جماعة الإخوان المسلمين تواجه حصارا في أوساط النخب المصرية

منع متحدثها الرسمي من إلقاء كلمته خلال حفل تأبين «شهيد الأزهر»

TT

تواجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر مزيدا من الضغوط في أوساط النخب المصرية، مع تراجع الجماعة الأبرز في البلاد عن المشاركة في المظاهرات المليونية في ميدان التحرير خلال الشهرين الماضيين، في أعقاب سقوط عشرات القتلى على أيدي قوات الجيش والشرطة، وأثار وجود المتحدث الرسمي للجماعة الدكتور محمود غزلان غضب الحضور خلال حفل تأبين الشيخ عماد الدين عفت الملقب بـ«شهيد الأزهر» والذي سقط في مواجهات بين الجيش والمعتصمين أمام مجلس الوزراء قبل نحو 20 يوما.

وواجه غزلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، موقفا حرجا أثناء صعوده لإلقاء كلمة في حفل تأبين الشيخ عماد الذي دعت إليه اللجنة القومية للدفاع عن المظلومين بنقابة الصحافيين، حيث رفض عدد كبير من الحضور إلقاءه لكلمته، وضجت القاعة بهتافات ضد جماعة الإخوان ومواقفها السياسية الأخيرة.

وقال أنس السلطان، المسؤول عن تنظيم حفل التأبين، إن «فكرة تقديم الدعوة لمكتب إرشاد جماعة الإخوان كان مقترحا مرفوضا من البداية لكننا فوجئنا بحضور غزلان، ثم طلب محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المحسوب على الجماعة، إدراج غزلان ضمن المتحدثين وهو ما رفضته المنصة، حيث قامت إحدى الحاضرات وأعلنت اعتراضها على أن يتكلم غزلان بصفته الإخوانية».

ودافع غزلان عن موقف الجماعة التي حصدت أغلبية مريحة في مرحلتين من المراحل الثلاث للانتخابات البرلمانية في البلاد، وهاجم غزلان الحضور قائلا: «الثورة بنت الإخوان وهم من حما الثورة»، واتهم عبد القدوس عددا من الحضور بانتمائه إلى ميدان العباسية (وهو الميدان الذي اعتاد أنصار المجلس العسكري الحاكم في البلاد التظاهر فيه تأييدا للمجلس) في إشارة لرغبة البعض في إفساد المؤتمر.

وتعرضت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسية لانتقادات حادة من قبل حركات وأحزاب ثورية، عقب تراجع الجماعة عن التظاهر في ميدان التحرير للمطالبة بسرعة انتقال السلطة في البلاد لرئيس منتخب، وتسليم السلطة لحكومة إنقاذ وطني.

من جانبه قال غزلان لـ«الشرق الأوسط»: «حضرت حفل تأبين الشيخ عفت بتكليف من المرشد العام للجماعة، أعددت كلمة خصيصا لأداء واجب التأبين ولم أكن أنتوي التحدث عن الثورة أو دور الإخوان فيها ولكنني حينما وجدت هذا الهجوم الشرس، قررت أن أحول مجرى حديثي».

وتابع غزلان: «قلت لهم إنني أريد أن أعلمهم شيئا عن الديمقراطية، هذه التصرفات تنم عن أنهم لا يفهمون معنى الديمقراطية ويبدو أن المستوى الأخلاقي متدن، لأنهم لا يقدرون احترام الكبير فأردت أن أعلمهم ضرورة احترام الآخر».

وأضاف‏ أن الجماعة تتعرض لحملات هجوم وتشويه متعددة ومتعمدة وأن لديها خصوما سياسيين مثل العلمانيين واليساريين وأنصار الحزب الوطني المنحل. وقال غزلان: «عندما نزلنا إلى ميادين التحرير قالوا الإخوان يستعرضون عضلاتهم وعندما رفضنا المشاركة قالوا إن الإخوان باعوا الثورة.. فماذا نفعل»، مؤكدا أن للإخوان تضحيات كثيرة فقد تم سجن أكثر من 45 ألفا من أعضاء الجماعة خلال النظام السابق.