عصائب أهل الحق «تخلط» أوراق المؤتمر الوطني.. والصدريون يهددون بمقاطعته

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: لا تزال نواياهم في مرحلة الاختبار

TT

لا تزال خطوات المؤتمر الوطني العراقي المزمع عقده في غضون الأسبوعين المقبلين تراوح مكانها. العقبات بدأت تزداد أمام المؤتمر سواء من حيث مكان وزمان انعقاده أو حتى على صعيد ما قد تخرج عنه من مقررات.

راعي المؤتمر رئيس الجمهورية جلال طالباني تعرض إلى أقوى تهمة من قبل قيادي بائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي حين دعا إلى تطبيق قانون مكافحة الإرهاب بحقه لإيوائه نائبه طارق الهاشمي المطلوب للقضاء العراقي. وبينما قدم أربعة من أبرز قادة التحالف الوطني اعتذارهم للكرد على خلفية ما اعتبر إساءة بالغة بحق مقام رئاسة الجمهورية من النائب حسين الأسدي فإن التحالف الكردستاني لا يزال مصرّا على أن يقدم الأسدي اعتذارا شخصيا لطالباني. القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أضافت عقبة أخرى باستمرار تعليق عضويتها في البرلمان وفي الحكومة معا.

وآخر العقبات تلك التي وضعها الصدريون بسبب رغبة بعض الجهات (في إشارة إلى دولة القانون بزعامة المالكي) دعوة جماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عن التيار الصدري لحضور المؤتمر الوطني. وهدد الصدريون في بيان رسمي صدر عن رئيس كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان بهاء الأعرجي بمقاطعة المؤتمر في حال تم توجيه الدعوة للعصائب. وأوضح البيان أن «كتلة الأحرار سيكون لها موقف من المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني إذا وجهت لعصائب أهل الحق الدعوة للمشاركة في المؤتمر»، مبينا أنه لم يسمع بـ«إشراك العصائب في المؤتمر الوطني». وأضاف الأعرجي أن «المؤتمر الوطني وإن كان يضم جهات غير مشتركة في العملية السياسية إلا أنها دخلت في الانتخابات ولم تفُز»، مؤكدا ضرورة أن «يكون المشاركون في المؤتمر موجودين في العملية السياسية ومشاركين في الانتخابات سواء تحققت لهم المقاعد أم لم تتحقق».

وحول ما إذا كانت هناك مؤشرات بشأن دعوة «عصائب أهل الحق» لغرض المشاركة في المؤتمر، أكد القيادي في التيار الصدري والنائب في البرلمان العراقي جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العصائب نفسها وطبقا للمؤشرات ترغب في المشاركة في المؤتمر وهو أمر مبكر جدا لمثل هذه المسائل، علما أن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر كان واضحا في تشخيص هذه الجماعة التي بدأت الآن تركض بسرعة باتجاه العملية السياسية وهو أمر من شأنه إثارة الكثير من علامات الاستفهام». وأوضح الجبوري أن «من المنطقي والمعقول أن تشارك في المؤتمر الوطني الجهات التي شاركت في العملية السياسية ودخلت الانتخابات سواء فازت أم لم تفُز لأنها جزء فاعل من المشهد السياسي وينبغي أن تكون لها كلمة في كل ما يجري»، مشيرا إلى أن «دعوة جهات أو التلويح بدعوتها وهي لا تزال غير معروفة النوايا والتوجهات أمر يمكن أن يربك العملية السياسية أكثر مما ينفعها». وأشار إلى أن «الكثير من الجهات والفصائل المسلحة ومنها (عصائب أهل الحق) وغيرها لا يزال موقفها غير واضح أمام القانون وما زلنا لا نعرف من كان ضد الاحتلال ومن كان معه ومن هو ضالع في إراقة الدم العراقي أم لا»، معتبرا أن «مرحلة الفرز الحالية لا تتيح التسرع في دعوة جهات مثل هذه، فضلا عن أنها هي ينبغي ألا تعطي الحق لنفسها بأن تكون جزءا من المشهد السياسي بأثر رجعي». وأكد القيادي الصدري: «إننا نقول بوضوح إن دعوة العصائب التي شخص زعيم التيار الصدري توجهاتها والأهم في هذه التوجهات هو استعجالها الدخول في العملية السياسية، لن تساعد على تنقية الأجواء في البلد حاليا». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد شن في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات عنيفة ضد «عصائب أهل الحق» متهما إياها بقتل العراقيين طوال السنوات الماضية، فيما اعتبرت العصائب موقف الصدر منها بأنه نوع من «الإسقاط السياسي».