هنية قبيل توجهه للسودان من القاهرة: حماس ستدخل المنظمة ولن تعترف بتل أبيب

أكد وقوفه إلى جانب عباس في وجه التهديدات الإسرائيلية الهادفة إلى تعطيل المصالحة

مقاتل من حماس في عرض ليلي بذكرى مجازر غزة الثالثة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة انتصار خيار المقاومة وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها بالحرب على غزة. وأكد أن حركة حماس ستدخل منظمة التحرير الفلسطينية بمواقفها ولن تعترف بإسرائيل، ونفى وجود خلاف بين حماس الداخل والخارج حول المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن المصالحة «خيارنا جميعا».

وقال هنية في مؤتمر صحافي في القاهرة خلال زيارة استغرقت 3 أيام التقى فيها الوزير مراد موافي رئيس جهاز المخابرات والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ومحمد بديع المرشد العام لـ«الإخوان المسلمين»: «في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات أعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت الحرب على غزة بهدف القضاء على المقاومة وإسقاط الحكومة واسترجاع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. لكن وبعد 3 سنوات من الحرب نعلن من القاهرة انتصار المقاومة وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها وفي استرجاع شاليط إلا من خلال صفقة مشرفة برعاية مصرية خرج فيها أكثر من 1000 أسير وأسيرة فلسطينية».

وأكد هنية ردا على ما يتردد عن أن حماس الداخل تعرقل المصالحة أن موقف الحركة في الداخل والخارج موحد بالنسبة للمصالحة. وقال: «نحن جميعا ملتزمون بأن المصالحة ضرورة وطنية ولا بد أن نسخر كل الجهد من أجل تحقيقها. ولكننا في الوقت نفسه نريد تنفيذ ما اتفق عليه على الأرض، وتطبيق إجراءات تبادل الثقة ووقف الاعتقالات من حكومة رام الله». وأضاف: «إننا في الداخل عندما نطالب بهذه الإجراءات إنما نريد تسليط الضوء على معوقات المصالحة وليس الهدف عرقلتها فالموقف في الداخل والخارج موحد بشأنها. وشعبنا في الداخل يريد أن يرى شيئا على الأرض».

وقال: «نحن ملتزمون بما اتفق عليه في القاهرة ونشكر مصر على جهودها المتواصلة لتحقيق المصالحة وإنجاح الجهود بما يعود بالنفع على القضية الفلسطينية ونراقب التدخلات الإسرائيلية السافرة والتهديدات المتلاحقة التي تهدف إلى تعطيل المصالحة وإبقاء الانقسام ووضع العراقيل.. ومواجهة ذلك تقتضي أولا تطبيق ما اتفق عليه ونقل المصالحة إلى الإطار العملي على الأرض وتنفيذ الخطوات وتشييع الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني ورفض الرضوخ للاستفزازات الإسرائيلية».

وتابع هنية القول: «نؤكد وقوفنا إلى جانب الرئيس عباس في وجه التهديدات الإسرائيلية الهادفة إلى تعطيل المصالحة وإبقاء الانقسام وأن نكون يدا واحدة على طريق المصالحة باعتبارها خيارا وطنيا ورغبة ومطلبا سياسيا وإنسانيا». ورفض هنية أن يكون قبول حماس المشاركة في المنظمة اعترافا ضمنيا بإسرائيل. وقال: «نحن ندخل المنظمة بموقفنا وهو عدم الاعتراف بإسرائيل ولن نتخلى عنه».

وأكد هنية في إطار حديثه عن صفقة تبادل الأسرى أن حماس «لن تنسى أسرانا القابعين في سجون الاحتلال وسنعمل في كل ما بوسعنا من أجل الإفراج عنهم وعودتهم.. فقضية الأسرى مهمة جدا وتشكل أولوية لنا».

واعتبر هنية أن القضية الفلسطينية هي من أهم المستفيدين من ثورات الربيع العربي إلى جانب الدول التي قامت بها الثورات، مستطردا أن الربيع العربي يصب عموما في المصلحتين العربية والفلسطينية «وشاهدنا ذلك بعودة القضية الفلسطينية للواجهة من خلال ميادين التحرير والتغيير وقوى الثورة وأنا كفلسطيني كنت في غاية الفخر والاعتزاز عندما كنت أشاهد علم فلسطين يرفرف في ميادين الثورة».

وقال هنية إن هذا التطور إن دل إنما يدل على أن المستقبل لنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين وإن الاحتلال يتغير ولم يعد الزمن ذات الزمن ولن يفلتوا من المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس «ونستطيع أيضا أن نقول: إن هناك تحديات.. القدس تتعرض لجريمة بشعة من هدم منازل وإبعاد الوزراء والنواب المنتخبين والتهويد في محاولة لضرب مقومات الصمود لشعبنا في القدس المحتلة». ودعا هنية «من هنا من القاهرة من بيت العرب الكبير إلى وضع خطة عربية إسلامية لحماية القدس من المخططات الصهيونية من خلال دعم مالي وسياسي قوي يقول لإسرائيل كفى لهذا التهويد والاستيطان» مشيرا إلى أن «حربا تشن على رموزنا في القدس المحتلة. وهناك حرق المدارس والمصاحف ومنع رفع الأذان في أرض فلسطين المحتلة عام 48، وهذا تطور خطير، فإسرائيل تستهدف أيضا المقدسات الإسلامية وعرقلة الاحتفالات».

وحول اللقاء مع الوزير مراد موافي قال: إن اللقاءات التي جرت «مع الإخوة في جهاز المخابرات المصري كان أخويا وتحدثنا في كثير من التفاصيل ومتابعة الكثير من الملفات وشعرت بالارتياح وما جرى فيه من حديث منفتح على كل الملفات واستحضار التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية».

وبحث هنية مع العربي «أهمية دور الجامعة العربية للقضية الفلسطينية ومواجهة التهديدات الإسرائيلية، وقلنا: في المرحلة الحالية يجب أن نعيد صياغة أفكارنا واستحضار قضية فلسطين والقدس وهذا لا يمنع أن تدرج القدس في مناهج التدريس.. وتحدثنا عن إعادة إعمار غزة فهي مسؤولية عربية ودولية، فقد جرى هدم آلاف المؤسسات وتوقف الإعمار وحتى الآن لم يدخل أي دولار من الأموال المرصودة من الدول المانحة لإعمار غزة.. وناقشنا مع العربي أيضا كيف يمكن للجامعة أن تنفذ قراراتها بكسر الحصار عن غزة».

واختتم بالقول: «زرنا مكتب الإرشاد لـ(الإخوان المسلمين) ونقلنا التحية لباقي الأحزاب المصرية من خلالهم وسنعمل على الجلوس مع كافة الأحزاب المصرية في ترتيبات قادمة».