البرادعي ينفي إجراءه حوارا مع وكالة أنباء «فارس».. وبعد التكذيب تحذفه

باحث مصري: إيران تحاول أن تجد لها مكانا في الربيع العربي بشتى الطرق

محمد البرادعي
TT

نفى المكتب الإعلامي للدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إدلاءه بتصريحات لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية، بعد زعمها إجراء حوار مفصل مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نشرته على موقعها أمس، إلا أنه بعد ساعات من تكذيب الخبر قامت الوكالة بحذف الحوار من على صفحاتها.

ونشرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية أمس حوارا مفصلا مع البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005، أمس، أعرب البرادعي خلاله عن اعتقاده بأن المحادثات التي جمعت ممثلي واشنطن والمجلس العسكري في مصر كانت تهدف إلى طمأنة أميركا بشأن الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تعهدت بها مصر مع انتخاب حكومة جديدة، خاصة إذا كانت إسلامية.

وبناء عليه أكد المكتب الإعلامي للبرادعي في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخه منه، أن كل ما ورد في هذا الخبر من تصريحات ومعلومات، وتناقلته بعض الصحف عار تماما من الصحة ولم تصدر عن الدكتور البرادعي الذي لم يجر أي حوارات مع هذه الوكالة الإيرانية، وهو ما دفع الوكالة إلى حذف الحوار بعد التكذيب بساعات.

وأثار نشر الحوار المزعوم جدلا سياسيا، خاصة ما نسب إلى البرادعي ويتعلق بإجراء الولايات المتحدة محادثات سرية مع المجلس العسكري في محاولة للحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، على الرغم من إعلان المجلس العسكري أنها خاصة بالعلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين.

ووصف البرادعي الذي سافر إلى النمسا قبل يومين، في التصريحات المنسوبة إليه، النظام الحالي في مصر المتمثل في المجلس العسكري وحكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها الدكتور كمال الجنزوري بنظام فاشي، معتبرا أن «المجلس العسكري يفتقد الخبرة لإدارة شؤون البلاد في الأزمات وفشل في إدارة المرحلة الانتقالية، كما أن الشباب محبط تماما لأنه لم يتغير شيء».

وصرح أحد أعضاء المكتب الإعلامي، رافضا الإفصاح عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»: بأن الدكتور البرادعي بعد رؤيته الحوار الذي نشرته الوكالة الإيرانية، طلب من المكتب الإعلامي إصدار بيان يستنكر فيه الموضوع، نافيا قيامه بإجراء أي حوار أو إدلاءه بتصريحات أو مقابلته مع أي طرف يتبع الوكالة الإيرانية.

من جهته، علق الدكتور فتحي المراغي، المتخصص في الشأن الإيراني، على الحوار، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة نشر حوار دون إجرائه أمر وارد في الصحافة الإيرانية التي لا تخضع إلى قانون ينظم العمل الصحافي».

ومن حيث المحتوي، أشار المراغي، إلى أن الحوار الذي تم حذفه، كان عبارة عن تصريحات سابقه للبرادعي، مع إبراز فكرة وجود مؤامرة أميركية مع المجلس العسكري، في محاولة لإثبات أن كل ما يحدث في مصر عبارة عن مخطط أميركي غربي، موضحا وجود اتجاه شديد العداء لمصر من قبل بعض المواقع الإيرانية التي تتبع المرشد علي خامنئي.

وعن توقيت نشر الحوار، أكد المراغي، أن إيران منذ بداية الثورة المصرية تحاول أن تبحث لها عن دور في الثورة المصرية، منذ خطاب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، الذي حاول فيه إقناع دول الربيع العربي بأن ما يحدث بها من ثورات هو امتداد للثورة الإيرانية، ولما أثبتت الأحداث عدم وجود أي تشابه أو تأثر بالثورة الإيرانية، لهذا تلجأ لبعض الحيل لتضعها في المشهد.

إلى ذلك شن الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة في مصر هجوما مباشرا على مرشح آخر هو الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء المصري الأسبق، قائلا إن «ترشح الأخير يعني أن نظام مبارك لم يسقط باعتبار شفيق أحد أركان هذا النظام».

وكتب البرادعي، على حسابه الشخصي في موقع الرسائل القصيرة «تويتر» أمس: «عندما يعلن رئيس وزراء مبارك الذي أسقطته الثورة نيته للترشح ليكون رئيسا لمصر الثورة فالنظام السابق حي يرزق»، قبل أن يردف «الثورة ستنتصر».

وجاءت التدوينة القصيرة من البرادعي عقب بدء حملة إعلامية للترويج لأحمد شفيق كمرشح محتمل للرئاسة في مصر وجولات شعبية يقوم بها حاليا في عدد من محافظات مصر. وكان شفيق تولى رئاسة الحكومة عقب تنحي مبارك مباشرة وسط اعتراضات واسعة عليه، كونه أحد أركان النظام القديم؛ حيث كان يعمل كوزير للطيران المدني قبل أن تتم إقالته من جانب المجلس العسكري الحاكم وتولية الدكتور عصام شرف الذي تمت إقالته مؤخرا أيضا.

وكتب البرادعي، في تدوينة سابقة أمس الثلاثاء: «بعض المصابين الشباب مقيدون بالكلبشات في أسرتهم على الرغم من وجود حراسة أمنية عليهم.. متى سنفهم معنى الإنسانية؟». وأنهى التدوينة أيضا بقوله: «الثورة ستنتصر»، تعليقا على مشاهد فيديو عرضتها بعض القنوات للمصابين المتهمين في اشتباكات وقعت في وسط القاهرة مؤخرا تم التقاطها لهم في المستشفيات التي يعالجون فيها.