أرملة الرئيس الكوري الجنوبي الراحل كيم داي جونج تعبر الحدود لتقديم التعازي

جنازة زعيم كوريا الشمالية الراحل ترصد الشخصيات التي تمسك بمقاليد السلطة

أرملة الرئيس الراحل كيم داي جونج إلى اليسار تقدم التعازي في بيونغ يانغ (رويترز)
TT

عبرت أرملة الرئيس الكوري الجنوبي الراحل، كيم داي جونج، الحدود المحصنة إلى كوريا الشمالية، أمس، لتقديم العزاء في وفاة الزعيم الكوري الشمالي الراحل، كيم جونغ إيل، الذي توفي قبل تسعة أيام، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.

وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن لي هي هو (90 عاما)، أرملة الرئيس الراحل كيم داي جونج، توجهت إلى كوريا الشمالية وبرفقتها رئيسة مجموعة «هيونداي»، هيون جيونغ ايون.

وقالت لي في رسالة خطية قرأها مساعدها قبل عبور الحدود مع 17 عضوا آخرين في الوفد: «آمل أن تساعد رحلتنا إلى كوريا الشمالية في تحسين العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية».

وكانت بيونغ يانغ قد ردت بغضب على إعراب سيول عن تعاطفها مع «شعب» كوريا الشمالية، ورفضها إرسال مبعوث رسمي أو إتاحة الفرصة لوفود مدنية أخرى لتقديم العزاء. إلى ذلك، ستكون جنازة الزعيم الراحل لكوريا الشمالية، كيم جونغ إيل، الأربعاء، موضع مراقبة دقيقة، بهدف رصد الشخصيات التي تمسك بمقاليد السلطة في كوريا الشمالية خلف الخليفة الشاب كيم جونغ أون، الذي يفتقد إلى الخبرة.

ويبدو أن النخبة السياسية الكورية الشمالية ترص الصفوف منذ وفاة زعيمها كيم جونغ إيل في 17 ديسمبر (كانون الأول) وانتقال الزعامة إلى ابنه الأصغر الذي لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر، وهو ثالث أفراد هذه الأسرة التي أقامت أول نظام شيوعي وراثي في العالم، بدأ بجده كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية. لكن يتوقع أن يتزاحم هؤلاء المسؤولون الكبار لكسب بعض النفوذ لدى الحاكم الشاب، الذي درس في سويسرا ولا يعرف سوى القليل عن شخصيته، باستثناء حبه لكرة السلة والتزلج وأفلام جان كلود فان دام.

ويرى الخبراء أنه لا أحد منهم لديه مصلحة في إثارة الضوضاء. ولفت اندري لانكوف، البروفسور في جامعة كوكمين في سيول، إلى أن «هؤلاء الناس يعلمون أن من مصلحتهم أن يبقوا متحدين إن أرادوا الاستمرار»، مشيرا إلى تحديات نظام يواجه اقتصادا مدمرا وشعبا يعاني من سوء التغذية وقمع شرس. لكن من سينصح جونغ أون وإلى من سيصغي؟

في هذا السياق كتب رالف كوسا، رئيس مركز الأبحاث «باسيفيك فوروم»: «إن الوصيين اللذين اختارهما كيم جونغ إيل؛ شقيقته كيم كيونغ هوي، وصهره جانغ سونغ ثايك، زوج الأخيرة، هما أبرز المرجحين على الأقل في البداية. لكن درجة الثقة في جانغ ليست أمرا مؤكدا».

وبعد الجلطة الدماغية التي أصيب بها كيم جونغ إيل في أغسطس (آب) 2008، اعتبر جانغ ثاني أقوى رجل في البلاد. وقد رقي العام الماضي إلى منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطنية، وهي وكالة مستقلة نافذة، وظهر للمرة الأولى الأحد بزي عسكري على التلفزيون الرسمي! وهو مؤشر مهم بالنسبة لنظام شعاره «الجيش أولا».