مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: الدابي بات أشبه بصداع بالنسبة إلينا

وسط استمرار انتقادات الصحافة الأميركية لرئيس البعثة العربية لسوريا بسبب ارتباطه بالبشير

صورة بثها موقع «أموي» للمعارضة السورية تظهر مظاهرة حاشدة ضد نظام بشار الأسد في حماه أمس
TT

رغم أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية كرر، مرات كثيرة، الثقة في محمد مصطفى الدابي، الفريق السوداني الذي يترأس المراقبين العرب في سوريا، فقد اعترف مصدر في الخارجية الأميركي لـ«الشرق الأوسط» بأن الدابي صار «مثل صداع لنا». وأشار إلى استمرار إشارات الصحف والتلفزيونات الأميركية، وغير الأميركية، إلى صلة الدابي بنظام الرئيس السوداني عمر البشير، ودوره في القتال في دارفور. وقال المصدر: «يقول بعض الناس إنه حسب التقاليد السياسية في واشنطن، أحيانا السمعة أهم من الحقيقة، إشارة إلى أن تكرار الإعلام لنقطة معينة، حتى إذا لم تكن صحيحة، يؤذي الشخص المعني. وسجل واشنطن مليء بأشخاص سقطوا بسبب ذلك. ناهيك عن جنرال في السودان». وأضاف: «كررت الخارجية ثقتها في الدابي، لكن يظل الإعلام يكرر علاقته مع نظام البشير، وبات ذلك مثل صداع لنا».

وقالت أمس فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ردا على سؤال في المؤتمر الصحافي اليومي، عن خبر حول أن المجلس الوطني السوري طلب استقالة الدابي: «لا أريد التعليق من على هذا المنبر على الأفراد الذين تنشرهم جامعة الدول العربية في سوريا. وكما قلت، نحن سنحكم على هذه البعثة حسب تنفيذها لما وعدت به الجامعة العربية الشعب السوري».

وكانت افتتاحية رئيسية في صحيفة «واشنطن بوست» حذرت، أول من أمس، من فشل مهمة المراقبين، وقالت: «تواجه الجامعة العربية موقفا صعبا. بينما يستمر نظام الأسد في قتل المدنيين، يجب على الجنرال الدابي (العقيد السوداني محمد مصطفى الدابي، رئيس المراقبين) والمراقبين، والجامعة العربية أن يصدروا تقريرا واضحا عن حقيقة أن نظام الأسد يواصل جرائمه، أو يصدروا تقريرا يدعي أن كل شيء على ما يرام». وأضافت الافتتاحية: «في هذه الحالة، على الولايات المتحدة وحلفائها أن يقرروا استمرار الاعتماد على الجامعة العربية، أو يتخذوا إجراءاتهم الخاصة».

وانتقدت الافتتاحية الدابي، وقالت إنه «مدير استخبارات سابق في نظام الرئيس عمر البشير الذي هو نفسه أدين بجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وله صلة بالإبادة التي حدثت في دارفور. وأول من أمس، بدا متفائلا بطريقة تدعو للاستغراب، لأنه قال لوكالة (رويترز): (الوضع يبدو مرضيا حتى الآن)».

وخلال الأيام القليلة الماضية وأكثر من مرة، أثار صحافيون، في المؤتمر الصحافي اليومي للخارجية الأميركية، حياد الدابي. وكرر مارك تونر، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية الثقة فيه. وقال تونر إنه «ليس هناك شيء شخصي ضده». وأضاف، من دون الإشارة إلى اسمه: «نحن نعرف هذا الشخص. ونعرف أن هناك ادعاءات موثوق جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان والذي يدعو إلى القلق». وأضاف تونر: «لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده». وقال: «بصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية».

وقالت نولاند أمس إن وجود المراقبين في سوريا قدم بعض الفوائد للمتظاهرين، حتى إذا فشل في وقف الحملة القاتلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت: «نحن نشعر بقلق أنه، على الرغم من وجود المراقبين على الأرض، وعلى الرغم من أنهم يلعبون دورا في بعض الأماكن، يبدو واضحا استمرار العنف».

وأشارت إلى صور وفيديوهات في الإنترنت عن تزايد المظاهرات بعد وصول المراقبين، وقالت: «إذا شاهدتم (يوتيوب)، فستشاهدون صورا رائعة لمسيرة الديمقراطية في إدلب في نفس الوقت الذي كان فيه المراقبون هناك. صار واضحا أن وجود المراقبين، في حد ذاته، يبدو أنه وفر مساحات للتعبير العام».

وفي إجابة عن سؤال عن وجود 66 مراقبا فقط في سوريا، قالت: «فهمنا هو أن جامعة الدول العربية تعتزم، على مدى أيام وأسابيع، نشر ما بين 150 و300 مراقب. لهذا، أعتقد أننا نحتاج إلى السماح لهم بمواصلة على أرض الواقع، ومتابعة ما إذا سيكون ذلك كافيا».