القائمة العراقية تشهد انهيارات متواصلة في المحافظات الوسطى والجنوبية

وتوت القيادي المنسحب لـ «الشرق الأوسط»: لم تعد تمثل المشروع الوطني

TT

أرجع القيادي البارز في القائمة العراقية ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إسكندر وتوت انسحابه من القائمة العراقية إلى ما سماه «سياسة القائمة التي لم تعد مثلما كانت عليه عند دخولنا إليها كمشروع وطني لإنقاذ العراق».

وقال وتوت، وهو عسكري سابق برتبة فريق ومحافظ سابق لمحافظة بابل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «من بين أبرز الأسباب التي دفعته وأربعة من أعضاء مجلس محافظة بابل من القائمة العراقية إلى الانسحاب هو ما بتنا نتعرض له من ضغوط كبيرة من جمهورنا الانتخابي هناك الذي يريد منا تحقيق المكاسب والمنجزات التي وعدنا بها الناس، ولكننا لم نستطع تحقيقها لهم». وأضاف أن «القائمة العراقية لم تعد تمثل المشروع الوطني، بل باتت للأسف رهينة مشاريع ومسائل أخرى»، متسائلا عن «كيفية التوفيق بين ما كنا نعمل عليه من أجل وحدة العراق أو كون وحدة العراق هي خط أحمر وبين الركض خلف الأقاليم الفيدرالية وهي المقدمة التي يعرفها الجميع لتقسيم العراق».

واتهم وتوت بعض قادة العراقية، رافضا الإشارة إلى أسمائهم أو مواقعهم بـ«العمل على تهميش الآخرين من داخل القائمة»، معتبرا أن «احتكار القرار داخل القائمة من قبل مجموعة من الأفراد آثار ولا يزال يثير استياء الكثير من أعضاء القائمة وهو ما يتوجب تداركه». وكشف عن أنه «منذ ثلاثة شهور يحاول إصلاح الأمور مع القائمة إلا أنه وجد نفسه قد وصل إلى طريق مسدود لأنه لم يشرك أو يؤخذ رأيه في أبسط المسائل التي تتعلق بأمور القائمة». وردا على سؤال عما إذا كان سيبقى مستقلا أم ينضم إلى كتلة أخرى، قال وتوت «لقد دخلت (العراقية) مستقلا وخرجت منها مستقلا، وسوف أبقى مستقلا وأمارس دوري الرقابي في البرلمان بهذه الصفة». وكانت القائمة العراقية وحركة الوفاق الوطني اللتان يتزعمهما رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي قد تعرضتا خلال الفترة الأخيرة إلى حملة من الانسحابات التي بدأت تثير شكوكا في الوسط السياسي، وهو ما اعتبرته القائمة حملة تشويه منظمة ضدها. وفي هذا السياق، فقد أعلن الكثير من أعضاء حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها علاوي في محافظة البصرة أول من أمس انسحابهم منها وانضمامهم إلى حركة سياسية أخرى قيد التأسيس، تضم منشقين عن الحركة والقائمة العراقية من محافظات أخرى. وفي محافظة النجف أعلنت حركة الوفاق الوطني انسحابها من القائمة العراقية وانضمامها إلى حركة أبناء العراق للتغيير، عازية سبب الانسحاب إلى الإقصاء والتهميش والتوجه الطائفي لدى قادة القائمة وفقدان التوازن في التعامل مع قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وكان أعضاء حركة الوفاق في محافظة ذي قار أعلنوا الانسحاب الكامل من الحركة والقائمة العراقية الأسبوع الماضي ولنفس الأسباب التي دفعت سواهم إلى الانسحاب.