نائب إخواني لـ «الشرق الأوسط»: رفضنا محاولات إيرانية للتفاوض معنا مقابل بقاء الأسد

قال إن بشار طلب من خامنئي إيجاد مخرج

TT

أعلن فاروق طيفور، نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا أنه رفض مبادرة لموفدين إيرانيين من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، حاولوا اللقاء به والتواصل معه منذ شهرين، عبر وسيط تركي على علاقة بالطرفين، لبحث القضية السورية.. عارضين تقديم 4 مناصب وزارية أو أكثر لـ«الإخوان المسلمين»، مع تمسكهم بشرط وحيد وهو بقاء بشار الأسد في الحكم.

وقال طيفور لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات التي وصلتنا، يبدو أن هناك تغيرا ما طرأ على الموقف الإيراني في المرحلة الأخيرة، وسيعلن عنه في وقت قريب. وأهم أسباب هذه التغيرات هي رسالة سريعة بعث بها بشار الأسد إلى خامنئي يقول له فيها إن الوضع السوري أصبح صعبا، طالبا منه إيجاد مخرج لهذا المأزق».

وأكد طيفور أن «المبادرة الإيرانية» قوبلت بالرفض القاطع، نظرا إلى الدور السلبي الذي تلعبه إيران في مواجهة ثورة الشعب السوري، إضافة إلى الدعم المالي والعسكري والفني الذي تقدمه للنظام السوري.

وعن تفاصيل هذه «المباحثات»، قال طيفور: «في بداية الأمر، طلبوا اللقاء لتبادل وجهات النظر في ما يتعلق بالمستقبل السوري.. وكان جوابي: إننا لن نلتقي بهم إلا بعد أن تغير إيران موقفها من الثورة السورية، ووقوفها مع الظالم ضد المظلومين»، مشيرا إلى الدور الذي تقوم به إيران ووقوفها إلى جانب بشار الأسد ودعمها له بالمال والسلاح والقدرات الفنية، ومعتبرا إياهم مشاركين في قتل الشعب السوري». وأضاف: «وفي المحاولة الثانية، أكدوا لنا أن شرطهم الوحيد هو بقاء بشار الأسد في الحكم، أما القضايا الأخرى فهي قابلة للبحث، عارضين علينا 4 مناصب وزارية أو أكثر، كذلك، كان ردنا الطبيعي أن هذا الشرط هو المشكلة الأساسية بالنسبة لنا ولن نوافق على استمرار الأسد، الذي يتحمل مسؤولية الجرائم التي تحصل في سوريا، في الحكم تحت أي شرط».

وأكد طيفور أن المحاولة الثالثة التي قام بها الموفدون الإيرانيون هي أنهم «على استعداد لتعديل الموقف الإيراني المعلن، وهذا ما انعكس في التصريحات التي أطلقها كل من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والخامنئي، عندما قال إن للشعب السوري الحق في المطالبة بحقوقه، لكننا كذلك لم نغير موقفنا، وأكدنا لهم أن ما يهمنا هو التغيير الجذري والعملي لهذه التصريحات. وتوقفت هذه الاتصالات التي استمرت نحو أسبوع عند هذا الحد».

ورغم تأكيده أن أي تغيرات ملموسة لم تظهر في السلوك الإيراني، يلفت طيفور إلى أن تغيرا ما قد طرأ على الموقف الإيراني في المرحلة الأخيرة، وسيعلن عنه في وقت قريب، قائلا: «هذا ما أعلمني به الوسيط التركي الذي التقيته أخيرا بعد زيارة له إلى إيران، كان قد التقى خلالها مسؤولين إيرانيين». وأضاف: «أبرز أسباب هذه التغيرات هي رسالة سريعة بعث بها بشار الأسد إلى الخامنئي يقول له فيها إن الوضع أصبح صعبا، طالبا منه إيجاد مخرج لهذا المأزق».

وعن علم أي جهة رسمية تركية بهذه «المبادرة الإيرانية»، قال طيفور «لا أعرف عما إذا كانوا يعرفون بها، ولم أتكلم مع أحد منهم في هذا الأمر، لكنني أعتبر أنه طالما لم يصلوا معنا إلى نتائج معينة أو لقاء فالموضوع بالنسبة لنا ليس بالأمر المهم».

وفي السياق ذاته، رأى طيفور أنه على إيران وحزب الله أن يعيدوا دراسة موقفهم من القضية السورية، قائلا: «من المفترض أن يكون موقفهم إلى جانب الشعب السوري، لأن الحكام عابرون والشعب هو الذي يبقى في نهاية الأمر». وأوضح «موقفنا من إيران وحزب الله ليس موقفا طائفيا ومذهبيا، لكن نخشى أن ما يقوم به هذان الطرفان تجاه الشعب السوري قد ينعكس سلبا على العلاقة بين السنة والشيعة، ونأمل أن يعدلوا في مواقفهم كي تندمل الجروح التي تسببوا بها قبل أن يترسخ الشرخ بين الطرفين».