إلقاء عبوات حارقة على مسجد في نيويورك

بعد مقاطعة المسلمين لحفل العمدة

TT

مع توتر الوضع الأمني في الولايات المتحدة مع احتفالات أعياد الميلاد وبداية السنة الميلادية، وإعلان وزارة الأمن الأميركية أنها زادت جهودها ومراقبتها للوضع الأمني، ألقى مجهول عبوات حارقة على مركز ومسجد الإمام الخوئي في نيويورك. وقت الهجوم كان قرابة مائة شخص يصلون العشاء داخل المسجد. وأسرعت الشرطة وسيطرت على النار قبل أن تحرق أجزاء كبيرة من المكان وتسبب أذى للمصلين. ورغم عدم وجود ارتباط مباشر، جاء الهجوم بعد ثلاثة أيام من مقاطعة قادة مسلمين في نيويورك حفلا للعمدة احتجاجا على رفضه إدانة تجسس شرطة المدينة على المسلمين فيها.

وفي واشنطن أمس، أدان إبراهيم هوبر، المتحدث باسم المجلس الإسلامي الأميركي (كير)، الهجوم على المركز الإسلامي، وقال: «يجب على أي أميركي إدانة أي هجوم على أي دار للعبادة. ونحن ندعو رجال الأمن لبذل أقصى جهودهم لكشف الجناة وحماية الذين يذهبون إلى دور العبادة».

وأشار هوبر إلى حملة سابقة قادها «كير» لتوعية المسلمين ورجال الأمن بالمخاطر والتهديدات التي تواجه المسلمين في أميركا، وخاصة تهديدات موقع «بير نيكد إسلام» (إسلام عار ومكشوف) في الإنترنت الذي دعا إلى الهجوم على الإسلام والمسلمين. وكان قاد حملة وقف بناء مركز إسلامي في «غراوند زيرو» (مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر/ أيلول، سنة 2001).

وأشار هوبر إلى أن الموقع كتب مؤخرا: «لماذا كل هذه الضجة؟! ألقوا عشر قنابل مولوتوف (زجاجات غاز حارقة)».

ويعتقد خبراء إرهاب في نيويورك أن للهجوم صلة بالتوتر الديني الأخير في نيويورك بعد أن قاطع قادة المنظمات الإسلامية حفلا أقامه عمدة المدينة. وكانت مواقع في الإنترنت قالت إن المقاطعة تؤكد أن المسلمين لا يريدون الاندماج في المجتمع الأميركي، وأنهم يعتبرون أنفسهم صفوة استعلائية على غير المسلمين.

وكان القادة المسلمون أعلنوا مقاطعتهم لحفل العمدة لأن العمدة رفض إدانة تجسس شرطة نيويورك على المسلمين في المدينة. وكانت أخبار قالت إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) اشتركت في هذا التجسس. لكن «سي آي إيه» نفت ذلك. وقالت إن نتائج تحقيقات داخلية، حول التعاون مع شرطة نيويورك في التجسس على المسلمين هناك، أظهرت «عدم وجود تجاوزات قانونية أو شبهات تجسس داخلي». جاء هذا النفي بعد أشهر على نشر معلومات صحافية تتهم «سي آي إيه» بالضلوع في عمليات التجسس هذه.

وقال الناطق باسمها، برستون غولسون، إن «سي آي إيه» مختصة بالأمن الخارجي ومكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب، وإن «المفتش العام (للوكالة) لم يجد أدلة على أن أي نشاط مع شرطة نيويورك كان فيه تجسس داخلي».

وكانت تقارير صحافية قالت إن عملاء في «سي آي إيه» وشرطة سرية تابعة لشرطة نيويورك يجمعون معلومات عن الحياة اليومية للمسلمين في المساجد، والمطاعم، والمكتبات العامة، والحانات، وإن شرطة نيويورك تجمع معلومات وملفات حول رجال الدين المسلمين في نيويورك، وتسجل الخطب التي يلقونها في المساجد، وأيضا تجمع معلومات حول السائقين المسلمين العاملين لدى شركات سيارات الأجرة، والمسلمين العاملين في بيع الخضار بالعربات الصغيرة. غير أن مدير شرطة نيويورك نفى هذه التقارير، وقال إن المعلومات الواردة فيها «من نسج الخيال».