السلطات الإيرانية تحجب الموقع الإلكتروني الخاص برفسنجاني

اتهامات للرئيس الإيراني الأسبق بمحاولة إحداث انشقاق في صفوف المتشددين

جمع من الصحافيين يلتفون حول بروين شقيقة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في طهران، أمس، بعد أن رشحت نفسها للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها العام القادم (رويترز)
TT

قررت السلطات الإيرانية حجب الموقع الإلكتروني الخاص بالرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، وذلك قبل انتخابات مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) المزمع إجراؤها العام المقبل، فيما ترددت اتهامات بأنه، من خلال موقعه الإلكتروني، يسعى إلى إحداث انقسامات داخل الطبقة المتشددة في الجمهورية الإسلامية.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن محمد هاشمي، شقيق الرئيس الأسبق، قوله أمس إن الشركة المسؤولة عن الموقع أبلغت الرئيس الأسبق أول من أمس بأنها صدرت لها أوامر حكومية بحجب الموقع. وأضاف هاشمي أنه بعد دقائق من الاتصال لم يعد بالإمكان دخول الموقع. وتابع قائلا إنه لم يتضح بعد ما هي الجهة الحكومية التي أمرت باتخاذ هذه الخطوة، وأشار شقيق الرئيس الإيراني الأسبق إلى أنه سيتابع القضية.

وترددت تقارير عن حجب أكثر من خمسة ملايين موقع في إيران، لكن المستخدمين يلجأون لبرامج وسيطة وشبكات افتراضية خاصة لدخولها. غير أنه من الصعب دخول موقع رفسنجاني حتى عن طريق البرامج الوسيطة. كما تم حجب العشرات من المواقع المعارضة للنظام في الجمهورية الإسلامية، من بينها موقع الرئيس السابق محمد خاتمي، وهو أيضا من منتقدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

والمعروف أن رفسنجاني الذي تولى رئاسة إيران خلال الفترة 1989 - 1997 كان أحد مهندسي مشروع النظام الإسلامي الإيراني. وفي عام 2009 رفض رجل الدين الإصلاحي الإقرار بفوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، التي تعرضت لانتقادات بسبب التلاعب فيها. كما ساند زعيم الإصلاحيين مير حسين موسوي لدى ترشحه في تلك الانتخابات.

وجرى منع رفسنجاني في صيف 2009 من خطبة يوم الجمعة، وعزل في مارس (آذار) هذا العام من منصبه كرئيس لمجلس خبراء القيادة وهو إحدى الهيئات الدينية رفيعة المستوى في إيران. ويتولى رفسنجاني حاليا منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو عبارة عن هيئة تحكيمية للفصل في المنازعات التشريعية.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن موقع إيراني محافظ اتهامه لموقع رفسنجاني بأنه يسعى إلى إحداث انشقاق في معسكر المتشددين قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها في مارس 2012.

وأغلقت أمس أبواب التسجيل للترشيح في الانتخابات التي سيتنافس من خلالها المرشحون على 290 مقعدا في البرلمان. وجاء الإعلان عن حظر موقع رفسنجاني الإلكتروني بعد أيام من مثول ابنته فائزة أمام القضاء بتهمة «الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية»، وذلك إثر مشاركتها في المظاهرات التي انطلقت في طهران احتجاجا على إعادة انتخاب أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2009.