شيخ الأزهر يزور البابا شنودة.. وشباب ماسبيرو يرفضون دعوة «العسكري» لقداس العيد

مسيحيون يشكلون لجانا شعبية للرد على إسلاميين متشددين

TT

زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ووفد من قيادات المشيخة أمس الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة) لتهنئة البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بعيد ميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الكنيسة المصرية يوم السابع من يناير (كانون الثاني) من كل عام وفقا للتقويم الشرقي.

من جهة أخرى، نظم اتحاد شباب ماسبيرو وقفة احتجاجية مساء أمس أمام مقر الكاتدرائية للمطالبة بعدم توجيه الدعوة لقيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة في 11 فبراير (شباط) الماضي لحضور القداس قبل الكشف عن المتهمين بقتل المسيحيين في أحداث ماسبيرو وكنيسة القديسين.

يأتي ذلك فيما أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح (وهي هيئة مستقلة شكلها مجموعة من العلماء بينهم أزهريون يغلب عليهم الطابع السلفي)، بأنه لا تحل مشاركة ولا تهنئة غير المسلمين في المناسبات الدينية. وكانت دار الإفتاء قد أجازت تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، شريطة ألا تكون بألفاظ تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وقالت الفتوى إن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق.

إلى ذلك، أعلن مجمع البحوث الإسلامية، أعلى هيئة شرعية في الأزهر، أن إنشاء سلفيين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعد خروجا وافتئاتا على دوره ودور الدولة بسلطاتها الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، فيما قرر مسيحيون بمصر تشكيل هيئة لـ«النهي عن المنكر» ردا على حركة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التي أسسها سلفيون في مصر، وقالوا إنها تقوم بالتضييق على الحريات الفردية للنساء والرجال. وصرح المحامي المسيحي ممدوح نخلة رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان بأنه بدأ في تشكيل هيئة مهمتها الدفاع عن مصففي الشعر ومحال الملابس النسائية.

وقال نخلة إن تشكيل الهيئة المسيحية للنهي عن المنكر يأتي كرد فعل على الهيئة التي شكلها من يدعون الانتماء للسلفيين، على حد قوله، مشيرا إلى أن حزب النور السلفي أعلن عدم مسؤوليته عن تشكيل تلك الهيئة.

وقال نخلة لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة المسيحية «ستكون مهمتها الدفاع عن المساجد التي بها أضرحة التي يستهدفونها ومحلات تصفيف شعر النساء وحلاقة شعر الرجال ومحلات الملابس النسائية»، مشيرا إلى أنه عرض الأمر على البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس للحصول على موافقته على إنشاء تلك الهيئة، موضحا أنه حتى الآن لم تعترض الكنيسة.

وأضاف: «بدأنا تسجيل أسماء الشباب الراغب في الانضمام لنا، وسيكون العمل في الهيئة تطوعيا وعلى شكل لجان شعبية ودون مقابل»، مشيرا إلى أن الشباب المختارين يجب أن يكونوا من ذوي الأجسام الضخمة المدربين على رياضات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والملاكمة للدفاع عن أنفسهم وعن الأماكن التي سيتولون حمايتها إذا اعتدى عليهم السلفيون، على حد قوله.

وقال نخلة: «إذا ما تعرض السلفيون لأي مكان نحميه سنبدأ معهم بالحديث لإبعادهم لكن إذا لم يستجيبوا يجب أن نكون مستعدين لرد أي اعتداء»، موضحا أن عمل الهيئة المسيحية للأمر بالمعروف سيبدأ عشية احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد بعد غد (الجمعة) بتأمين الكنائس التي تجرى فيها الاحتفالات.

واتهم نخلة وزارة الداخلية بالتواطؤ مع السلفيين لإنشاء تلك الهيئة، قائلا: «صمت سلطات الأمن على ما تفعله الهيئة السلفية هو موافقة ضمنية على نشاطهم، وما نقوم به من عمل لإنشاء تلك الهيئة مرهون بعودة الأمن لأداء دوره، فإن عاد توقفنا». وأضاف: «طالما الأمن لم يعد لممارسة دوره فيكون من حق المسيحيين وكل أقلية أن تلجأ لما تراه مناسبا لحماية أفرادها».