روسيا: حريق الغواصة أخمد لكن إصلاحها يحتاج لسنوات

الكرملين يأمر بالتحقيق.. وخبراء يتحدثون عن ضربة لقدرات الردع النووي الروسي

صورة للغواصة «إيكاترينبورغ» في منطقة مورمانسك تعود لتاريخ 16 مارس 2011 (رويترز)
TT

أعلنت السلطات الروسية أنها نجحت أمس في إخماد الحريق الذي اندلع في غواصة نووية روسية خلال أعمال إصلاح في منطقة مورمانسك بشمال البلاد، بعدما استبعدت أي تسرب إشعاعي نتيجة هذا الحادث الذي قال خبراء إنه يشكل ضربة لقدرات الردع النووية الروسية. كما رأوا أن البلاد ربما تكون قد خسرت الغواصة وأن إصلاحها قد يتطلب سنوات.

وقال وزير الحالات الطارئة الروسية سيرغي شويغو أمس خلال اجتماع لخلية أزمة شكلت لمتابعة الأمر أمس، إن الحريق أخمد ولم تعد هناك ألسنة لهب ومواصلة العمليات ستنقل إلى وزارة الدفاع الروسية.

وكان الحريق اندلع أول من أمس على سقالة خشبية حول الغواصة. وذكرت وزارة الحالات الطارئة في بيان أن حجم الإشعاعات في مكان اندلاع حريق الغواصة «كاي 84 إيكاترينبورغ» في المعدل العادي و«لا يشكل أي تهديد على السكان».

ووقع الحادث في روسلياكوفو حوض بناء السفن العسكري المرتبط بمرفأ سفيرومورسك (شمال غرب) قاعدة أسطول الشمال التابع للجيش الروسي. وهذه المناطق «المغلقة» لا يمكن دخولها دون تصريح خاص.

ولا تحوي الغواصة أي قطعة سلاح، بينما كان نظام تشغيلها بالدفع النووي مقطوعا. وقال الخبير العسكري بافل فولغنهوير، إن حريق الغواصة وهي من نوع «دلتا 4» حسب التصنيف الغربي يوجه ضربة لقدرة الردع النووي الروسي. وذكرت لجنة التحقيق الروسية في بيان أن الحريق أتى على الغلاف الخارجي للغواصة التي يلفها غطاء من المطاط. وأضافت أن تسعة أشخاص نقلوا إلى المستشفى إثر إصابتهم بتسمم «طفيف» بسبب الدخان.

وتؤكد السلطات الروسية أن الحريق لم يهدد في أي وقت من الأوقات بالوصول إلى داخل الغواصة. ولم يكن هناك أي سلاح على متن الغواصة التي كانت على رصيف لأعمال صيانة. وهذه الغواصة ضمن جهاز الردع النووي الروسي.

وقال فولغنهوير «إنها كارثة هائلة. يبدو أننا خسرنا الغواصة وحتى إصلاحها يحتاج إلى سنوات». وأضاف أن «خسارة غواصة نووية استراتيجية كان يمكن أن تخدم بين 10 سنوات و13 عاما يشكل ضربة كبيرة لقوة الردع النووية الروسية»، مؤكدا أن روسيا لا تملك سوى ست من هذه الغواصات.

يشار إلى أن الغواصة «إيكاترينبورغ» يمكن أن تنقل حتى 16 صاروخا استراتيجيا من طراز سينيفا التي يبلغ مداها نحو 11 ألف كيلومتر. وكانت الغواصة تقوم بتجارب على هذا النوع من ناقل الأسلحة النووية كان آخرها في يوليو (تموز) الماضي.

وبينما لم تحدد السلطات على الفور أسباب الحريق، أمر الرئيس ديمتري ميدفيديف الحكومة التي يترأسها فلاديمير بوتين بكشف ملابسات الحادث، كما قال الكرملين. وبحسب مشاهد بثها التلفزيون الروسي شوهدت سحب من الدخان طوال الليل والسنة نار.

والغواصة النووية جزء من أسطول الشمال الروسي وبدأ تشغيلها من قبل البحرية السوفياتية في 30 ديسمبر (كانون الأول) 1985. ويبلغ طولها 167 مترا وعرضها الأقصى 12.2 متر، وتزن 11 ألفا و740 طنا على الأرض و18 ألفا ومائتي طن في المياه. ويمكنها أن تغوص إلى عمق 400 متر، بينما يمكن أن تنقل طاقما مكونا من 130 شخصا على الأكثر.

وشهدت روسيا في السنوات الماضية عدة حوادث غواصات. ففي 2008، قتل أكثر من عشرين شخصا في حادث وقع على متن غواصة تعمل بالدفع النووي تابعة للأسطول الروسي في المحيط الهادي. لكن ما زالت ذكرى غرق الغواصة النووية كورسك ماثلة في الأذهان. وكان 118 بحارا قتلوا على عمق 108 أمتار في بحر بارنتس (شمال غربي روسيا) في أغسطس (آب) 2000 بعد انفجار أحد محركاتها. وتأخرت السلطات الروسية حينذاك في قبول مساعدة أجنبية لإنقاذ ناجين محتملين.