قائد الجيش الإسرائيلي: جولة ثانية من القتال في غزة ليست مسألة اختيار

بعد اغتيال جيشه سلفيين في القطاع

TT

هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بني غانتس، بضربة سريعة ومؤلمة لقطاع غزة، في حال تواصل التصعيد هناك، معتبرا أن جولة ثانية من القتال في القطاع، «ليست مسألة اختيار بالنسبة إلى إسرائيل».

وقال غانتس في حديث إذاعي بمناسبة ذكرى مرور ثلاث سنوات على الحرب الإسرائيلية على غزة (الرصاص المصبوب)، «الجولة المقبلة يجب أن تبادر إليها إسرائيل وينبغي أن تكون سريعة ومؤلمة». وعندما سئل غانتس عن التوقيت المحتمل لمثل هذه العملية، رد «سنتصرف عندما تكون الظروف ملائمة». وقدم غانتس النصح لحماس قائلا «لا أنصحكم بأن تختبروا معدننا».

كما أثنى غانتس على الحرب الإسرائيلية على غزة في نهاية 2008، قائلا إنها حققت الردع لإسرائيل إزاء حركة حماس. وجاء حديث غانتس عن جولة أخرى من القتال على جبهة غزة، في وقت يشهد فيه القطاع توترات متزايدة بعد سلسلة غارات إسرائيلية مفاجئة الثلاثاء والأربعاء، استهدفت ما قالت إسرائيل إنها خلية مسلحة كانت في طريقها لتنفيذ عمليات في سيناء، فردت فصائل بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

وفي دلالة على احتمال تصاعد الموقف، وفي محاولة لتهيئة الأجواء، لحرب قادمة، التأم المجلس الوزاري الأمني المصغر أمس، لمناقشة آخر التطورات الأمنية على الحدود مع قطاع غزة. وقالت مصادر سياسية، «إن المستوى السياسي يواصل التقييمات الأمنية أولا بأول، ويعتقد أنه لن يكون ثمة مناص من اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية، إذا ما استمر التصعيد الأمني والاعتداءات الصاروخية على إسرائيل، ولكنه لم يتخذ حتى الآن قرارا بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع».

وتدرك إسرائيل جيدا أن حركة حماس ليست معنية بتصعيد الأوضاع، وقال المصدر السياسي «نعرف ذلك، لكن عليها وقف إطلاق الصواريخ». وأصبحت التهدئة في قطاع غزة على المحك، بعدما هاجمت طائرات إسرائيلية، خلية قالت إسرائيل إنها كانت في طريقها إلى ارتكاب عملية على الحدود الإسرائيلية - المصرية، على غرار العملية الثلاثية التي نفذت على طريق رقم 12 شمال إيلات في أغسطس (آب) الماضي.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه نفذ هجومين على من وصفهم بأنهم عناصر من «الجهاد العالمي». وأضاف أن «الذين كانوا في السيارة الجيب كانوا يحاولون تنفيذ هجوم على إسرائيل من سيناء في مصر. كما شاركوا في إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل وزرع قنابل عند السياج الحدودي». وقالت مصادر عسكرية في إسرائيل، «هؤلاء هم جزء من تنظيم واسع للجهادية الدولية يضم إرهابيين من قطاع غزة ومن مصر». وأضافت أن «حركة حماس الإرهابية كانت على علم بنية القيام بهجوم إرهابي عبر صحراء سيناء (المصرية) ومع ذلك فضلت حماس عدم حصول مواجهة مع جهاديين دوليين».

وقال مسؤولون فلسطينيون إن عبد الله التلباني، قتل، بينما أصيب رجلان آخران حينما أصاب صاروخ عربة «توك توك» (عربة صغيرة ذات 3 عجلات) وأعقبت ذلك ضربة منفصلة لسيارة «جيب» في مكان آخر في مدينة غزة، خلفت 8 إصابات. والتلباني معروف بأنه أحد النشطاء السلفيين الذين يستلهمون نهج «القاعدة».

وحدد الجيش الإسرائيلي اثنين من الفلسطينيين الذين استهدفتهم غارته، وهما رامي داود جبر خفارنة المولود عام 1984 في غزة وهو عضو سابق في الجناح العسكري لحركة حماس. وكذلك هزام محمود سعدي الأشقر وهو أيضا من مواليد غزة عام 1985 وكان أيضا عضوا في الجناح العسكري لحركة حماس.

وتتشكل السلفية الجهادية في غزة من أعضاء سابقين في حماس انشقوا عنها بعد دخولها معترك الحياة السياسية. ورد الفلسطينيون بإطلاق صاروخين على إسرائيل دون حدوث أضرار. وأدانت الحكومة المقالة في غزة، أمس، «جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتصعيده في قطاع غزة والذي أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجروح بينها حالات خطيرة». واعتبر الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في تصريح صحافي «أن تعمد الاحتلال الإسرائيلي التصعيد في هذه المرحلة دليل عجز سياسي وفشل ذريع لقيادته ومحاولة للهروب باتجاه العدوان والدماء». ودعا النونو إلى «ضرورة محاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم التي ينفذونها بدم بارد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ونؤكد أن الملاحقة القانونية حق يجب أن تتضافر من أجله كل الجهود». أما حماس، فحذر على لسان القيادي فيها إسماعيل رضوان، إسرائيل من مغبة شن ضربة جديدة على قطاع غزة، واصفا مثل هذه الضربة بالحماقة. ودعا رضوان العالم العربي والإسلامي والأمم المتحدة إلى محاسبة إسرائيل على ما وصفه بالجرائم التي ترتكبها.