الحكومة المغربية الجديدة تعقد أول اجتماع اليوم.. وواشنطن تعلن استعدادها للتعاون ودعم الإصلاحات

بن كيران: آن الأوان لإعادة بناء المغرب بطريقة صحيحة

TT

تعقد الحكومة المغربية الجديدة صباح اليوم أول اجتماع لها بعد أن تسلم كل أعضائها مهامهم أمس. وجاء الإعلان عن موعد انعقاد مجلس الحكومة في أول بيان أصدره عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، بعد تسلمه لمهامه صباح أمس كرئيس للحكومة الجديدة بعد تعيينها رسميا من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأعرب بن كيران، خلال تسلم مهامه من خلفه عباس الفاسي، عن اعتزازه بالثقة التي وضعها فيه الملك محمد السادس، مشيرا إلى أنه «آن الأوان بعد أن قطعت المملكة مراحل صعبة لإعادة بناء المغرب بطريقة صحيحة».

وأكد بن كيران أن الحكومة الجديدة ستعمل على «تصحيح سوء الفهم القائم بين الإدارة والمواطن انطلاقا من المفهوم الجديد للسلطة الذي أطلقه الملك منذ توليه الحكم، حتى تكون السلطة والإدارة في خدمة المواطن، ويقوم المواطن بالمقابل بواجباته لمساعدة الإدارة».

وأشار بن كيران إلى أن اللجنة التي تعمل على التصريح الحكومي، الذي يتضمن برنامج الحكومة والتزاماتها، شارفت على إنهاء أشغالها، دون أن يعلن عن موعد لتقديم التصريح الحكومي أمام البرلمان. واكتفى بالقول إن ذلك سيكون خلال الآجال الملائمة.

ومن جانبه أشاد عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها، بخصال بن كيران، وأشار إلى أن من بين أسباب نجاح بن كيران اعتماده على سياسة القرب والاستماع للمواطنين وتقاسم آمالهم وآلامهم، معتبرا أن «أمامه مسؤولية عظمى بالنظر لكون المغرب أصبح ورشا كبيرا للإصلاحات».

ومن جهته أكد سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي الجديد، والرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية، خلال تسلم مهامه من سلفه الطيب الفاسي الفهري، عزمه على «مواصلة العمل الدبلوماسي في إطار التوجهات التي سطرها المغرب من قبيل تنويع الشركاء الدوليين والتوازن في المواقف الدولية».

وأعرب العثماني، الذي كان يتحدث خلال حفل تسليم مهامه مساء أول من أمس في الرباط، عن سعادته لتعيين يوسف العمراني للعمل إلى جانبه كوزير منتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، منوها بالخبرات التي يتوفر عليها هذا الأخير في المجال الدبلوماسي.

ويعتبر العثماني، وهو طبيب نفسي وحاصل على الدكتوراه في العلوم الشرعية، من الأعضاء المؤسسين لحركة الجماعة الإسلامية إلى جانب بن كيران سنة 1981، التي تحولت بعد ذلك إلى جماعة الإصلاح والتجديد، ثم إلى جماعة التوحيد والإصلاح، التي ستعيد توحيد الفصائل المنشقة عن حركة الشبيبة الإسلامية المغربية في 1996، قبل أن تتحالف مع حزب الحركة الدستورية الديمقراطية، الذي سيتحول إلى حزب العدالة والتنمية. وشغل العثماني منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من 1999 إلى 2004، ثم تولى الأمانة العامة للحزب بعد وفاة زعيمه المؤسس عبد الكريم الخطيب من 2004 إلى 2008، ويشغل حاليا منصب رئيس المجلس الوطني للحزب مند 2008.

كما تولى العثماني عدة مهام برلمانية خلال ولاياته النيابية الثلاث مند 1997، منها نائب رئيس مجلس النواب، ونائب رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني، وعضو لجنة تقصي الحقائق حول أحداث أكديم أزيك في العيون. ويخلف العثماني على رأس الدبلوماسية المغربية الفاسي الفهري، الذي عينه العاهل المغربي مستشارا بالديوان الملكي.

إلى ذلك، أعربت فرنسا أمس عن «تهنئتها الحارة» ليوسف العمراني الذي عيّن وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية والتعاون في الحكومة المغربية الجديدة، وأشادت باريس بالعمل «بالغ الأهمية» الذي أنجزه كأمين عام للاتحاد من أجل المتوسط، والذي مكن من إعطاء «الدفعة الضرورية للاتحاد من أجل المتوسط والنهوض بالكثير من المشاريع». وكانت فرنسا التي تتولى الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط قد دعمت ترشيح الدبلوماسي المغربي لمنصب الأمين العام لهذه الهيئة الأوروبية المتوسطية التي تروم تعزيز الاندماج والعلاقات بين 43 دولة منخرطة في الاتحاد من أجل المتوسط. وبدورها أشادت واشنطن بتعيين العاهل المغربي للحكومة الجديدة، وعبرت عن استعدادها للتعاون معها بهدف تعزيز الإصلاحات الديمقراطية، حسب تصريح إدغار فاسكيز، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية.