إيران تختبر 3 صواريخ عابرة للقارات في مضيق هرمز.. وفرنسا تعتبره رسالة سيئة

خبير عسكري لـ «الشرق الأوسط» : الصواريخ لا تعبر عن تطور تقني جديد

الصاروخ الإيراني «القادر» البعيد المدى لدى اطلاقه في آخر يوم من مناورات إيران البحرية في مضيق هرمز أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت إيران، أمس، أنها أجرت تجربة ناجحة لثلاثة صواريخ عابرة للقارات، بينها صاروخان بعيدا المدى في اليوم الأخير من مناوراتها التي تجريها في مضيق هرمز الاستراتيجية لحركة الملاحة البحرية لنقل النفط، في خطوة لاستعراض القوة، وصفتها فرنسا بأنها رسالة سيئة جدا للمجتمع الدولي، فيما قال عنها خبير عسكري مصري لـ«الشرق الأوسط» إن «الإيرانيين يكررون أنفسهم، لإرهاب الغرب».

وبدأت إيران في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مناورات تحمل اسم «الولاية 90» تستمر عشرة أيام في منطقة مضيق هرمز وبحر عمان والمحيط الهندي.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن إيران «اختبرت بنجاح للمرة الأولى صاروخ (أرض - بحر) من نوع (قادر)». وقال الأميرال محمود موسوي المتحدث باسم المناورات العسكرية التي تجريها البحرية الإيرانية، في منطقة مضيق هرمز الذي تعبر منه نحو 35 في المائة من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا، إن «خبراء إيرانيين بنوا الصاروخ (قادر)» الذي يبلغ مداه 200 كلم «ونجح في إصابة هدفه وتدميره».

وأضاف الأميرال موسوي «إن (قادر) هو نظام صاروخي حديث جدا مجهز برادار مدمج فائق الدقة تم تحسين مداه وجهازه الذكي الذي يمنع رصده مقارنة بالأجيال السابقة».

وأعلن موسوي للتلفزيون الرسمي أيضا عن «تجربة ناجحة» لصاروخ «نصر» المضاد للسفن والقصير المدى (35 كلم). كما اختبرت البحرية الإيرانية بعد الظهر صاروخ «أرض - أرض» أطلق عليه اسم «نور» يبلغ مداه أيضا 200 كلم، وهو مشتق من صاروخ «سي - 802» الصيني الذي يتراوح مداه بين 120 و180 كلم.

وكان موسوي أكد أنه في اليوم الأخير للمناورات «ستعتمد السفن البحرية الحربية إجراءات جديدة تكتيكية تظهر قدرة إيران على منع أي حركة ملاحية في مضيق هرمز، إن قررت ذلك». وأمس، نقل التلفزيون الإيراني عن الأميرال حبيب الله سياري، قائد البحرية الإيرانية، قوله إن «هذه الصواريخ دقيقة جدا ويمكن نقلها ولها قدرة تدمير كبيرة.. نسيطر تماما على مضيق هرمز وعلى أمنه».

وفي الأيام الماضية، انتقدت الولايات المتحدة «تصرف إيران اللاعقلاني»، مؤكدة أنه «لن يتم التسامح مع أي عرقلة لحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز».

وهونت إسرائيل من التأثير العسكري لإعلان إيران إطلاق صاروخين بعيدي المدي قائلة إن قوات طهران لا تضاهي القوات الغربية في الخليج. وقال موشي يعلون، نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية، لـ«راديو إسرائيل»، إن المناورات تعكس قلق إيران من العقوبات الرامية للحد من طموحاتها النووية، وتحاول الإيحاء بأن قواتها البحرية تستطيع مضاهاة القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج. وكان يعلون حاسما في هذه النقطة عندما قال: «لا يمكن حتى في واقع الأمر أن توصف بأنها معركة عادلة بين الجانبين». وتعود 80% من عائدات إيران بالعملات الأجنبية من صادراتها النفطية، وهي الدولة الثانية في منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك). ووقع الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت قانونا لتمويل وزارة الدفاع يلحظ تشديد العقوبات على القطاع المالي الإيراني بهدف دفع طهران إلى التخلي عن برنامجها النووي، غير أن إيران أعلنت، أول من أمس (الأحد)، عن خطوة إضافية في برنامجها النووي، مؤكدة أن علماءها «أجروا تجربة على أول قضيب وقود نووي ينتج محليا من مخزون اليورانيوم الخام في البلاد».

وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أول من أمس، أن البنك المركزي الإيراني سيواجه العقوبات الأميركية الجديدة «بقوة»، وشدد على أن «البنك المركزي هو عصب التعامل مع ضغوط الأعداء، ولا بد من أن تكون لديه الصلابة للتصدي بقوة وثقة بالنفس لمخططات الأعداء». وواصل الريال الإيراني أمس تراجعه أمام الدولار فبلغ 17000 ريال للدولار، مما يشكل تراجعا تزيد نسبته على 60% في قيمة العملة الإيرانية منذ عام.

من جهة ثانية، قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، إن الصواريخ الإيرانية التي أعلنت نجاح تجربة إطلاقها أمس ليست بالتطور العسكري الإيراني الجديد، وإنها لا تشكل خرقا كبيرا في المنظومة العسكرية الإيرانية، وقال سويلم لـ«الشرق الأوسط»: «الإيرانيون يكررون أنفسهم لإرهاب الغرب». وأوضح اللواء سويلم أن الصواريخ الإيرانية الجديدة، هي صورايخ ساحلية صينية الصنع وتجميع إيراني، تطلق على قواعد أرضية أو من قطع بحرية في الخليج، معدة لغرض إغلاق مضيق هرمز بشكل أساسي عن طريق ضرب السفن والقواعد الغربية في الخليج.

وتبعا لسويلم، فإن هذه الصواريخ ليست كما يدعي الإيرانيون طويلة المدى، فمداها يبلغ مائتي كيلومتر فقط، كما أنها ليست تطورا عسكريا، فهم يكررون أنفسهم، ويغيرون أسماء الصورايخ للإيحاء بأنهم يقدمون جديدا، علما بأنهم يكملون تجميع أسلحة كورية وصينية فقط. وذكر سويلم أن هذه الصواريخ هي مجموعة «ساحلية» بعكس صواريخ شهاب السابقة «أرض - أرض»، التي تطلق من على الأرض وتضرب على هدف أرضي فتصل إلى إسرائيل مثلا، وكذلك صواريخ «سجيل» الذي يختلف عن شهاب بأنه يطلق على مرحلتين، وأنه من نوع «صلب». واعتبر سويلم أن خطورة مثل هذه الصواريخ في أن تقوم إيران بحشد كم كبير منها وشن هجوم على قطعة بحرية أميركية أو قاعدة في الخليج، كما حدث في جزيرة «فوكلاند»، فعندها ستقوم كارثة بسبب الرد الأميركي المتوقع والمدمر، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تسمح بإغلاق مضيق هرمز، مهما كلفها ذلك.