ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: النظام يتداعى في دمشق ويفقد قبضته في بعض الأحياء

قالوا إن الشبيحة تمركزوا عند جميع المفارق المهمة في العاصمة

TT

ينقل الناشطون السوريون في مدينة دمشق أجواء «ساخنة» تعيشها المدينة «المنتفضة» على نظام بشار الأسد، فيما تواصل قوات الأمن التابعة له «تقويض» الحالة الشعبية المستنفرة.

ويؤكد الناشطون «تدهور الوضع الأمني داخل المدينة وأحيائها وريفها»، مشددين على «وجوب مواكبة ما يجري ميدانيا من قبل أطراف المعارضة، والاهتمام بمسار التصعيد الشعبي في هذه المدينة كما سائر المدن لأنها تشكل انعطافة حقيقية في تغير الحراك السوري».

حال المراوغة بين النظام والمعارضة تحدده ميدانيا أوساط الناشطين الذي يؤكدون على «تواصل الجهود لنقل المظاهرات إلى كل حي في كل مدينة سوريا»، ويشيرون في الوقت عينه إلى «تطور مسار الانتفاضة السورية على الرغم من كل ما يجري من تداعيات وتطورات دبلوماسية وضغوط داعمة للنظام من أجل التخفيف من وطأتها»، مؤكدين «تداعي نظام الأسد وعدم قدرته على إحكام قبضته على بعض أحياء دمشق».

ففي دمشق يختلف المشهد ميدانيا عن باقي المدن السورية، إذ يؤكد أبو عمر، أحد الناشطين، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «المجالس المحلية تسعى إلى جعل صورة الانتفاضة في هذه المدينة مختلفة، والإبقاء على سلميتها، خصوصا في ظل وجود مراقبين في سوريا في هذه المرحلة، لأن دمشق لها رمزيتها الوطنية والجغرافية سوريا وعربيا، كونها العاصمة ومركز السلطة التابعة للنظام»، موضحا أن «كل الناشطين يعملون على مواكبة الانتفاضة بشكل طبيعي وغير مجازف به، مشددين على عدم إدخال المدينة في جو من المواجهات مباشرة مع الجيش النظامي وهذا ما تتم مناقشته مع قوات الجيش السوري الحر».

ويؤكد فايز، أحد الناشطين، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن عددا من شبيحة النظام تمركزوا عند جميع مفارق المهمة في المدينة كالعادة، وسمع دوي انفجارات وإطلاق رصاص بعد خروج المتظاهرين من صلاة الجمعة. وأشار إلى أنه بالتزامن خرجت مظاهرة كبيرة في ساحة الهامة الدمشقية من جامع سعد الدين، ونادى المتظاهرون «الهامة بدها حرية»، موضحا «شهدت المدينة وجودا كثيفا للقوى الأمنية والشبيحة عند قوس الحجر الأسود وتمت محاصرة حي الأعلاف بالكامل، وشهد الحي حملة مداهمات عنيفة وتم هدم أكثر من خمسة بيوت وحطمت محتوياتها كاملة وتم رميها بالشارع»، وأوضح «تم إطلاق نار عشوائي واعتقالات عشوائية للمارة والسكان الآمنين في معظم الأحياء».

وأكد فايز أن «مظاهرات حاشدة خرجت من عدة جوامع في الزبداني اجتمعت في ساحة الحرية تنادي بسقوط النظام ورحيله، وشهدت بعض المساجد حصارا كثيفا من الأمن، مثل جامع الهدى وجامع المحطة، وقد تم وضع حاجز بين مدينتي الزبداني ومضايا لكي لا تتمكن المنطقتان من التواصل، وقد منع الأهالي من النزول إلى مدينة دمشق منذ مساء أمس (أول من أمس)، وذلك بوضع العديد من الحواجز على الأوتوستراد».

وأشار إلى أن «قوات الأمن قامت بالاعتداء على جامع في مدينة القامشلي أثناء جمعة الزحف على ساحات الحرية، وتم إبلاغ الأهالي في بناءين مجاورين لفرع الأمن الجنائي بإخلائهما مع تشديد أمني في محيط الساحة»، وأضاف «تم الاعتداء على شاب قرب جانب جامع الماجد واقتياده من سيارته وضربه بكل وحشية وعنف»، مشيرا إلى «اعتقال عدد من المصلين أثناء خروجهم من جامع حذيفة بن اليمان، حيث قام سكان الحي بقطع جميع الطرقات وإحراق الدواليب».

أما في حي الحجر الأسود فيؤكد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أن «عشرات الجرحى بين صفوف المتظاهرين سقطوا برصاص الأمن والشبيحة في شارع الثورة». وفي دوما، أفاد ناشطون بـ«خروج مظاهرة صباحية بعد صلاة الفجر استفتاحية ليوم الجمعة نادت بنصرة حمص والمدن المنكوبة رغم دخول أعداد كبيرة من الأمن، إلا أنهم اختفوا داخل الأبنية، ومن انتشر منهم كان بلباس حفظ النظام مجهز بالهراوات. كما عادت الاتصالات التي قطعت منذ مساء أمس (أول من أمس) بكاملها، وبدت الحياة شبه طبيعية لمدة ساعة، إلى أن خرجت جميع مساجد دوما في مظاهرات عارمة تجمعت في ساحة الجامع الكبير، وقام الشباب بإغلاق الطرقات، وكل ذلك ترافق مع أخبار عن دخول لجنة المراقبة الدولية إلى المدينة، الذين توجهوا إلى مبنى البلدية مع تجمع الأمن والشبيحة وعدد من المؤيدين»، وأشار الناشطون إلى «وصول أخبار مؤكدة بأنه تم نقل مؤيدين للنظام من منطقة ضاحية الأسد صباحا عند الملعب البلدي للقيام بمسيرة مؤيدة لبشار الأسد، وتم نشر القناصة بشكل كثيف جدا على بناء نقابة المعلمين والأبنية المجاورة حيث تم استهداف المتظاهرين».