إيران توافق على الحوار مع مجموعة الستة حول برنامجها النووي بضيافة أنقرة

الناطق باسم الخارجية التركية لـ «الشرق الأوسط»: نقلنا إلى طهران هواجسنا العراقية

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يرحب بوزير الخارجية التركي أمس، حيث يزور طهران لإجراء محادثات تستمر ليومين (إ.ب.أ)
TT

أبدت إيران استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا في تطور وصفته تركيا بأنه «إيجابي جدا»، مبدية الاستعداد لاستضافة هذه المحادثات «وكل ما يطلب منها في هذا المجال»، بينما كشف الناطق باسم خارجيتها سلجوق أونال لـ«الشرق الأوسط» عن أن الملف العراقي كان حاضرا بقوة في اللقاءات بين الوفدين التركي والإيراني خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو إلى طهران. وأوضح أن الوفد التركي شارك الإيرانيين «الهموم التركية في ما يتعلق في الملف العراقي»، نافيا ما تردد عن طلب تركي من طهران التوسط لدى رئيس الوزراء العراقي المقرب منها لحل الأزمة القائمة مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المعروف بعلاقته الجيدة مع الأتراك.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في طهران أمس استعداد إيران لاستئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 في تركيا. وقال صالحي إن وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون تحدثت هاتفيا مع داود أوغلو لترى ما إذا كانت تركيا تستطيع استضافة اللقاء المقبل مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا)، وقد رد بالإيجاب.

وأضاف: «أعتقد أن تركيا هي المكان الأفضل لإجراء المفاوضات، لكن على الطرفين أن يتفقا». وكرر صالحي القول «نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات النووية».

وقال داود أوغلو من جهته إنه نقل رسالة من أشتون إلى المسؤولين الإيرانيين قالت فيها إنها تنتظر الرد الإيراني على رسالتها الأخيرة التي بعثت بها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وأكدت فيها أن الدول الكبرى مستعدة لاستئناف المفاوضات.

وأوضح داود أوغلو أنه نقل رسالة أشتون، بناء على طلبها، إلى المسؤولين الإيرانيين الذين أعربوا أيضا عن رغبة إيران في استئناف المفاوضات. وأضاف «المهم هو أن تستمر المحادثات. وتركيا تدعم كل خطوة إيجابية في هذا المجال».

وقد أجريت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 في إسطنبول في يناير (كانون الثاني) 2010، لكنها لم تسفر عن أي اتفاق.

ولم يكن الملف السوري أساسيا في هذه المحادثات على ما يبدو، على الرغم من العاصفة التي خلفها كلام رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي لجهة مطالبته تركيا بتغيير موقفها من الوضع السوري كمؤشر على تحسن العلاقة مع طهران. وكان داود أوغلو قال إن المسؤولن الذن تخاطبهم أنقرة في إران هم رئس الجمهورة ووزر الخارجة ورئس البرلمان الإيراني، بينما نقلت مصادر في الوفد التركي عن داود أوغلو أن وزر الخارجة الإراني علي أكبر صالحي قال له إن مستو العلاقات بن إران وتركا واضح، وإن إران لا تشعر بأي تهدد من جانب تركا، وإن العلاقات بن البلدن عالة المستوى. وقال الناطق باسم الخارجية التركية سلجوق أونال لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء بين الجانبين «روتيني» ويأتي بناء لاتفاق سابق بعقد لقاءات دورية نصف سنوية بين الطرفين، لكنه أشار إلى أن هذا اللقاء ستعقبه لقاءات أخرى ستجمع الطرفين في إسطنبول في 18 الجاري على هامش لقاء اقتصادي تركي - إيراني، وأيضا في أذربيجان خلال قمة اقتصادية تركية - إيرانية - أذربيجانية. وأضاف أونال أن العلاقات بين البلدين «وثيقة»، مشيرا إلى أن هناك 15 مليار دولار من التبادل التجاري بين البلدين، وهناك نية سياسية على تعزيز هذا التعاون وزيادة حجم التبادل.

وردا على سؤال عن دعوة إيران تركيا لتغيير موقفها من سوريا، قال أونال إن «هذا الكلام الذي صدر عن بروجردي سمعناه عبر وسائل الإعلام، لكننا لم نسمه ما يشبهه في اللقاءات الرسمية التي أجريناه أول من أمس واليوم (أمس)». وأضاف: «إن سياستنا في ما يتعلق بالملف السوري تقوم على ثوابت أبرزها دعم المطالب المحقة للشعب السوري، وإن هذه المطالب يجب ألا تقابل بالقمع والقتل والعنف»، مشيرا إلى أن تركيا دعت أكثر من مرة إلى الحوار سبيلا لحل المشاكل، وهو ما تفعله إيران أيضا التي تتخذ موقفا مشابها لجهة التأكيد على الإصلاحات والحوار، وهم وجهوا نصائح بهذا الخصوص إلى الجانب السوري كما فعلنا نحن. ونفى أونال أن يكون داود أوغلو قد طلب «مساعدة» إيرانية في الملف العراقي، مشيرا إلى أن الجانب التركي «شارك الإيرانيين مخاوفه ورؤيته للواقع العراقي الحالي من منطلق أنهم مثل تركيا، جيران للعراق ويهمهم استقراره». وقال: «نحن نعتقد أن الوضع العراقي يجب أن يكون مستقرا، والعراق يمكن أن يكون نموذجا في المنطقة في ما خص الإصلاح والديمقراطية»، مشيرا إلى أن بعض الناس (نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي) يواجهون إجراءات، ونحن نعتقد أنه مهما كانت هذه القضايا فلا بد من التعاطي معها بأسلوب حضاري يعتمد الحوار أساسا لحل المشكلات، موضحا أن الملف العراقي سيبقى موضع نقاش ومحادثات إيرانية - تركية.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، نفى أونال أن يكون داود أوغلو قد حمل معه رسالة تهديد أميركية. وقال: «نحن نعتقد أنه لا يجب أن تمتلك أي دولة في المنطقة السلاح النووي، لكن البحث عن مصدر للطاقة السلمية أمر شرعي ولا يجب التخلي عنه». وأضاف: «من الجيد أنهم (الإيرانيون) يتحدثون مع الأوروبيين ومع الأمم المتحدة حول هذا الملف، لأن التفاهم سوف يجنب إيران المزيد من العقوبات». وأشار إلى أن أشتون أبلغت الجانب التركي الاستعداد للحوار مع الجانب الإيراني، وأن الإيرانيين أبلغوا الجانب التركي بدورهم بترحيبهم بهذا الحوار وهذا تطور إيجابي. وإذ نفى وجود «وساطة تركية» في هذا الموضوع بعد فشل الوساطة السابقة، أبدى الاستعداد لأي دور يطلب منا في هذا المجال ومنه استضافة هذه المباحثات.

وكان داود أوغلو التقى صباحا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، ومساء توج زيارته باجتماع مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي استعداد إيران لاستئناف المفاوضات النووية مع بلدان مجموعة 5+1 في تركيا. وقال صالحي إن وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون تحدثت هاتفيا مع داود أوغلو لترى ما إذا كانت تركيا تستطيع استضافة اللقاء المقبل مع مجموعة 5+1، وقد رد بالإيجاب. وأضاف «أعتقد أن تركيا هي المكان الأفضل لإجراء المفاوضات، لكن على الطرفين أن يتفقا». وكرر صالحي القول «نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات النووية».

وفي ما يخص موضوع نشر منظومة الدفاع الصاروخي لحلف الناتو في الأراضي التركية نوه داود أوغلو بأنها لا تشكل أي خطر على إيران، مشددا على أن المنظومة دفاعية بحتة. كما أكد أن تركيا لا تنظر إلى إيران بمثابة مصدر للخطر، مشيرا إلى وجود ثقة متبادلة بين أنقرة وطهران.

وشدد الطرفان على أهمية التعاون فيما بينهما. فقد قال صالحي إن تركيا وإيران دولتان لهما دور مؤثر في المنطقة، وإن التعاون بينهما يضمن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى وجود نقاط مشتركة بين البلدان فيما يخص التطورات الأخيرة في المنطقة، مضيفا أن إيران وتركيا تؤيدان الحركات الشعبية في جميع الدول وتعارضان التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف دعمه الجهود التي تبذلها موسكو لحل مشكلة الملف النووي الإيراني عبر الوسائل الدبلوماسية، كما قال الكرملين. وأضاف الكرملين في بيان «تحدث ديمتري ميدفيديف بارتياح عن الموقف الإيجابي للرئيس الإيراني حيال المبادرة الروسية، وهي خطة لإعادة الثقة تدريجيا بالبرنامج النووي الإيراني».