اليمن: مواجهات بين الشباب في ساحة التغيير

مطالبات بزيارة سجون سرية يديرها الحوثيون في صعدة

TT

تواصلت أمس الاحتجاجات في اليمن للمطالبة بإسقاط «بقية رموز النظام»، في حين اندلعت احتجاجات جديدة تطالب بإقالة الكثير من المسؤولين في المؤسسات الحكومية، في وقت سقط فيه جرحى في مواجهات داخل ساحة الاعتصام بصنعاء في مواجهات بين «الثوار» أنفسهم بسبب المبادرة الخليجية. وجرح نحو 35 شخصا في ساحة التغيير بصنعاء، جراء تجدد المواجهات بالأيدي والهراوات بين حركات ثورية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك، وحركة ثورية تابعة للحوثيين. وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة بالعصي والهراوات اندلعت، أمس، بين المئات من شباب ساحة التغيير، جراء قيام عدد من الشباب بالاعتراض على خيمة تم نصبها بوسط الساحة، من قبل حركة الصمود المحسوبة على الحوثيين لمناهضة المبادرة الخليجية. واستمرت الاشتباكات إلى أن تدخل جنود من الفرقة الأولى مدرع لفض الاشتباكات، من خلال إطلاق الرصاص في الهواء. وفي سياق آخر نفذت مجاميع من المهجرين من أبناء محافظات صعدة وحجة وعمران، صباح الثلاثاء، اعتصاما أمام مقر رئاسة الوزراء، احتجاجا على ما وصفوه بانتهاكات الحوثيين في هذه المحافظات.

وطالب ممثلو المهجرين بالنزول لتفقد سجون سرية يديرها الحوثيون في المحافظة.

وفي سياق متصل، تشهد الساحة اليمنية نوعا جديدا من الاحتجاجات، حيث تشهد معظم المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية اعتصامات واحتجاجات للمطالبة بإقالة المسؤولين في القوات البحرية في محافظة عدن، وما زال ضباط وجنود وصحافيو دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع يعتصمون داخل الدائرة بعد أن ضغطوا من أجل تنحي رئيس الدائرة، العميد الركن علي حسن الشاطر، وهو من المقربين من الرئيس صالح، وصدرت توجيهات حكومية بإقالته وتكليف شخص آخر بإدارة العمل بدلا منه، في حين تمكن المحتجون من إقالة عدد من المسؤولين في بعض المؤسسات بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وهذه الاحتجاجات هي إشارة، بحسب المراقبين، إلى «انتفاضة ضد الفساد والمسؤولين الفاسدين في نظام الرئيس صالح».

وفاجأ موقع وزارة الدفاع اليمنية «سبتمبر نت» زواره بنشره لخبر استمرار اعتصام منتسبي دائرة التوجيه المعنوي بكل فروعها العسكرية والصحافية المقروءة والتلفزيونية، وأهابوا، في بيان لهم، بـ«نقابة الصحافيين اليمنيين» للوقوف وتحمل مسؤوليتها تجاه أعضائها في الصحيفة وموقع «سبتمبر نت» الذين يطالبون بحقوق مشروعة، في مقدمتها إقالة مدير الدائرة رئيس التحرير، العميد الركن علي حسن الشاطر، القابع بل الجاثم في هذه الدائرة لأكثر من 37 عاما، منتهكا الحقوق والحريات والقيام بتكميم الأفواه ونهب الاستحقاقات الخاصة بالصحافيين المنتسبين للدائرة، وممارسة الفساد المالي والإداري، وذلك خلال مهلة أقصاها 24 ساعة.

وتأتي التطورات الراهنة في وقت يواصل فيه مجلس النواب (البرلمان) مناقشة برنامج حكومة الوفاق الوطني التي ترأسها المعارضة، وهي بالمناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، كما تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه اللجنة العسكرية أعمالها في إزالة المظاهر المسلحة من شوارع العاصمة صنعاء.