لبنان: مظاهرات في الشمال والبقاع تضامنا مع الشعب السوري

نصب خيم في طرابلس للتبرع بالدم والمال للسوريين

لبنانيون وسوريون يهتفون ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مظاهرة بطرابلس شمال لبنان أمس (رويترز)
TT

واكب عدد كبير من اللبنانيين المعارضين للنظام السوري جمعة «الزحف إلى ساحات الحرية» التي دعا إليها الناشطون السوريون في الداخل، بمظاهرات واسعة عمّت مناطق الشمال والبقاع اللبناني، فيما تجمّع عشرات من الشبّان من حزب «طليعة لبنان العربي الاشتراكي» أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر احتفاء بالانسحاب الأميركي من العراق.

وفي منطقة «باب التبانة» في طرابلس شمال لبنان، انطلقت مظاهرة بالأمس شارك فيها مئات من المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، توجهوا بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة في المنطقة باتجاه مستديرة أبو علي، «تضامنا مع الشعب السوري واحتجاجا على الممارسات المقترفة في حقه». وجابت المظاهرة شوارع المنطقة وسط انتشار كثيف لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وحمل المشاركون الرايات السود وإعلام الثورة السورية، مرددين هتافات مناهضة للنظام السوري، ومطالبين الحكومة اللبنانية «بوضع حد للاعتداءات المتكررة على أهالي منطقة وادي خالد في عكار».

وفي منطقة القبة في طرابلس، تجمّع المئات في ساحة ابن سيناء، حيث نفذ اعتصام ألقى خلاله أئمة المساجد كلمات طالبت الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتدخل لإنهاء الوضع القائم في سوريا.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن مظاهرة من نحو 500 شخص سارت في منطقة التبانة في طرابلس وصولا إلى الملعب البلدي حيث أقيم اعتصام ونصبت خيمة للتبرع بالمال والدم بمبادرة من «الهيئة الطلابية لدعم الثورة السورية». كما أقيمت خيمة مماثلة في منطقة أبي سمراء. وقال الناشط السوري أحمد موسى لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهيئة المؤلفة من مجموعة طلبة لبنانيين وسوريين «ستقيم نقاطا لها في طرابلس بعد الصلاة كل يوم جمعة لتستقبل التبرعات المالية وطلبات التبرع بالدم لمساعدة الجرحى السوريين، على أن توزع في المقابل أشرطة مدمجة توثق جرائم النظام في حق أهلنا في سوريا». وأوضح أن جمع التبرعات يتم «بالتنسيق مع تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان». وقال اللبناني محمد طه المشارك في عمل الهيئة «بدأنا هذه الحملة بعدما وجدنا تقصيرا من الدولة اللبنانية والمؤسسات المعنية»، مشيرا إلى أن الأموال مخصصة فقط للنازحين في لبنان.

أما في البقاع، فلبّى المئات دعوة «حزب التحرير» للتظاهر في منطقتي تعلبايا وسعدنايل، بحيث خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرة من مسجد عمر بن الخطاب في تعلبايا، وأخرى من في جامع بن أبي طالب في سعدنايل، رفع المشاركون خلالها الأعلام السود تعبيرا عن استنكارهم لما يجري بحق الشعب السوري من قتل وقمع، وجاب المتظاهرون الطرق الرئيسية في البلدتين، حتى تجمعوا في الختام أمام مسجد سعدنايل حيث أُلقيت كلمات نددت بالنظام السوري ودعت الجامعة العربية إلى الوقوف مع الشعب السوري. وقد رافقت المظاهرة إجراءات أمنية مشدّدة شاركت فيها وحدات من الجيش اللبناني ومفارز قوى الأمن الداخلي، وانتهت دون أي إشكالات تذكر.

وذكر المسؤول الإعلامي في «حزب التحرير» أحمد القصص أن «المظاهرات التي خرجت في البقاع تمّت من دون تحضير أو تنسيق مسبق ولملاقاة الحراك الحاصل في الشمال (المظاهرات التي خرجت في طرابلس)» لافتا إلى «سياسة جديدة بات يعتمدها الحزب لجهة عدم الإعلان مسبقا عن تحركاته تفاديا لقمعها من قبل أجهزة الأمن اللبنانية التي باتت إلى حد كبير مرتبطة بالنظام السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الأجواء المحتدمة في سوريا هي دافعنا الأول والأخير للتضامن مع الثوار والمظاهرات الداعمة للشعب السوري يجب أن تشمل كل البلدان وليس فقط لبنان» متحدثا عن «وجوب وضع حد لمحاولة الالتفاف على الثورة السورية خاصة بعد إرسال لجنة مراقبة متواطئة مع النظام السوري بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية»، واصفا رئيس اللجنة «بالحليف الأول للنظام».