فرنجية يؤكد وجود «القاعدة» في لبنان.. ويتحدث عن مطالبة بمنطقة عازلة لضرب سوريا

عراجي لـ«الشرق الأوسط»: صداقته بالرئيس الأسد لا تجيز له رمي تهم الإرهاب جزافا

TT

تولى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، أمس، شن حملة مضادة على قوى المعارضة اللبنانية، دفاعا عن وزير الدفاع فايز غصن، المحسوب عليه في حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، على خلفية تصريحه الأخير عن تسلل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا من بلدة عرسال البقاعية، الواقعة على الحدود مع سوريا.

واعتبر فرنجية أن «الجيش مستهدف من خلال استهداف غصن، الذي يعتبر الناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية»، وأن «الهدف من هذا الهجوم هو تعطيل دور المؤسسة العسكرية». وقال: «هل أصبحوا حريصين على تنظيم القاعدة، أم أنهم يركّبون دينة (أذن) الجرة كيفما يريدون»، متسائلا: «من تاجر بدم (رئيس الوزراء الأسبق) رفيق الحريري لمدة سنوات، ألا يتاجر بأهالي عرسال ومجدل عنجر؟».

وآمل فرنجية أن «يكون كلام غصن غير صحيح؛ لأن الجو لن يكون إيجابيا»، وأكد أنه «ما من منطقة مستهدفة في لبنان ولا طائفة مستهدفة أيضا، ولكن من الصحيح أيضا أن هناك (قاعدة) وإرهابا في لبنان». وطالب وزير الدفاع بأن «يكشف عن المعلومات التي يملكها، ومعالجة هذا الموضوع بعيدا عن الإعلام»، مشيرا إلى أن «الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي يعرفان أن معلومات غصن جدية، وكنت أتمنى ألا تتطور هذه القضية إلى هذا الشكل».

وأوضح فرنجية أن «معلوماتنا تفيد بأن المطلوب اليوم وجود منطقة عازلة في لبنان لاستهداف سوريا وضربها». وأضاف: «الكل يعرف أن لبنان مفتوح على كل الأطراف الإرهابية في العالم»، مطالبا الجيش اللبناني «تولّي كل الإرهابيين الذين يدخلون من خلال الحدود اللبنانية - السورية تحت شعار (اللاجئين السوريين)». وقال فرنجية: «أُشهد قائد الجيش (العماد جان قهوجي) ومدير المخابرات (العميد إدمون فاضل) عما إذا كان هناك معلومات في هذا الإطار».

وفي رد على مواقف فرنجية، قال النائب في تيار المستقبل عاصم عراجي لـ«الشرق الأوسط»: «رد فرنجية دليل على أن رأي غصن يمثل رأي التيار السياسي الذي ينتمي إليه، والذي يرأسه فرنجية. وكنا نتمنى أن يعقد وزير الدفاع بنفسه مؤتمرا صحافيا يرد فيه»، معتبرا أن فرنجية زاد الأمر سوءا، بقوله «بدل أن يكحلها عماها»، واتهم عرسال ومناطق لبنانية أخرى بالإرهاب، متجاوزا رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية ومجلس الدفاع الأعلى، الذين نفوا وجود تنظيم القاعدة في لبنان.

وأشار عراجي، الذي زار بلدة عرسال أمس برفقة نواب زحلة ووفد من القوات اللبنانية تضامنا، إلى أن «فرنجية أكد وجود قاعدة وإرهاب في عرسال، وهو ربما لا يعرف موقعها ولم يزرها يوما»، ورأى أنه «كان يفترض أن يكون كلامه منطقيا أكثر وألا يصعد، خصوصا أنه شخصية سياسية لها حيثيتها في منطقتها». وقال: «صحيح أن فرنجية صديق للرئيس السوري بشار الأسد، لكن ذلك لا يجيز له رمي تهم الإرهاب جزافا».

وعن زيارة وفد نواب زحلة إلى عرسال، أوضح عراجي أن «زيارتنا بهدف توجيه رسالة تضامنية إلى أهالي عرسال، بأننا معهم وإلى جانبهم وهم ليسوا متروكين وحدهم»، مذكرا بأن البلدة «كانت سباقة في تقديم الشهداء في الجيش اللبناني وفي المقاومة اللبنانية الوطنية».

وقال النائب في كتلة «المستقبل» سمير الجسر إن «تيار المستقبل لا ينظم حملة ضد وزير الدفاع، بل هو تسرع في تصريح أثره كبير على سمعة البلد»، وقال: «تبين للجميع بعد أيام، أن الوزير تراجع ضمنا عن هذا التصريح، وأن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى أكد أن لا وجود لـ(القاعدة) في لبنان».. متسائلا: «هل يمكن السكوت عن تصريح غصن، والقول إن تنظيم القاعدة ينطلق من لبنان، وبالتالي أصبح لبنان قاعدة لـ(القاعدة)؟»، مستطردا بالقول: «لا يمكن السكوت عن ذلك، نحن سندعو وزير الدفاع وسنستوضح مواقفه».