إسرائيل تكشف عن طرد الملحق العسكري الروسي لديها قبل شهور

ردا على طرد الملحق العسكري الإسرائيلي من سفارتها في موسكو

TT

كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن قيام إسرائيل بطرد الملحق العسكري في السفارة الروسية في تل أبيب قبل أربعة شهور، وبعد أسابيع من طرد الملحق الإسرائيلي من السفارة الإسرائيلية لدى روسيا في مايو (أيار) الماضي.

وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن الخطوة نفذت بسرية ومن دون ضجيج، وقد حافظ المسؤولون الإسرائيليون على ذلك سرا، كي لا يزيد الأمر من حدة التوتر بين البلدين.

وأكدت المصادر أن الخطوة جاءت ردا على طرد فاديم ليدرمان، الملحق العسكري الإسرائيلي من السفارة الإسرائيلية في موسكو، وهو برتبة كولونيل في سلاح الجو.

وكانت السلطات الروسية اعتقلت في 12 مايو الماضي، ليدرمان وحققت معه وطردته، معلنه أنه «شخصية غير مرغوب بها» بعدما اتهمته بـ«التجسس الصناعي». وقالت روسيا آنذاك: «إن ليدرمان اعتقل يوم 12 مايو لدى قيامه بتسلم معلومات سرية من مواطن روسي في موسكو».

وأشار بيان إلى أنه «بسبب النشاط الذي لا يتطابق مع الوضع الدبلوماسي لفاديم ليدرمان، فإن وزارة الخارجية الروسية أعربت عن احتجاجها وأعلنته شخصية غير مرغوب فيها. وقد تم تسليم الجانب الإسرائيلي مذكرة بهذا الشأن تقضي بضرورة مغادرة ليدرمان روسيا الاتحادية خلال الـ48 ساعة، وهو ما تم تنفيذه».

واتهم ليدرمان بتقديم مساعدة مهمة إلى أنشطة بعض الشركات الإسرائيلية في السوق الروسية. وردت إسرائيل بنفي الاتهامات بحق ليدرمان، وقالت إن أجهزة الأمن في إسرائيل أجرت تحقيقا موسعا وتوصلت إلى أن هذه الادعاءات (بالتجسس) لا أساس لها.

وفي أعقاب طرد الملحق العسكري الإسرائيلي، طالبت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بطرد الملحق الروسي، فنشب خلاف بين وزارة الخارجية الإسرائيلية وبين هذه الأجهزة ممثلة بوزارة الأمن والدفاع.

وترددت الخارجية الإسرائيلية في طرد الملحق الروسي، وقالت إن الملحق العسكري الإسرائيلي كان يتعين عليه فهم تلميحات السلطات الروسية بعد تحذيره عدة مرات، إلا أنه واصل نشاطه.

ولم تسلم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالأمر، وادعت أن خلفية الطرد تعود إلى رغبة روسيا في تمرير رسالة إلى إسرائيل في قضايا أخرى غير مرتبطة بالملحق العسكري، وواصلت الضغط للرد على الخطوة الروسية.

بعد ذلك، عقدت الجهات المختصة جلسة مباحثات، شارك فيها وزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وتقرر في نهايتها طرد الملحق العسكري الروسي، وأبلغ بأن عليه مغادرة البلاد.

ويشير الكشف عن طرد الملحق الروسي، أمس، إلى أن العلاقات بين البلدين في تراجع. وقالت «هآرتس» إن العلاقات الأمنية بين إسرائيل وروسيا كانت في حالة جيدة، إلى حين تم طرد الملحق العسكري الإسرائيلي.

وأوضحت «هآرتس» أن طرد الملحق الإسرائيلي خلف توترا كبيرا، وقد تصاعد هذا التوتر مع استمرار الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، واستمرار بيع الأسلحة الروسية لسوريا.

وبحسب «هآرتس»، فإن الرجلين اللذين يعملان الآن كملحقين عسكريين في إسرائيل وروسيا، يخضعان لقيود جدية، ويتحركان في إطار محدود.