وصل مع أعضاء حكومته إلى منتصف الطريق، ويقترب من تحقيق الهدف الأساسي الذي شكلت من أجله حكومة الائتلاف الوطني، موضحا أنه لا يسأل كل وزير عن هويته الحزبية، فالكل لا بد أن يعمل كفريق واحد، وإن مستقبل البلاد معلق في خيط رفيع والبلاد تعاني ما لم تعانه في تاريخها الحديث أو القديم.

وتأتي اجتماعات باباديموس مع زعماء الأحزاب الثلاثة المشاركة في حكومته، وسط مؤشرات على أن الوقت المتاح أمامه قد بدأ ينفد من أجل استكمال مسيرة الإصلاحات التي تعهد بها قبل إجراء الانتخابات المقبلة المقررة في فبراير (شباط) المقبل، ويأتي ذلك عقب انهيار المباحثات التي جرت مؤخرا بشأن خفض معاشات التقاعد، ومع تصاعد التكهنات بشأن إجراء انتخابات مبكرة، مما سيهدد بعرقلة تقدم الإصلاحات الجارية تلبية لمطالب الدائنين الدوليين، يسعى باباديموس لتحقيق التوافق بين مواقف زعماء حكومته ذات الأحزاب الثلاثة.

إلى ذلك كشف استطلاع للرأي عن تراجع كبير لشعبية حكومة الائتلاف الحزبي التي يترأسها لوكاس باباديموس، ووفقا للاستطلاع فإن نسبة 65 في المائة من العينة التي شاركت لم تعد تثق في الحكومة التي كانت قبل شهر واحد محل ثقة غالبية اليونانيين، ونسبة 26 في المائة فقط من المشاركين قالت إنها ما زالت تثق في حكومة باباديموس.

من جهة أخرى، يبدأ اليوم العد التنازلي لتدشين مسيرة التطورات داخل حزب الحركة الاشتراكية لعموم اليونان (باسوك)، بعد أن قرر رئيس الحزب جورج باباندريو دعوة المجلس السياسي للحركة للانعقاد، وذلك بعد أن استكمل لقاءاته مع الكوادر العليا في الحزب ومع غالبية النواب الموالين للحزب الاشتراكي.

وضمن تحركات باباندريو التي لم يكشف خلالها عن مستقبله داخل الحزب الذي أسسه والده الراحل أندريا باباندريو، التقى منافسه إيفانجيلوس فينزيلوس، وعددا من أعضاء الحزب المشاركين في حكومة باباديموس، وبينهم بعض المنافسين لباباندريو على رئاسة الحزب، منهم ميخاليس خرسوخييديس.

ووفقا للمصادر، فإن اجتماع اليوم سيتركز على مناقشة مسيرة الحكومة وآفاقها، وبعد ذلك سيتم الاتفاق على جدول زمني يجري على أساسه الحوار الحزبي الداخلي ومعالجة مسألة زعامة الحزب، وما إذا كان باباندريو سيظل رئيسا له، مع كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من توترات ربما تقود إلى انشقاق، أم أنه سيفتح الباب أمام تطورات سلسة وزعامة جديدة تقود الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية المقبلة.

إلى ذلك، ذكرت أغلبية ساحقة من اليونانيين تقدر بـ99 في المائة، أن الوضع الاقتصادي للدولة سيئ، بينما يعتقد 76 في المائة أن الأسوأ لم يأت بعد، وجاء ذلك نقلا عن دراسة اقتصادية تم إعدادها مؤخرا في بروكسل.

ووضعت نتائج الدراسة الشعب اليوناني ضمن أكثر الشعوب تشاؤما في دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء، البالغ عددهم 27 دولة، مع كل من الآيرلنديين والإسبانيين والبلغاريين، كما كشفت الدراسة عن وجود جفاء بالغ تجاه الوضع الاقتصادي، حيث ذكر 8 في المائة فقط من اليونانيين أنهم يثقون بالحكومة، بينما ذكر 12 في المائة أنهم يضعون ثقتهم في البرلمان.

وتجدر الإشارة إلى أنه تجلت في اليونان مظاهر غير مألوفة بسبب الضائقة المالية، فقد بلغ عدد المشردين أرقاما قياسية، وتفشى تعاطي المخدرات والجريمة، وأفرز هذا المناخ ظاهرة الانتحار بشكل غير مسبوق، نقلت البلاد من كونها صاحبة المعدل الأدنى للانتحار في أوروبا قبل الأزمة، إلى الأعلى حاليا.