رومني يكسب أول سباق تمهيدي متبوعا بسانتوروم «المفاجأة»

معركة أيوا تعيد ترتيب المتنافسين الجمهوريين.. والخاسرون يبدأون التفكير في الانسحاب

رومني ينظر في ساعته وتبدو زوجته آن بجانبه داخل الطائرة التي أقلتهما من أيوا باتجاه نيوهامشير أمس (رويترز)
TT

فاز ميت رومني في الانتخابات التمهيدية بولاية أيوا، متقدما بفارق 8 أصوات فقط على منافسه ريك سانتوروم في هذا التصويت الذي يعطي إشارة الانطلاق لعملية تسمية المرشح الجمهوري الذي سينافس الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.

ونال رومني، الحاكم السابق لماساتشوستس وأحد المرشحين الأكثر اعتدالا، 30 ألفا و15 صوتا مقابل 30 ألفا و7 أصوات لمنافسه المحافظ المتشدد سانتوروم الذي حل ثانيا بشكل غير متوقع. وشارك 122 ألفا و255 ناخبا جمهوريا في 1774 مجلسا انتخابيا ما يشكل نسبة مشاركة قياسية.

ونال رومني وسانتوروم، 25% من الأصوات لكل منهما، فيما حل رون بول ثالثا بحصوله على 21% من الأصوات. ونال نيوت غينغريتش 13% من الأصوات متقدما على ريك بيري (10%) وميشال باكمان (5%).

وأعلنت النتائج النهائية للانتخابات التمهيدية فجر أمس في ختام انعقاد مجالس الناخبين في هذه الولاية. وتعكس هذه النتائج قدرة رومني، الذي كان ترتيبه الرابع قبل أسبوعين فقط، على التقدم أكثر عن بقية المرشحين، خاصة أن الانتخابات التمهيدية التالية، والمقررة الثلاثاء المقبل، ستكون في ولاية نيوهامشير، حيث يتمتع رومني بتأييد كبير. وبينما كان سانتوروم في مؤخرة الترتيب قبل أسبوعين، صعد فجأة وكاد أن يفوز على رومني، وذلك بسبب تأييد الجمهوريين المتطرفين (حزب الشاي) له.

وهنأ رومني منافسه سانتوروم على «فوزه» معتبرا أنه فوز له أيضا. وبينما احتفل الاثنان بتقدمهما، أعلنت باكمان أمس إنهاء حملتها الانتخابية كما قال ريك بيري، حاكم ولاية تكساس، قال: إنه سيعقد جلسة لمستشاريه ومساعديه لبحث مستقبل حملته، وهو الأمر، الذي اعتبره محللون، تمهيدا لانسحاب محتمل.

وأثار المرشح رون بول، انتباه المراقبين، خاصة أنه كان قبل أسبوعين في مقدمة الترتيب. وقال بول في خطاب لمؤيديه: إن المرتبة الثالثة معناها «تذكرة من ثلاثة تذاكر» للسفر نحو البيت الأبيض. وانتقد سانتوروم الذي حل ثانيا، وقال إنه لا مستقبل له بعد ولاية أيوا، وأشار إلى أنه ما كان يحصل على المركز الثاني لولا تأييد يمين الحزب الجمهوري له، ممثلا في حزب الشاي. غير أن بول اشتكى من قلة إمكانياته المادية. وقال: «سنواصل، وسنجمع الأموال، وسنعتمد على المتطوعين».

وقال خبراء أميركيون إن ديانة رومني (المرمونية المسيحية)، أكسبته عداء المسيحيين اليمنيين، وغالبيتهم بروتستانت. ويعتقد أن غينغريتش كما باكمان وبيري كانوا كلهم يحظون بتأييد المسيحيين اليمينين قبل تحول هؤلاء نحو سانتوروم.

وحسب التقاليد الانتخابية الأميركية، يتنافس مرشحو كل حزب في انتخابات تمهيدية في عدة ولايات. ثم يرسل الحزب في كل ولاية مندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب الذي يعلن مرشح الحزب للرئاسة. وأجريت الانتخابات التمهيدية في قرابة ألفي مركز في مدارس أو كنائس أو أماكن عامة، واشترك فيها أكثر 100 ألف ناخب جمهوري.

إلى ذلك، رأى القائمون على حملة الرئيس أوباما، في أول معركة لاختيار المرشح الجمهوري نصرا للمرشحين «المتطرفين». وقال مدير حملة أوباما جيم ميسينا في بيان أن «أجندة حزب الشاي المتطرف حققت نصرا واضحا»، وأضاف: «بغض النظر عن المرشح الجمهوري، فنحن نتنافس مع شخص أعتنق تلك الأجندة ليحقق الفوز والتي تتلخص بالتعهد بالسماح للسوق المالية بوضع قوانينها بنفسه، وأن يقضي على التأمين الصحي (ميدي كير) بشكله المعروف حاليا، وإلغاء حقوق المثليين، والإبقاء على القوات في العراق إلى أجل غير محدد، والحد من حقوق النساء في الاختيار، والقضاء على الضمان الاجتماعي من أجل تمويل الاقتطاعات الضريبية لأصحاب المليونيرات والشركات».

وبعد أيوا، سيجري تنظيم انتخابات تمهيدية في نيوهامشير في العاشر من الشهر الحالي، ثم في ولاية كارولينا الجنوبية في 21 من الشهر ذاته، وفي ولاية فلوريدا في آخر يوم في الشهر. غير أن أكبر انتخابات تمهيدية ستجرى في السادس من مارس (آذار) في 10 ولايات في يوم يسمى «الثلاثاء الكبير».