المرشحون الجمهوريون يركزون على المسيحية في حملتهم الانتخابية

اليوم التصويت التمهيدي في آيوا لتحديد مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة

المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ورئيس مجلس النواب الأميركي السابق نيوت غينغريتش وزوجته ينظران إلى صورة فوتوغرافية على هاتفها الجوال في حفل حملته الانتخابية في ولاية آيوا (رويترز)
TT

بينما يتجه اليوم الجمهوريون المسجلون في ولاية آيوا نحو صناديق الاقتراع التابعة للحزب لتحديد مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) ضد الرئيس باراك أوباما، ركزت الإعلانات التلفزيونية لكل مرشح على الدين المسيحي. وأثار هذا تساؤلات خبراء أميركيين، لاحظوا بأنه، قبل عشر سنوات فقط، كانت الإعلانات الدينية للمرشحين نادرة أو غائبة تماما.

في آخر يوم قبل يوم التصويت نشر ريك بيري، حاكم ولاية تكساس، إعلانا تلفزيونيا فيه بيري أمام نافذة من الزجاج الملون مثل الذي في نوافذ كثير من الكنائس، وأمام صليب ملون عملاق ظهر فوق كتفه اليمنى.

وأشار خبراء أميركيون إلى أنه في عام 2007 ثارت ضجة بعد إعلان تلفزيوني للمرشح الجمهوري مايك هاكاباري يظهر هو فيه في مقدمة الفيديو وفي الخلف يحلق ما يشبه الصليب.

وقال مارك ماكينون، مخطط استراتيجي جمهوري: «تعكس الإعلانات الدينية الجديدة كيف أن المرشحين صاروا يهرولون لدعم المسيحيين المحافظين. عند هذه النقطة في اللعبة الانتخابية والدعائية لم يعد عند المرشحين وقت أو مال للدعايات غير المباشرة والمهذبة. صاروا مستعدين لتصوير أنفسهم أمام نار فوق جبل (إشارة إلى النبي موسى) لإرسال إشارة إلى المسيحيين المحافظين. وكان كل واحد يقول لهم: (أنا واحد منكم، صوتوا لي)».

وفي إعلان آخر للحاكم بيري ظهرت إلى جانبه زوجته أنيتا بيري وهي تقول: «تربينا في مدن صغيرة وسط قيم مسيحية قوية. نحن نعرف أن واشنطن العاصمة تحتاج إلى هذه القيم».

حتى المرشح المعتدل رون بول، نشر إعلانا تلفزيونيا يقول فيه واحد من مرضاه السابقين، عندما كان بول يمارس مهنة الطب: «ليس من الصعب لشخص مسيحي، ومؤمن، البقاء على الطريق الصحيح، والدكتور بول هو مثل ذلك الشخص».

وركز أحد إعلانات نيوت غينغريتش، مع زوجته كاليستا، على التهنئة بالعام الميلادي الجديد وهما يقفان أمام كنيسة عليها صليب عملاق وأمامها منظر لميلاد المسيح.

وقال خبراء أميركيون إنه في الماضي كانت الإشارات الدينية تظهر في لغة مشفرة وبطرق غير مباشرة. وأشاروا إلى سارة بالين في سنة 2008، عندما نشرت إعلانات عن «صلاة للمحاربين»، إشارة إلى الجنود الأميركيين الذي كانوا يحاربون في العراق وأفغانستان. لكن عبارة «صلاة للمحاربين» عبارة مسيحية عن المسيحيين الذين يقاتلون «الشيطان».

وفي عام 2004 استخدم الرئيس السابق بوش الابن إعلانات فيها صور باهتة لصلبان عملاقة. وفي المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري كان المسرح مصنوعا من قطع خشب تبدو أنها مصممة وكأنها صلبان. وبينما نفت حملة بوش أي هدف مسيحي، وقالت إن هذا مجرد صدفة، قال ناس إنهم شاهدوا صلبانا وشاهدوا صورا لمريم العذراء في قطع الخشب تلك.

وقال كينيث غولدشتاين، مدير مركز دراسي إعلامي انتخابي: «هذه الإشارات المسيحية استخدمت في الانتخابات السابقة. ولكن في صورة خطابات بريدية، أو مكالمات هاتفية، أو حوارات إذاعية. لكن الآن نحن نشاهد إعلانات مباشرة».

وقال آرثر ساندرز، أستاذ في جامعة ديوك (ولاية نورث كارولينا)، ومتخصص في التغطية الإعلامية للانتخابات: «في عام 2008 لم يكن هناك مرشح يستهدف في صراحة المسيحيين اليمينيين. لكن الآن صار بيري وسانتوروم وباكمان، وبدرجة أقل غينغريتش، يستعملون الصليب والمسيح ومريم العذراء في إعلاناتهم وفي خطبهم. أعتقد أن هذا يدل على شجاعتهم بأنهم على استعداد لاستغلال الدين»، في الجانب الآخر يبدو أن رجال الدين لا يرفضون هذا الغزل السياسي.

وقال القس كاري غوردن في سيو سيتي (ولاية آيوا): «يجب أن نحسن الخيار». وأعلن أنه يدعم ترشيح سانتوروم الذي قدم نفسه من موقع المدافع عن القيم التقليدية والمسيحية. وقال القس: «سنوجّه رسالة، ليست فقط إلى أميركا، بل إلى العالم أجمع».

ولم يخيب سانتوروم أمله، وركز على معارضته لزواج المثليين، والإجهاض حتى في حالة الاغتصاب، ووسائل منع الحمل. وقدرت دراسة لمركز ويتون للدراسات الإنجيلية (في ولاية كنتاكي) عدد المسيحيين الإنجيليين (الأكثر تدينا) في الولايات المتحدة ما بين 30% و35% من التعداد السكاني الإجمالي، أي نحو 100 مليون شخص.

وقالت إيلين غوردن (62 عاما)، والدة القس غوردن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها أيضا تؤيد سانتوروم الذي «يمثل القيم الأخلاقية الأقرب إلى قلبي. كلنا نعتقد أن قانون الله الطبيعي يسمو دوما على قانون البشر».

وقال براد زون، مسؤول محلي يؤيد ميشيل باكمان، إنها «لا تخفي معتقداتها الدينية. إنها تصلي في الحافلة».

وقبل يوم من التصويت في ولاية آيوا قال بيري، وهو طيار سابق في سلاح الجو الأميركي، كيف أنه أحس بأنه اقترب إلى الله في السماء، وكيف أن ذلك ساعده على العودة إلى «الصراط المستقيم».