مصر: 14.5 مليون ناخب يختارون 150 نائبا اليوم في آخر مراحل الانتخابات البرلمانية

القوى الليبرالية تحشد قواها لمواجهة اكتساح التيارات الإسلامية

TT

يتوجه 14 مليونا و500 ألف ناخب مصري اليوم (الثلاثاء) إلى صناديق الاقتراع لاختيار 150 نائبا في المرحلة الثالثة والأخيرة للانتخابات البرلمانية، التي ستجرى في تسع محافظات هي: القليوبية، الغربية، الدقهلية، شمال سيناء، جنوب سيناء، مطروح، الوادي الجديد، المنيا، وقنا.

ومن المقرر أن تجرى الجولة الأولى للمرحلة الثالثة على مدار اليوم ويوم غد (الأربعاء)، في حين تجرى جولة الإعادة يومي 10 و11 يناير (كانون الثاني) الجاري.

ويختار الناخبون 100 نائب بنظام القوائم الانتخابية و50 نائبا بنظام المقاعد الفردية، لينهي المصريون بنهاية تلك المرحلة اختيار جميع نواب مجلس الشعب الجديد الذي أطلق عليه «برلمان الثورة».

وقال المستشار يسري عبد الكريم، رئيس المكتب الفني، عضو الأمانة العامة باللجنة العليا للانتخابات، إن عدد القضاة الذين سيشرفون على المرحلة الثالثة سيزيد ليصل لنحو 12 ألف قاض، مؤكدا عدم وجود اعتذارات للقضاة خلال هذه المرحلة.

من جانبه، قال المستشار محمد عبده صالح، عضو مجلس إدارة نادي القضاة، إن المرحلة الثالثة ستشهد دورا لنادي القضاة بعد أن تم الاتفاق بين المستشار أحمد الزند، رئيس النادي، والمستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، على أن تتضمن غرفة العمليات الخاصة باللجنة بكل محافظة من المحافظات التسع عضوا من مجلس إدارة النادي لمتابعة ما يواجه القضاة من مشكلات أو أزمات خلال العملية الانتخابية.

وفي شمال سيناء، أنهت الأجهزة الأمنية كل الترتيبات الخاصة بالانتخابات، وقالت مصادر أمنية إنه تم الانتهاء من وضع الخطة الأمنية الشاملة لتأمين سير العملية الانتخابية ابتداء من مراكز الاقتراع بالمحافظة وحتى عملية نقل الصناديق الانتخابية إلى مقر فرز الأصوات باستاد العريش الرياضي، مشيرة إلى تشكيل غرفة عمليات مركزية بمشاركة وزارة الداخلية والدفاع المدني والمحافظة والحماية المدنية لمتابعة جميع اللجان واللجان الفرعية، وحل أي مشكلة في الحال وتلقي أي شكاوى من قبل المواطنين.

وفي السياق نفسه، أنهت مديرية التربية والتعليم كل الاستعدادات بالمدارس المقرر أن تقام بها اللجان الانتخابية، وتم إعداد الكشوف النهائية للمراقبين للجان ومخاطبة مجالس المدن بذلك. وجهزت محافظة شمال سيناء 92 مركزا انتخابيا لإجراء الانتخابات. ويصل عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت بشمال سيناء إلى 203 آلاف و328 ناخبا.

وتجرى الانتخابات بشمال سيناء وسط انقسامات في الكتل التصويتية بين كبار القبائل بالمحافظة، بسبب وجود أكثر من مرشح من قبيلة واحدة على رأس القوائم الحزبية التي تخوض الانتخابات في المحافظة ويبلغ عددها 7 قوائم حزبية.

وعادة ما كانت تقدم كل قبيلة في الانتخابات السابقة مرشحا واحدا فقط عنها تسانده وتقف وراءه، وتعتبر قبيلة الفواخرية التي تتمركز الكتلة التصويتية لها داخل مدينة العريش، وقبيلة البياضية التي تتمركز في منطقة بئر العبد والفواخرية بالعريش، من أهم القبائل التي تشهد انقساما في الكتلة التصويتية بسبب وجود أكثر من مرشح لها على رأس قوائم حزبية هامة، مثل الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين) والوسط والوفد والعدل والمساواة والإصلاح والتنمية.

ومن المتوقع أن تقاطع قبائل الوسط الانتخابات بشكل نهائي بسبب عدم استجابة السلطات المصرية لها بعمل دائرة انتخابية ثانية بالقطاع الأوسط من سيناء، على الرغم من سلسلة الاحتجاجات التي قامت بها قبائل الوسط، كما لم يتقدم سوى ثلاثة مرشحين فقط من 57 مرشحا على المقعد الفردي بشمال سيناء من أبناء الوسط لخوض هذه الانتخابات. ويرى البعض أنه حتى في حالة عدم مشاركة قبائل الوسط في الانتخابات فإن ذلك لن يكون له تأثير كبير، لأن الكتلة التصويتية لمراكز ومدن الوسط ضعيفة.

وفي محافظة جنوب سيناء، تتراجع بشكل ملحوظ فرص الإسلاميين في الفوز بأي من المقاعد، خاصة أن قائمة الحرية والعدالة لا تتضمن أي مرشح ينتمي إلى قبائل البدو المنتشرة بالمحافظة، في حين لم يتقدم حزب النور السلفي بقائمة حزبية ويخوض الانتخابات بمرشح واحد فقط على المقعد الفردي فئات.

ويصل عدد أصوات الناخبين بجنوب سيناء إلى 60 ألف ناخب، ويجري التنافس فيها على أربعة مقاعد للقائمة (تتنافس عليها 9 قوائم) ومقعدين للفردي يتنافس عليهما 40 مرشحا. وتدفع قبائل القرارشة والمزينة والعليقات والجبالية والحويطات بمرشحيها خلال هذه الانتخابات التي تشهد منافسة كبيرة للمرة الأولى في تاريخها، حيث إنها كانت معروفة بأنها دائرة محسومة للحزب الوطني المنحل خلال الدورات البرلمانية الماضية.

وتشهد محافظة قنا بصعيد مصر منافسة ساخنة بين التيارات الإسلامية ممثلة في أحزاب الحرية والعدالة والنور والجماعة الإسلامية من ناحية، وبين التيارات الليبرالية ممثلة في أحزاب العدل والكتلة المصرية والثورة مستمرة والإصلاح والتنمية.

وتقاسمت الأحزاب الإسلامية منابر المساجد، بينما حشدت التيارات الليبرالية كوادرها في محاولة أخيرة لاقتسام المقاعد مع التيارات الإسلامية التي فازت بأغلبية مقاعد المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات.

ومن جهة أخرى تشهد المؤتمرات الانتخابية سواء للقوى الدينية أو الليبرالية مغازلات ومناورات عاطفية لكسب تأييد وتعاطف الناخبين، فالأحزاب الإسلامية لا يمر مؤتمر لها دون أن تشيد بموقف المسيحيين وتعهدات بحمايتهم وإعطائهم حقوقهم التي حرمهم منها النظام السابق خلال الفترة الماضية، في حين ارتدت الأحزاب الليبرالية ثوب الدين متلاعبين بوتيرة التعاطف الديني مع الجماهير والتأكيد على أن الإسلام ليس حكرا على الأحزاب الدينية، مؤكدين أنهم ليسوا ضد الشريعة كما يدعي البعض.