مظاهرات تعم كردستان احتجاجا على الغارة التركية.. ونيجيرفان بارزاني: إنها حرب عبثية

رئاسة الإقليم تدعو تركيا و«الكردستاني» إلى حوار لوقف الصراع الدامي

TT

عمت مظاهرات شعبية مختلف مدن ومناطق إقليم كردستان العراق احتجاجا على الغارة التركية التي أوقعت 36 قتيلا مدنيا في قرية كردية محاذية للحدود العراقية - التركية المشتركة ليل الأربعاء - الخميس، بينما دعت رئاسة الإقليم كلا من الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، الذي نادى بانتفاضة شعبية، إلى وقف جميع أشكال المواجهة على الحدود والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الصراع الدامي بتركيا.

من جانبه، دعا نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، في رسالة «إلى وقف فوري لحرب عبثية تجتاح تركيا منذ أمد بعيد وتتسبب بوقوع هذا العدد الكبير من الضحايا في كل مرة». وأعرب بارزاني عن حزنه لوقوع هذا الحادث المؤسف، ونقل تعازيه إلى ذوي الضحايا الذين كانوا يسعون وراء أرزاقهم. وأشار إلى أن «وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا وإراقة دمائهم هو نتيجة لحرب عبثية لا طائل من ورائها، وتؤكد الحادثة الحاجة الملحة لإقرار السلام في المنطقة وحل جميع الصراعات والمشاكل السياسية عن طريق الحوار لوضع حد للمعاناة ووقف النزيف الدموي في تركيا».

من جهتها، دعت رئاسة الإقليم، في بيان لها، طرفي الصراع في تركيا، الحكومة وحزب العمال الكردستاني، إلى «الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل وقف سيل الدماء وحل المشاكل السياسية عبر الحوار والتفاوض؛ لأن الحرب والقتال لن يحلا هذا الصراع الدامي المستمر منذ عقود طويلة».

وعلى الرغم من أن حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وعلى لسان نائبه حسين جليك قد تقدم باعتذاره عن الغارة التي قال إنها «استهدفت أشخاصا مدنيين وليس مقاتلين في حزب العمال الكردستاني، فإن القيادي البارز في الحزب الكردستاني باهوز أردال دعا الشعب الكردي في المناطق الكردية بتركيا إلى الانتفاض، وقال في بيان نسب إليه: «ندعو أبناء شعبنا في شمال كردستان، خصوصا في شرناخ وهكاري، إلى الانتفاض ضد السلطات التركية والتعبير عن موقفهم الموحد تجاه هذه العملية الغادرة». واتهم القيادي الكردستاني الجيش التركي بالقتل المتعمد للسكان المدنيين، مؤكدا أن «الحادث الذي أودى بحياة 36 مدنيا في منطقة شرناخ كان مدبرا ومخططا له مسبقا ولم تكن عملية لا إرادية».

على الصعيد الشعبي تصاعدت المواقف المنددة من قبل شرائح المجتمع في مختلف المدن الكردستانية التركية وإقليم كردستان من خلال تنظيم مظاهرات مستنكرة للحادث. ففي أربيل خرجت مظاهرة تضم أكثر من 1500 شخص تجمعوا قرب متنزه «شاندر» بمركز المدينة للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم للعملية، لكن المظاهرة تحولت إلى أعمال عنف ومواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بعد أن داس الكثير منهم على شتلات المتنزه واقتلعوا العلامات المرورية على الشوارع، مما أدى بالشرطة المحلية إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم، وتمكنت تلك القوات من إخلاء المكان من المتظاهرين.

إلى ذلك، دعت 18 منظمة من منظمات المجتمع المدني بكردستان، في بيان لها، إلى مواجهة ما وصفتها بعمليات الإبادة التي يتعرض لها الكرد في تركيا، وقال البيان: «إن هذه المجزرة التي ارتكبتها الطائرات التركية تدخل في نطاق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وإن اعتراف حزب العدالة والتنمية والجيش التركي بارتكاب تلك المجزرة لا يعفيهما من المسؤولية، وتجب معاقبة قادة الجيش الذين ارتكبوا هذا العمل الإجرامي ضد المدنيين».

في السياق ذاته، دعا 42 برلمانيا في إقليم كردستان في مذكرة رفعوها إلى الرئاسات الثلاث بالإقليم إلى التحرك السريع لوضع حد لإراقة المزيد من دماء الشعب الكردي في تركيا، ودعوا أيضا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لردع النظام التركي من الإيغال أكثر من ذلك بدماء المدنيين وجعلهم وقودا لحربها مع العناصر المعارضة لها». وأدان علماء مسلمي كردستان ذلك الحادث في بيان أصدره المكتب التنفيذي لاتحاد علماء المسلمين ودعا المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لوقف (الظلم) الواقع ضد شعب مقهور في تركيا هو الشعب الكردي».