بوتين يهون من الاحتجاجات ويرفض مراجعة نتائج الانتخابات

قال إنه «لا يحتاج إلى الغش» للفوز بالرئاسة.. و«المعارضة تفتقر للأهداف»

الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يتحدث خلال لقاء مع ضباط سامين جرت ترقيتهم في الكرملين أمس (أ.ف.ب)
TT

هون رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، أمس، من الاحتجاجات التي تنظمها المعارضة احتجاجا على تزوير الانتخابات التشريعية الأخيرة ورفض دعواتها لمراجعة نتائج الاقتراع. واعتبر أيضا أن هذه المعارضة تفتقر إلى برنامج موحد وأهداف واضحة، وأكد أنه لا يحتاج إلى «الغش» للفوز في الاقتراع الرئاسي العام المقبل.

وقال بوتين إن «انتخابات مجلس الدوما انتهت، ومن غير الوارد مراجعة نتائجها». وفي تعليقه على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مارس (آذار)، أكد بوتين، أمام أنصاره في الجبهة الشعبية، وهو تجمع أحزاب ونقابات وجمعيات موالية للنظام، أنه لا يحتاج إلى الغش للفوز في هذا الاقتراع. وقال «بصفتي مرشح (للانتخابات الرئاسية) لا أحتاج إلى أي غش. أريد أن تكون الانتخابات شفافة قدر الإمكان. وليكن واضحا للجميع أنه يمكنني الاعتماد على إرادة الشعب وثقته. علينا أن نضع حدا لكل هذه التلميحات».

وبوتين مرشح للانتخابات الرئاسية في مارس بعد أن تولى رئاسة الوزراء لأربع سنوات لأن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح لولاية ثالثة متعاقبة. وهذه التصريحات هي أول رد فعل له على المظاهرة التي نظمت السبت الماضي وضمت بين 70 و100 ألف شخص في موسكو بحسب تقديرات وسائل الإعلام للمطالبة بانتخابات حرة في روسيا وإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من الشهر الحالي وفاز فيها الحزب الحاكم.

وهذا الاقتراع الذي شابته عمليات غش بحسب المعارضة والمراقبين المستقلين، أثار حركة احتجاج غير مسبوقة في روسيا منذ وصول بوتين إلى السلطة في عام 2000. وقال بوتين، إن «المعارضة ليس لديها برنامج موحد ولا وسائل واضحة ومفهومة لبلوغ أهداف غير واضحة أيضا، وليس هناك في صفوفها أشخاص قادرون على القيام بامور عملية». وتابع: «في وضع كهذا، فإن الخطاب الذي يصدر يهدف إلى إسقاط الشرعية قبل أي عملية انتخابية». وكان بوتين قلل مرارا من شأن المعارضين، متهما إياهم بأنهم مأجورون من قبل الغربيين.

وتأتي هذه التصريحات الحازمة لبوتين، في حين أكد أحد المقربين منه، وزير المال الروسي السابق أليكسي كودرين، أمس، لصحيفة «فيدوموستي» أن رئيس الوزراء مستعد «للحوار» مع المعارضة. وقال: «قبل التوجه إلى التجمع وضحت هذا الموقف لبوتين. وأدركت إجمالا أن الحوار ممكن». وأضاف للصحيفة: «من حديثي مع بوتين أدركت أنه غير خائف من اقتراع الرابع من مارس وأنه مستعد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة». وخلال التجمع رأى كودرين الذي استقال من وزارة المال في الخريف إثر خلاف مع الرئيس ديمتري ميدفيديف، أن روسيا قد تواجه «ثورة» إذا لم يكن هناك «حوار» بين النظام ومعارضيه.

من جهته، أكد المدون أليكسي نفالني، الذي يعتبر أحد أركان المعارضة، أنه مستعد للترشح في الانتخابات الرئاسية لمنافسة بوتين في حال تبني النظام إصلاحات تضمن اقتراعا ديمقراطيا. ولا يمكن لنفالني الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لأن مهل تسجيل الترشيحات انتهت. وقال لإذاعة «صدى موسكو»: «عندما ستكون لنا فرصة حقيقية للمشاركة في الانتخابات فإنني مستعد لأن أقاتل لتولي منصب قيادي بما في ذلك في الانتخابات الرئاسية». وأكد أن اقتراع مارس المقبل «لن يكون شرعيا مهما حصل»، في غياب إصلاحات جوهرية. ورأى أيضا أن تعبئة أكبر في الشارع السبيل الوحيدة للحصول على تنازلات من قبل نظام بوتين. وقال نفالني: «ربما هذه الرؤية بدائية، لكن إذا نزل مليون شخص إلى الشارع، عندها لا يمكنهم التعرض لنا وسيضطرون إلى تلبية مطالبنا». ولم يحدد المعارضون الروس بعد موعدا لتجمعهم المقبل.