السوريون يخرجون اليوم لملاقاة المراقبين في جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية»

العبدة لـ «الشرق الأوسط»: نحاول استثمار وجود المراقبين للخروج بأعداد أكبر وتوسيع رقعة المظاهرات

TT

يخرج السوريون اليوم لملاقاة المراقبين العرب في الساحات الرئيسية لمناطقهم «للتأكيد على سلمية حراكهم وعلى تصاعد زخم الثورة بعد أكثر من 9 أشهر على انطلاقها». وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «جمعة الزحف إلى ساحات الحرية» التي حصدت أكبر عدد من أصوات المشاركين بالتصويت على تسميات: جمعة كفى بالله ناصرا ومعينا، جمعة غضب الثوار، جمعة إسقاط محور القتل: إيران روسيا والصين.

وتزامنا مع تأجيل إعلان العصيان المدني بانتظار توافر الظروف المواتية، لفت عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري أنس العبدة إلى أن «الجهود تنصب حاليا على محاولة استثمار وجود المراقبين للخروج بأعداد أكبر وتوسيع رقعة المظاهرات»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الثورة بغض النظر عن وجود المراقبين أو عن نجاح أو فشل المبادرة العربية تتقدم وتتصاعد بشكل يومي، علما بأن المخزون الاستراتيجي للحراك الثوري لم يتضاءل وهو لا يزال قادرا على إمداد الثورة بالمزيد من الكوادر والمتظاهرين في أنحاء سوريا كافة».

وأشار العبدة إلى أن «وجود المراقبين في الداخل السوري حاليا يشكل خطوة أولى في إطار تفعيل المادة الخاصة بحماية المدنيين في القانون الدولي»، مؤكدا أنه «على الرغم من أن العدد المحدود للمراقبين الموجودين حاليا (50 مراقبا)، فإن أعداد المتظاهرين ستتضاعف مع شعورهم بأن هناك نوعا من الحماية ومن قد يوثق ممارسات النظام بحقهم». وأضاف: «لعل الوقائع تؤكد أنه حين تتراجع حدة العنف، تخرج المظاهرات العارمة في الشوارع، وهذا ما شهدناه في الخالدية وباقي أحياء حمص وفي ساحة العاصي في حماه».

وأوضح العبدة أن «استراتيجية عمل المجلس الوطني تعتمد على 3 محاور، أولها السعي لتصعيد الحراك الثوري من خلال المظاهرات وصولا إلى العصيان المدني، وثانيها دعم الجيش السوري الحر لحماية المظاهرات والمدنيين، وثالثها العمل السياسي والدبلوماسي لتأمين حماية المدنيين»، وقال: «نحن نؤمن بأن تضافر هذه العناصر والمحاور سيسقط النظام، وبالمقابل نعلم تماما أن عنصرا واحدا غير قادر على تحقيق الهدف المرجو». ولفت العبدة إلى أنه «بعد النجاح في تأمين الغطاء العربي بشكل معقول»، فإن «الملف السوري سينتقل عاجلا أو آجلا للأمم المتحدة».

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انشغل الناشطون السوريون في الحشد لمظاهرات اليوم متوقعين أن تخرج أعداد كبيرة في دمشق وحلب، وكتبوا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «لأن تحرير مصر تم من ميدان التحرير، سنزحف جميعا نحو الساحات.. سنستعيد ساحاتنا التي لوثتها الدبابات، سنهتف بها، سنحميها.. ومنها معا.. سنحرر سوريا، ونكتب التاريخ».

وتوافق الناشطون على التوجه اليوم إلى الساحات حاملين أغصانا من الزيتون لملاقاة المراقبين والتأكيد لهم على سلمية حراكهم. أما بيان الدعوة للمشاركة في تجمعات جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية» فجاء فيه: «في جمعة (الزحف إلى ساحات الحرية).. سنذهب بصدورنا العارية إلى ساحات الحرية كما فعلناها مرارا في ساحات سوريا الطاهرة، تعرف هذه الساحات سلميتنا.. تعرفها ساحة العاصي في حماه.. وساحة الحرية في حمص.. وساحات المدن الأخرى.. تعرف هذه الساحات كيف توافدنا إليها حاملين أغصان الزيتون ونثرنا فيها الورود.. قبل أن تنثر علينا عصابة المجرم بشار طلقات الرشاشات وقذائف الدبابات.. أيها المراقبون.. نطلب منكم بحكم مهمتكم أن تروا بأم أعينكم من القاتل ومن الضحية.. حراكنا السلمي الممتد على مدى أشهر وثورتنا المباركة تشهد لنا».