اليمن: الاحتجاجات تتسع داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية

حكومة الوفاق تدعو إلى التهدئة وإعطائها فرصة

قوى أمن يمنية موالية للرئيس اليمني في طابور بعد إزالة بعض المتاريس من بعض الدوائر الحكومية في العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تواصلت في اليمن، أمس، الاحتجاجات التي تجتاح المؤسسات الحكومية، حيث يثور موظفو المؤسسات ضد رؤسائهم في العمل، في الوقت الذي دعت فيه حكومة الوفاق الوطني إلى التهدئة، في حين تستمر أعمال إزالة المظاهر العسكرية من شوارع العاصمة صنعاء.

وضمن الاحتجاجات المستمرة اعتصامات نفذها ضباط وجنود شرطة النجدة ضد قائدهم، اللواء محمد عبد الله القوسي، الذي يشغل، أيضا، منصب وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن. وقد جرت اشتباكات بين حراسته والضباط والجنود الذين اعتصموا في شارع تعز للمطالبة بإقالته، وأفاد شهود عيان، «الشرق الأوسط»، بأن الشارع الذي جرت فيه المواجهات المسلحة أغلق تماما أمام المارة، وأن عددا من الجرحى سقطوا من الجانبين. وكان العميد يحيى زاهر، مدير عام المرور في العاصمة صنعاء، أيضا، أحد ضحايا الاحتجاجات المتواصلة في عدد من المؤسسات الحكومية، مدنية وعسكرية.

إلى ذلك، أكد ضباط وجنود دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع أن ما تشهده الدائرة من اعتصامات واحتجاجات «ليس تمردا عسكريا بقدر ما هو تعبير عن رفض الضباط والصف والجنود لممارسات الظلم والاستبداد والفساد التي ظلوا يعانون منها لسنوات طويلة، مطالبين بإقالة العميد علي الشاطر، وهو مطلبهم الوحيد»، وأضاف مصدر في الدائرة في بيان صادر عنه أنه «في ما يتعلق باستمرار بقاء اسم العميد الركن علي حسن الشاطر على ترويسة صحيفة (26 سبتمبر) كرئيس للتحرير، فإن توجيهات الأخ اللواء الركن محمد ناصر أحمد وزير الدفاع قضت بأن يبقى الاسم كما هو حتى يتم البت بشأن رئاسة تحرير الصحيفة».

من جانبها، قالت حكومة الوفاق الوطني في اليمن إنها «تراقب باهتمام بالغ الاحتجاجات التي تحدث في بعض المؤسسات العامة»، ودعت «الجميع إلى التحلي بالصبر لإعطائها الفرصة الكافية للعمل على كل ما من شأنه تحقيق آمال الشعب في الأمن والاستقرار والنهوض». وأضاف مصدر مسؤول أن الحكومة «تؤكد أنها تأخذ كل تلك التظلمات والمطالب المشروعة مأخذ الجد والاهتمام الأكيد، وستظل كل تلك التظلمات والمطالب المشروعة قيد النظر الفعلي بصفة دائمة ومستمرة وبما يكفل إزالة التظلمات وتحقيق المطالب».

وأهابت حكومة محمد سالم باسندوة بالجميع «التحلي بالمسؤولية الوطنية والتاريخية وتقدير الظروف الصعبة وكل التعقيدات المعروفة للجميع، وهي تتوقع من الجميع مؤازرة جهود الحكومة من أجل تحقيق كل ما فيه عزة الوطن الغالي ورفعته وأمنه واستقراره والحيلولة دون انزلاق الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه».

على الصعيد ذاته، تواصلت المظاهرات والمسيرات في صنعاء وتعز وغيرهما من المحافظات اليمنية للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وبقية أركان نظامه، وللمطالبة برحيل أنجاله وأشقائه وأقربائه عن المواقع العسكرية والأمنية والمدنية التي يحتلونها.

من ناحية ثانية، تواصل اللجنة العسكرية الخاصة الإشراف على إزالة المظاهر العسكرية كالمتاريس والآليات الثقيلة والنقاط المسلحة من شوارع العاصمة، وفتحت العديد من الطرق، أمس، في حي الحصبة، وشوهدت خالية من معظم المظاهر المسلحة بعد أن «قامت اللجنة بالإشراف على أعمال الفرق الميدانية التابعة لدائرة الأشغال العسكرية المكلفة بإزالة الحواجز والمتاريس وردم الخنادق والحفريات ورفع السواتر الترابية في حي الحصبة وشارع الجامعة العربية ومدخل شارع المعهد العالي للقضاء وجولة مازدا، وسط حشود غفيرة من المواطنين الذين توافدوا ليروا عن قرب عملية الإزالة للمتاريس التي شكلت عائقا وحاجزا قويا أثقل كاهلهم وضاعف من معاناتهم ومتاعبهم خلال الأشهر العشرة الماضية».