الأمير نايف بن عبد العزيز: الدولة ماضية في اتباع المنهج السلفي القويم

مفتي السعودية أكد أن السلفية تنبذ البدع والخرافات والضلالات وتدعو إلى العقيدة السليمة

الأمير نايف خلال إلقاء كلمته في افتتاح ندوة السلفية منهج شرعي ومطلب وطني (تصوير: خالد الخميس)
TT

قال الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إن الدولة ماضية في اتباع المنهج السلفي القويم، مشيرا إلى أنها لن تحيد عنه ولن تتنازل، مع تأكيده أنه مصدر عزها وتوفيقها ورفعتها.

جاء ذلك خلال افتتاحه ندوة «السلفية منهج شرعي ومطلب وطني»، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أمس، في العاصمة الرياض، وتابع قائلا «يطيب لي في هذه الليلة المباركة التشرف برعاية ندوة السلفية منهج شرعي ومطلب وطني، والتي يشارك فيها ويحضرها نخبة من أهل الفضل والعلم من داخل المملكة وخارجها ممن حملوا هم الدين وحرصوا على صفاء العقيدة وبيانها للعامة».

وزاد «إخواني الكرام، كما تعلمون فإن السلفية الحقة هي المنهج الذي يستمد أحكامه من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي بذلك تخرج عن كل ما ألصق بها من تهم أو تبناه بعض أدعياء المنهج السلفي، وحسب ما هو معروف فإن هذه الدولة المباركة قامت على المنهج السلفي السوي منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود وتعاهده مع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله».

وأضاف ولي العهد «لا تزال إلى يومنا هذا بفضل الله وهي تعتز بذلك، وتدرك أن من يقدح في نهجها أو يثير الشبهات والتهم حولها، هو رجل جاهل يستوجب بيان الحقيقة له، وما قيام الجامعة باستضافة هذه الندوة إلا جزء من ذلك البيان، وإيضاح الحقائق تجاه هذا النهج القويم الذي حمل زورا وبهتانا ما لا يحتمل من كذب وأباطيل ومفاهيم مغلوطة كالتكفير والغلو والإرهاب وغيرها، بشكل يجعل من الواجب علينا جميعا الوقوف صفا واحدا في ذلك، وأن نواجه تلك الشبهات والأقاويل الباطلة بما يدحضها ويبين عدم حقيقتها، وهذا ما جعل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين يوجه بعقد هذه الندوة في رحاب هذه الجامعة المباركة التي نعلم يقينا أنها على قدر الثقة والمسؤولية».

واستطرد «إخواني الكرام. إننا نؤكد لكم على أن هذه الدولة ستظل بإذن الله متبعة للمنهج السلفي القويم، ولن تحيد عنه ولن تتنازل، فهو مصدر عزها وتوفيقها ورفعتها، كما أنه مصدر لرقيها وتقدمها، لكونه يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو منهج ديني شرعي كما أنه منهج دنيوي يدعو إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم والدعوة إلى التعايش السلمي مع الآخرين واحترام حقوقهم. والجامعة بهذا الدور تؤدي رسالتها تجاه دينها ووطنها كغيرها من جامعات المملكة وهي بذلك تستحق الشكر والتقدير».

وختم حديثه، «أدعو الله أن يوفق القائمين على هذه الندوة والمشاركين فيها، وأن يحقق الآمال المرجوة منها، إنه سميع مجيب».

من جانبه، قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، خلال كلمته «إن الله تعالى وعد المتقين بجنات النعيم، والكافرين بالعذاب الأليم، أيها الإخوة، إن السلفية، منهج شرعي دل عليه الكتاب والسنة، هذا المنهج العظيم خير من استجاب له وطبق تعاليمه هم الصحابة رضوان الله عليهم، حيث تلقوا الدين من الرسول صلى الله عليه وسلم».

وتابع «أيها الإخوة إن السلفية هي منهج السلف الصالح، وهذا المنهج السلفي له مميزات وعلامات من أعظهما أنه منهج أصحاب رسول الله، وقد أمرنا الله باتباع منهجهم، وأن السلفية منهج رباني شامل قائم على الاعتدال والوسطية، ويقوم على توحيد الله، وينبذ البدع والخرافات والضلالات، ويدعو إلى العقيدة السليمة، ويعظم نصوص الكتاب والسنة، وأن السلفية منظومة متحدة تشمل العقيدة والعبادة، والمعاملة، والأمور السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، منهج معتدل بلا إفراط ولا تفريط، وهذه الدولة منهجها منهج صالح، يأخذ بالتطورات الحديثة».

وزاد «السلفية ترفض الإرهاب والتطرف، وتدعو إلى الوسطية والاعتدال، ويجب الابتعاد عن الدعوات الفاسدة»، كما شكر المفتي رجال الأمن من منسوبي مكافحة المخدرات على ما يبذلونه للتصدي للجريمة، «أيها الإخوة، يجب أن نشكر الله على النعمة، كل فرد فينا أمين على هذه البلاد، ونحن مستهدفون في أمننا، وديننا ووطننا».

من جانبه، قال الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود إن ولاة الأمر يدعمون كل عمل وطني مخلص يحقق أهداف هذه البلاد التي قامت عليها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الإمام المجاهد الموحد.

وتابع بالقول «إن المتأمل في تاريخ هذه المملكة الغالية يرى ما يسر خاطره ويثلج صدره ويبعثه على مزيد من الفعل والعطاء خدمة للدين وتحقيقا لتطلعات ولاة الأمر».

وبين أبا الخيل «هذه البلاد المباركة تنطلق من أسس ثابتة وقواعد قاعدة ومبادئ حقة أسها ومنبعها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة».

وأضاف مدير جامعة الإمام «إن الملك عبد العزيز أقام هذا الكيان العظيم على التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل ورعى ذلك ووضع كل ما يحتاجه، وقد سار على نهج المؤسس أبناؤه البررة الميامين إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يسانده ويعاونه الأمير نايف وها نحن نرى آثار ذلك ظاهرة واضحة وثماره يانعة يلمسها الكبير والصغير الذكر والأنثى المقيم والمواطن وكل من وطأت قدماه هذه الأرض المباركة».

وزاد «إن أساس هذه الدعوة وهذه البلاد في دورها الأول قائم على الدعوة السلفية ويستمر ذلك بهذا الدور الممتد بإذن الله بنهج سلفي صحيح معتدل متوسط بعيد عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، إن المنهج السلفي الصحيح هو الذي يبني ولا يهدم يعطي ولا يحرم يفي ولا يغدر.. منهج صدق ووفاء وعطاء ومحبة وتقدير واحترام وتعاون على البر والتقوى وكف للأذى وبذل للندى وتحمل للأذى».

واستطرد «من هنا شمرت الجامعة وبناء على تحقيق أهدافها ورسالتها بعقد هذه الندوة (السلفية منهج شرعي ومطلب وطني)، بأهداف ومحاور ذات عمق وبعد إسلامي عالمي ويشارك في هذه الندوة عبر أبحاثها ودراساتها وأوراق الأعمال فيها وكل مناشطها وبرامجها وفعالياتها أكثر من (100) مشارك عبر دول العالم كما تتفاعل وتفعل بما يزيد على 120 بحثا محكما إحكاما علميا رصينا وموضوعيا».

وألقى قاضي القضاة بالأردن الدكتور أحمد هليل كلمة أكد فيها «أهمية عقد هذه الندوة في زمن تلاطمت فيه أمواج الفتن والاستهداف الذي يتعرض له ديننا ومنهجنا وعقيدتنا حتى أصبح الإسلام والسلفية مشجبا يحملونه كل إرهاب يدبر أو يراد أو تطرف وغلو يقع أو يكاد»، وتابع بالقول «ألم يعلموا أن هذا الإسلام العظيم والمنهج السلفي القويم جاء رحمة للعالمين وهداية وسلاما للخلق أجمعين فلا ظلم ولا إرهاب ولا اعتداء ولا هضم حق لأي إنسان ولو كان من الأعداء قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فلا قتل ولا تدمير بل عدل وبر وإحسان وأمن وسلام واطمئنان».

إلى ذلك، تم تكريم الممولين لكراسي بحث أنشئت مؤخرا في الجامعة، وهم عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد ممثلا أبناء الشيخ عبد العزيز التويجري، لتفضلهم بتمويل «كرسي الشيخ عبد العزيز التويجري للدراسات الإنسانية»، والمهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ورئيسها التنفيذي لتمويل الشركة «كرسي سابك لدراسات الأسواق المالية الإسلامية»، والمهندس عبد الله بن أحمد بقشان لتفضله بتمويل «كرسي حوار الحضارات» الذي أنشأته الجامعة بالتعاون مع جامعة السوربون باريس بانتيون، ومحمد بن راشد بن دايل، ممثلا لأبناء الشيخ راشد بن محمد دايل لتمويلهم «كرسي الشيخ راشد بن دايل لدراسات الأوقاف»، والشيخ سعد بن عبد الله بن زيد بن غنيم، لتمويل «كرسي الشيخ سعد بن عبد الله بن غنيم لتقنين وتدوين الأحكام القضائية»، والشيخ محمد بن عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات العامة لتمويل الشركة «مركز دراسات سوق العمل بالجامعة»، والدكتور عبد الله بن علي الخطيب، الملحق الثقافي للملكة في فرنسا لإسهامه في تفعيل «كرسي حوار الحضارات»، الذي أنشأته الجامعة بالتعاون مع جامعة السوربون. باريس. بانتيون.