العيساوي يتجاهل محاولة اغتياله حرصا على التهدئة

النجيفي يطالب الجيش بالدفاع عن الشعب لا قمعه

رافع العيساوي
TT

كشف مصدر مقرب من القيادي البارز في القائمة العراقية ووزير المالية رافع العيساوي أن «العيساوي تعرض فعلا لمحاولة اغتيال على بعد من 100 إلى 150 مترا من نقطة تفتيش عسكرية، لكنه لم يشأ تصعيد الموقف أو إصدار البيانات وكيل الاتهامات، في وقت يواجه البلد فيه أزمة سياسية تتطلب المزيد من التعقل والصبر في مواجهتها».

وقال المقرب من العيساوي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العبوة الناسفة كانت قد انفجرت بموكب العيساوي أثناء توجهه إلى محافظة صلاح الدين لحضور مجلس الفاتحة المقام على روح والد النائب في البرلمان شعلان الكريم، وإن العيساوي قرر أن يستمر موكبه في السير على الرغم من إصابة بعض أفراد الحماية بجروح، بحيث أدى الواجب بشكل طبيعي وعاد من الطريق نفسه». وبشأن حيثيات الحادث أشار المقرب من العيساوي إلى أن «العبوة الناسفة كانت قد انفجرت بسيارة الاستطلاع التي كانت تسبق الموكب بمسافة، الأمر الذي أدى إلى أحداث أضرار بها وبجرح بعض أفراد الحماية»، مشيرا إلى أن «العبوة كانت مزروعة على بعد 100 إلى 150 مترا من أقرب نقطة عسكرية».

وبشأن ما إذا كانت القائمة العراقية أو العيساوي نفسه يوجهان أصابع الاتهام لطرف أو جهة معينة، قال إن «العيساوي لم يشأ تصعيد الموقف لأن البلد يمر الآن بحالة من الشد السياسي تتطلب حلولا للأزمات السياسية في البلاد»، معتبرا أن «انفجار عبوة ناسفة بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية يعد أمرا مثيرا للشبهات لا سيما أن المطلوب من نقاط التفتيش أن تتولى حماية المواطنين والمسؤولين على حد سواء». ويأتي الحادث بعد أيام من اتهام العيساوي وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي في رسالة مفتوحة إلى الإدارة الأميركية المالكي بدفع العراق، عبر سياساته، إلى حرب أهلية. وحملت الرسالة أيضا اسم رئيس البرلمان أسامة النجيفي، لكنه تبرأ منها في وقت لاحق قائلا إن اسمه «حشر» فيها من دون علمه.

إلى ذلك، دعا النجيفي السياسيين أمس إلى الخروج من فناء الطائفة والحزب، وقال النجيفي في كلمة ألقاها بمناسبة انتهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق: «أدعو الشعب العراقي وزملائي في العملية السياسية جميعا إلى الخروج من فناء الأنا والطائفة والعرق والفئة والجهة والمنطقة والحزب إلى أفق الوطن الأرحب والأوسع»، مشددا على أن «الأنا الضيقة والطائفة المنغلقة والعرق المتعصب والحزب المتحزب لنفسه لا لوطنه والفئة الضالة في فئويتها لا تصنع وطنا سيدا وقويا ومنيعا يعيش فيه أبناؤه برخاء وسعادة وسلام وأمن».

ورأى رئيس البرلمان أيضا أن «العملية السياسية بكل ما فيها من وهن وضعف لا تزال الحل الموضوعي للاختناقات كافة»، لافتا إلى أن المؤتمر الوطني العام الذي دعا إلى عقده رئيس الجمهورية جلال طالباني «سيكون هو الإناء الأصوب للخروج بالعراق من عنق أزماته الكثيرة والمتوالدة، ونتمنى أن يحقق النجاح المطلوب». كما اعتبر النجيفي أن «شعبنا يعود الآن لممارسة دوره الرسالي الإنساني الذي عرفته البشرية منذ ولادة لحظاتها الأولى على يديه»، مبينا أن «السنوات التسع الماضية بكل ما فيها من تضحيات ومواجهات شرسة وضياع للثروات والزمن وهدر لفرص البناء والإعمار والتقدم تدعوننا إلى مزيد من تأمل ما مضى وما سيأتي». وشدد النجيفي على ضرورة أن لا تكون القوات العسكرية «أداة لقمع الشعب، مطالبا إياها بحماية الدولة والدفاع عن الوطن ضد العدوان الخارجي، وعدم البحث عن السلطة السياسية ودعم الأحزاب».