لبنان: وادي خالد تعيش حالة غليان.. وتعتبر قتل أبنائها الـ3 عملية تصفية مدبرة

فتفت: غياب الدولة في الجنوب أدى لنشوء مقاومة وإذا تقاعس الجيش في الشمال سندافع عن أنفسنا

مظاهرة أمس احتجاجا على قتل 3 مدنيين بشمال لبنان على يد قوات الامن السورية (رويترز)
TT

لا تزال قضية قتل ثلاثة شبان من بلدة وادي خالد الحدودية، على يد عناصر من الجيش السوري ترخي بذيولها على الوضع في المنطقة التي تشهد غليانا، في ظلّ ما يعتبره الأهالي «غيابا شبه تام لأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، وترك المنطقة مكشوفة أمام عناصر الأمن والشبيحة السوريين». لكن اللافت كان في تذكير عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، بأن «تقاعس الدولة في حماية أهل الجنوب (من الاعتداءات الإسرائيلية) أدى إلى نشوء مقاومة، وإذا ما تقاعس الجيش في الشمال فإننا سندافع عن أنفسنا».

فبعد يوم واحد على دفن ثلاثة شبان من عائلة واحدة، قتلوا بإطلاق النار عليهم من الجانب السوري، أكدت مصادر ميدانية في وادي خالد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة تعيش حالة غليان، وأن الأهالي لا يزالون يمارسون ضبط النفس إفساحا في المجال أمام الدولة (اللبنانية) لتقوم بواجبها في حمايتهم». واعتبر المصدر أن «قتل الشبان الثلاثة ليست مجرد حادث عابر أو قتل حصل عن خطأ، إنما هي عملية تصفية تمت بدافع الحقد، ارتكبها عناصر الأمن السوري والشبيحة عن سابق تصور وتصميم، والناس يحملون الدولة وتحديدا وزير الدفاع (فايز غصن) المسؤولية عن هذه الجريمة، لأن تصريحاته (عن تسلل عناصر من «القاعدة» من لبنان إلى سوريا) شكّلت غطاء للنظام السوري بأن يقتل اللبنانيين سواء في وادي خالد أو في عرسال». ولاحظت المصادر «غيابا تاما للدولة وأجهزتها»، كما أن «ممارسات الحكومة تصبّ في خدمة النظام السوري وليس في خدمة الشعب اللبناني». ووصفت الوضع بأنه «خطير للغاية وسكان وادي خالد يعيشون حالة من القلق وهم يحذرون التجول بسياراتهم ليلا لأن المنطقة مكشوفة كليا على الحدود السورية وتقع تحت مرمى نيران الشبيحة الذين لا يردعهم أي رادع إنساني أو أخلاقي». وقالت المصادر «الأهالي لم يعودوا يعتمدون إلا على الله وعلى أنفسهم في ظل غياب دولتهم»، مذكرا بأن «حواجز الجيش اللبناني وقوات الأمن المشتركة وبدل أن تنتشر على الحدود لحماية الناس تتشدد في تفتيش سيارات أبناء وادي خالد وتضيق عليهم وتصادر صفيحة المازوت التي يشترونها للتدفئة».

وأعرب عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت عن اعتقاده بأن «مجلس الوزراء غير مسؤول، وكل قراراته فيها الكثير من اللامسؤولية». وأعطى مثالا على ذلك «تصريحات وزير الدفاع» فايز غضن حول وجود عناصر من تنظيم القاعدة في عرسال، وسأل «حتى لو افترضنا أن هذا الكلام كان صحيحا، فهل يجوز أن يتم تناوله عبر الإعلام؟». واعتبر أن «عدم تطرق مجلس الوزراء إلى مقتل ثلاثة مواطنين في وادي خالد برصاص الأمن السوري شيء خطير وفضيحة».

وقال إن «عدم انتشار الجيش على الحدود مرده إلى غياب القرار السياسي»، مذكرا بأن «تقاعس لبنان الرسمي عن الدفاع عن أهلنا في الجنوب أدى إلى نشوء مقاومة، فإذا تقاعس الجيش في الشمال، فإننا سندافع عن أنفسنا». ولفت إلى أن «المستفيد من الوضع القائم هو من يريد الفوضى في المنطقة والمستفيد الأول هو النظام السوري». وإذ شدد على أن «الجيش اللبناني ليس هو المسؤول عن هذا الوضع، بل الحكومة ووزير الدفاع بالذات هما المسؤولان»، وشدد فتفت على أن «الأهالي في وادي خالد وعرسال يطالبون بنشر الجيش، وأي تقصير يعني تغطية للاغتيالات التي تطال اللبنانيين». وسأل أيضا «بالمناسبة لماذا حزب الله عندما يُقتل لبناني عند الحدود في الجنوب، يعتبر الأمر جريمة لا تغتفر، ومقتل ثلاثة لبنانيين في الشمال برصاص قوات النظام السوري، لا يعلق عليه»، محذرا من أنه «إذا لم ينتشر الجيش اللبناني على الحدود، قد نصل إلى ما هو أسوأ»، معتبرا أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اليوم «هو اجتماع صوري، لن يصدر عنه أكثر من تغطية وزير الدفاع»، ومؤكدا أن «المسألة أخطر من عرسال، وأن المعلومات التي أدلى بها غصن مصدرها دمشق، في إطار تبادل الخدمات من هذه الحكومة والنظام السوري، فهذه الحكومة تدعم النظام السوري بشكل واضح».

بدوره دعا عضو كتلة المستقبل، النائب خالد ضاهر الحكومة، إلى «القيام بواجبها وتكليف الجيش بالدفاع عن الأرض والسيادة والوطن، وإلى استنكار جرائم الاعتداء على الأهالي في عرسال ووادي خالد»، وقال: «من واجب الحكومة استدعاء السفير السوري (علي عبد الكريم علي) في لبنان، وأطالب بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة للانتهاكات السورية شبه اليومية».