مظاهرات في دمشق وحلب وحمص وحماه ودرعا وإدلب في انتظار وفد المراقبين العرب

النظام يرد بمسيرات تأييد ورصاص وغازات مسيلة أسفرت عن سقوط نحو 37 قتيلا

صورة من أحد مواقع المعارضة أثناء اشتباكات أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن بمدينة درعا
TT

حاصرت قوات الأمن السورية أمس نحو 400 متظاهر مناهضين للنظام في جامع الدقاق بحي الميدان في العاصمة دمشق، وبحسب ناشطين في دمشق تداعى إلى حي الميدان مئات من مناهضي نظام الرئيس بشار الأسد للتظاهر، وذلك بعد أنباء عن احتمال قيام وفد من بعثة المراقبين العرب بزيارة إلى الحي.. وبالتزامن مع الدعوات للتظاهر في حي الميدان أطلق مؤيدو النظام دعوات لمواجهة تلك المظاهرة بمسيرات تأييد في ساحة يوسف العظمة وسط دمشق وأيضا في حي الميدان عند جامع الدقاق.

وشهد حي الميدان أمس وجودا أمنيا كثيفا وانتشارا ملحوظا للشبيحة في معظم شوارع وحارات حي الميدان، وجرى اعتقال بعض الشباب من الشارع ونقلهم إلى قسم شرطة الميدان. إلا أنه ومع ذلك خرجت مظاهرات في أكثر من مكان في الحي لتخفيف الهجوم الأمني على مظاهرة جامع الدقاق، حيث واجهت قوات الأمن والشبيحة المظاهرات بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع. وجرت اشتباكات حيث رمى بعض المتظاهرين قوات الأمن بالحجارة، وسمعت أصوات انفجارات قوية لقنابل صوتية في محيط جامع الحسن.

وحوصر نحو 400 متظاهر داخل جامع الدقاق لعدة ساعات، وبعد مفاوضات بين الأمن والمتظاهرين تم فتح الأبواب لخروج المتظاهرين من الجامع. ولدى إغلاق مداخل حي الميدان أثناء قمع مظاهرة الدقاق، ومنع الدخول والسماح بالخروج بعد الاطلاع على البطاقة الوطنية من قبل الأمن، توجه العشرات ممن كانوا ينوون الانضمام إلى المظاهرة إلى منطقة كفرسوسة، حيث خرجت مظاهرة أخرى، قبل أن تتوافد إليه قوات الأمن والشبيحة.

وخرجت هناك مظاهرة بمشاركة نسائية كبيرة، وسرعان ما بدأ إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن لتفريقهم. وقال أحد المشاركين في مظاهرة كفرسوسة: «اتجهنا من أبو حبل إلى جامع الدقر في كفرسوسة وخرجت مظاهرة بعد صلاة العصر، وقدر عدد المشاركين بـ500 متظاهر، قام عدد منهم بإغلاق الطريق بالحجارة وحاويات القمامة. وتظاهرنا وهتفنا ضد النظام وللحرية، وعلى الفور هاجمتنا قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع واعتُقل شابان منا».

وفي مدينة حلب (شمالا) استمرت الاضطرابات في جامعة حلب، وخرجت مظاهرة في كلية الهندسة الكهربائية، حيث تم تفريقها من قبل قوات الأمن والشبيحة وجرى اعتقال ثلاثة طلاب. كما حصلت عدة حالات إغماء بسبب استخدام العصي الكهربائية في قمع الطلاب، وبعدها اعتصم عدد كبير منهم للإفراج عن زملائهم المعتقلين.. إلا أن قوات الأمن عاودت الهجوم على المعتصمين قبل أن يقوموا باقتحام المبنى، حيث جرت عمليات ضرب عشوائية للطلبة بالعصي الكهربائية، أسفرت عن ثلاثة جرحى وعدة حالات إغماء.

وفي ريف حلب أعلن عن مقتل اثنين، وفي مدينة معرة النعمان في ريف إدلب عن مقتل 3، بنيهم أخوان، وإصابة 9 آخرين أحدهم حالته حرجة برصاص الأمن. وقالت مصادر محلية إن مدينة في ريف إدلب تعرضت أمس لقصف مدفعي وضرب بالرشاشات، كما حصلت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري النظامي في مدينة خان شيخون، وذلك بالتزامن مع أنباء عن زيارة وفد الجامعة العربية لمحافظة إدلب.. وأعلن كذلك عن مقتل طفل وشابين من أريحا.

وفي مدينة حماه التي تشهد مظاهرات يومية ومواجهات مع قوات الأمن والجيش قال ناشطون إنه تم نشر قناصة فوق المباني الحكومية وتكثيف الوجود الأمني في الساحات الرئيسية لمنع وصول المظاهرات لملاقاة وفد الجامعة العربية.

وخرجت مظاهرة حاشدة في حي الحميدية وحاول المتظاهرون التوجه إلى ساحة العاصي، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم بالرصاص، وشنت حملة اعتقالات عشوائية في الشارع، حيث سقط قتيلان في حي الحاضر برصاص القناصة، الذي ترافق مع إطلاق النار على المتظاهرين العزل.

وقال ناشطون في حماه إن أربعة قتلوا في حماه أمس، وإن المدرعات التي كانت تتمركز في ساحة العاصي اتجهت إلى حي الشرقية، مع توقعات بهجوم جديد على بعض الأحياء في المدينة.

وفي مدينة حمص أعلن مقتل 5 بينهم طفل، إضافة إلى سادس تحت وطأة التعذيب. كما أعلن الجيش السوري الحر الجناح الإلكتروني في حمص في بيان له عن «استهداف الجيش الحر لسيارة تابعة للأمن وقتل المساعد محمد الصوفي من وادي الذهب»، وأيضا أعلن عن «وقوع اشتباكات أصيب فيها الرائد محمد رمضان يونس والرقيب أول أيوب علي بإصابات خطيرة» من القوات النظامية، وجرى نقلهم إلى المشفى العسكري بحسب البيان.

وسمع يوم أمس إطلاق نار متقطع من قناصات السكن الشبابي باتجاه بابا عمرو، كما تم إطلاق نار من حاجز الملعب الذي لا يبعد عن مكان وجود وفد الجامعة العربية بأكثر من 600 متر، وقال ناشطون إن أصحاب البيوت التي احتلتها قوات الجيش ناشدوا وفد المراقبين العرب كي يخرجوا الجيش من بيوتهم، ولكن اللجنة رفضت التدخل.

وبينما اعتصم متظاهرون في حي الخالدية قامت قوات الأمن بتطويق الحي من جهة مسجد خالد بن الوليد حتى كازية أبو زيد، وعند الكورنيش قالت مصادر محلية إن قوات الأمن فتحت النار على سيارة نقل عام فيها ثلاثة أشخاص من أهل الحي، تم إصابتهم جميعا.

وفي ريف دمشق أعلن عن مقتل 6 أشخاص بينهم مجندان، مع اضطراب الأوضاع في مدينة دوما في ريف دمشق يوم أمس مع توارد أنباء عن زيارة وفد الجامعة العربية للمدينة. وجرى إطلاق رصاص كثيف عند الجامع الكبير، مع وصول تعزيزات أمنية إلى وسط المدينة، وسقط في دوما يوم أمس سبعة قتلى.

وفي درعا قتل شاب لدى إطلاق النار على مظاهرة خرجت هناك، وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار كثيفا جرى لتفريق مظاهرة خرجت في حي السبيل في مدينة درعا، وجرى محاصرة المتظاهرين داخل المعهد التجاري في حي السبيل من قبل قوات الأمن، وذلك بالتزامن مع انطلاق مسيرة تأييد أخرجها النظام لاستقبال وفد المراقبين العرب. وقالت مصادر محلية إنه تم جلب مجندين بالجيش من مدينة بصر الحرير بعد إلباسهم لباسا مدنيا للمشاركة في المسيرة، وتم تمييز هؤلاء من حلاقة شعر الرأس، التي يتميز بها الجنود السوريون، وكانت قوات الأمن استبقت زيارة الوفد العربي بمحاولة فك الإضراب في درعا، وجرى تكسير واجهات أكثر من 30 محلا في سوق الحامد مول بدرعا وواجهات المحلات المغلقة.

وفي غضون ذلك قالت مصادر محلية إن وفد المراقبين العرب لم يتمكنوا من دخول مدينة دوما بزعم أن «الوضع غير آمن». وقالت المصادر إن أربعة قتلى سقطوا أمس وهناك عشرات الإصابات والمعتقلين لدى هجوم قوات الأمن والجيش على المتظاهرين الذين حاولوا التظاهر في ساحة دوما عند الجامع الكبير لاستقبال الوفد العربي.