كوريا الشمالية تهدد.. وتؤكد مواصلة سياسة زعيمها الراحل

توعدت «السياسيين الأغبياء في العالم» وحذرت الجنوب من دفع ثمن «الخطايا»

TT

حذرت كوريا الشمالية العالم بأنها لن تغير سياستها تحت قيادة زعيمها الجديد كيم جونغ - أون ولن تدخل في حوار مع حكومة سيول. وأعلنت لجنة الدفاع الوطني التي تعتبر الهيئة الأكثر نفوذا في البلاد في بيان بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية: «إننا نعلن رسميا وباعتزاز للمسؤولين السياسيين الأغبياء في العالم بمن فيهم دمى كوريا الجنوبية أن عليهم ألا يتوقعوا أي تغيير من جانبنا». كما استبعدت أي إمكانية للتفاوض مع حكومة سيول. وتابعت لجنة الدفاع الوطني: «كما سبق وقلنا، ما زلنا نرفض إقامة علاقات مع الخائن لي ميونغ باك وزمرته»، في إشارة إلى الرئيس الكوري الجنوبي.

وجاء هذا غداة تنصيب جونغ - أون، نجل كيم جونغ - إيل الذي توفي في 17 من الشهر الحالي «قائدا أعلى للحزب والجيش والشعب» خلال تجمع عسكري ضخم نظم في بيونغ يانغ. وتابع البيان: «يجدر بالعالم أن يرى بوضوح كيف أن الملايين من جنودنا ومواطنينا المتحدين بقوة خلف زعيمنا العزيز كيم جونغ - إون لتحويل الحزن إلى شجاعة والدموع إلى قوة، سيحققون النصر النهائي».

كما توعدت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية بجعلها تدفع ثمن «الخطايا» التي اقترفتها عند وفاة كيم جونغ - إيل. وقالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية: «سنجعل الخائن لي ميونغ باك وزمرته يدفعون الثمن إلى الأبد عن جميع الخطايا التي لا تغتفر التي ارتكبوها لمناسبة مراسم التشييع الوطنية» لكيم جونغ - إيل، من دون أن تحدد طبيعة الرد. وردد المذيع في التلفزيون الكوري الشمالي هذه التهديدات على مدى 10 دقائق، في حين كانت الكلمات نفسها تعبر على الشريط الإخباري للقناة في أسفل الشاشة.

وتأخذ كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية منعها زيارات التعزية بالزعيم الراحل إلى بيونغ يانغ. فقد تم السماح فقط لبعثتين كوريتين جنوبيتين بالتوجه إلى الجهة الشمالية من الحدود قبل تشييع كيم جونغ - إيل للتعزية بالزعيم الراحل. وترأست البعثتين أرملة الرئيس الكوري الجنوبي السابق كيم داي جونغ الذي عقد قمة تاريخية مع كيم جونغ - إيل عام 2000، ورئيسة مجموعة «هيونداي».

كما تأخذ بيونغ يانغ على سيول إلقاء ناشطين منشورات داعية إلى التمرد ضد العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية. وتم إطلاق هذه المنشورات يوم تشييع كيم جونغ - إيل بواسطة بالونات أرسلت باتجاه الشمال.

ورغم الدعوات الغربية إلى كوريا الشمالية لتحذو حذو ميانمار وتباشر إصلاحات سياسية واقتصادية، يتوقع محللون أن يبقى الزعيم الجديد ملتزما بالعقيدة العائلية للأسرة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في العالم، أقله في بداية ولايته.

وكيم جونغ - أون الذي لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر، يفتقر إلى الخبرة السياسية وورث بلدا اقتصاده منهار غير قادر على تأمين الغذاء للشعب. وفي السنوات الأولى يتوقع أن يلعب جانغ سونغ تيك زوج عمة كيم جونغ - أون دور «الوصي» على البلاد. ويتم مراقبة الخطوات الأولى لكيم جونغ - أون باهتمام كبير. وكوريا الشمالية التي تملك السلاح النووي، تشكل رهانا كبيرا للدبلوماسية الإقليمية الصينية والولايات المتحدة. وأعلنت واشنطن للتو أن معاون وزير الخارجية لشرق آسيا كورت كامبل سيزور الصين وكوريا الجنوبية واليابان في يناير (كانون الثاني) المقبل للبحث في «آخر المستجدات على ساحة كوريا الشمالية».