الكنيسة المصرية توجه الدعوة لأحزاب إسلامية لحضور احتفالات أعياد الميلاد

جماعة الإخوان تشارك بوفد رفيع المستوى وتشكل لجانا شعبية لحماية الكنائس

شيخ معمم من رجال الدين المسلمين في احتفالات الكنيسة الكاثوليكية (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية أمس أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أصدر تعليماته إلى وكيل المطرانية القمص سرجيوس سرجيوس بضرورة إرسال دعوات المشاركة في قداس عيد الميلاد الذي يقام بمقر الكاتدرائية بالعباسية ليلة 6 يناير (كانون الثاني) المقبل إلى كافة المؤسسات الرسمية والحزبية بما فيها الأحزاب الإسلامية، وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوات سيتم إرسالها إلى أعضاء المجلس العسكري ورئيس الوزراء والوزراء وجميع المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وجميع الأحزاب السياسية، بما فيها الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

وسارعت جماعة الإخوان المسلمين التي حصلت على أغلبية برلمانية خلال مرحلتين من مراحل الانتخابات البرلمانية، بإعلان مشاركتها في القداس بوفد رفيع المستوى يترأسه نائب المرشد العام الدكتور محمود عزت، كما أعلنت الجماعة في بيان لها عن تشكيل لجان شعبية من شباب الجماعة لحماية الكنائس خلال الاحتفالات.

ووصف محامي الكنيسة الأرثوذكسية رمسيس النجار مبادرة البابا شنودة بإرسال دعوات إلى الأحزاب الإسلامية بأنها «تعكس التسامح الشخصي للبابا، والتسامح الذي تحويه العقيدة المسيحية»، وقال النجار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم هجوم رئيس حزب الأصالة (الإسلامي) عادل عبد المقصود على الأقباط فإنه سيتم إرسال دعوة له وهو ما يحوي رسالة الحب بين البشر وأننا جميعنا مصريون».

ووصفت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أمس، احتفالات أعياد الميلاد بـ«المناسبة الجليلة»، وأعلنت الجماعة عن تشكيل لجان شعبية من شباب «الإخوان» لحماية الكنائس خلال الاحتفالات، ودعا البيان كلا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة إلى حماية الكنائس مثلما حمى اللجان الانتخابية أثناء الانتخابات.

وقال البيان «يسعدنا أن نتقدم إلى إخواننا المسيحيين، بل إلى المسلمين أيضا، بأسمى التهاني بمناسبة مولد السيد المسيح، عليه السلام، نبي الرحمة والأخلاق السامية والمثالية الراقية، الذي احتفى القرآن الكريم به أيما احتفاء، وجعل الإيمان به من صلب العقيدة الإسلامية، بل وكرم والدته مريم العذراء، عليها السلام، تكريما لا مثيل له؛ إذ خصّها بسورة كاملة يتعبد المسلمون بتلاوتها في كل حين». وأضاف البيان: «إننا في هذه المناسبة الجليلة ندعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجهاز الشرطة لحماية الكنائس مثلما حمى اللجان الانتخابية أثناء الانتخابات، إضافة إلى قرارنا بتشكيل لجان شعبية من (الإخوان المسلمين) للمشاركة في هذه الحماية وذلك حتى لا تمتد الأيدي الآثمة والأصابع الفاجرة إلى إفساد هذه الاحتفالات، مثلما تكرر مرارا على أيدي النظام الفاسد البائد».

واعتبرت الجماعة تهنئتها للأقباط لا تحمل أي تكلف وإنما تعبر عن مشاعر ومواقف حقيقية، وقال البيان «لسنا في هذا متفضلين ولا متكلفين، وإنما هو حقيقة مشاعرنا ومبادئنا ومواقفنا تجاه إخواننا في الوطن والإنسانية، عبر تاريخ بناء نهضة مصر الطويل، ولقد تجلت هذه الروح أثناء ثورة 25 يناير المباركة التي صهرت كل أطياف المجتمع في بوتقة الأخوة والمحبة والتعاون، والتي نسعى جاهدين لاستعادة هذه الروح الكريمة، ونرجو الجميع أن يساعدونا في ذلك، وألا يعطوا آذانهم لدعاة الفتنة الذين يبغونها عوجا، ويريدون تمزيق المجتمع المصري الواحد».