عزل دمشق عن ريفها.. والسوريون يخرجون في «جمعة تدويل الأزمة»

حمص تبدأ اعتصاما بالخالدية.. وإطلاق نار على متظاهرين أمام وفد المراقبين في مدينة عربية

صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت» لمظاهرة تطالب باسقاط النظام في حاس بادلب
TT

بينما توافق الناشطون السوريون على الخروج اليوم في مظاهرات يوم جمعة تحت اسم «إن تنصروا الله ينصركم» للمطالبة بتدويل الأزمة، لاقتناعهم أنه السبيل الوحيدة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة بعد أن وصل عدد القتلى على يد الأمن السوري أمس إلى نحو 30 قتيلا.

وفي تطور لافت، قامت السلطات السورية بتعزيز الحواجز على مداخل مدينة دمشق العاصمة، مع قطع بعض الطرق الواصلة بين دمشق وريف دمشق، حيث تم حد تدفق المقبلين إلى دمشق بشكل كبير، وسط دعوات للتظاهر والاعتصام في ساحات المدينة.

وبحسب مصادر محلية، فقد تم نشر عدد كبير من قوات الجيش والأمن والحواجز على مفارق الطرق بين المدن، كما تم إغلاق طريق دمشق درعا، وتم تعزيز الحواجز عند مدينة حرستا وانتشرت عناصر الأمن والجيش في المدينة عند سوق الهال مع نصب حواجز مؤقتة ترافقت مع حملة اعتقالات عشوائية هناك.

وفي مدينة دوما، جرى إطلاق النار لتفريق مظاهرة نسائية خرجت أمام المحكمة الشرعية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلة فاتن رجب، حيث جرت محاصرة المتظاهرات مع إطلاق نار عشوائي لترهيب الأهالي.

كما ذكر ناشطون أن حافلات محملة بعناصر من الأمن والشبيحة تم نشرهم في ساحة مدينة زملكا، وتم إغلاق المعبر بين بلدة زملكا وحي القابون بحواجز إسمنتية ترافقت مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحواجز. وتم نشر الشبيحة على الشارع العام وأمام المدرسة الريفية باللباس المدني، وأرسلت تعزيزات أمنية إلى مدينتي عربين وحمورية ونشر القناصة فوق أسطح الأبنية السكنية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن نحو 30 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش، معظمهم سقطوا في حمص.

في غضون ذلك، واصل المراقبون العرب مهمتهم في سوريا، بينما أعلنت السلطات السورية عن إخلاء سبيل 552، معتقل سياسي قالت إنهم ممن «تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء»، وتعد هذه الدفعة الرابعة من المعتقلين المفرج عنهم خلال الشهرين الأخيرين.

وقال ناشطون إن وفد المراقبين زار أمس مدينة عربية، وإنه تمت دعوة الأهالي عبر المآذن للتوجه إلى الساحة وملاقاة المراقبين. ولدى تجمع مئات الأهالي فوجئوا بانتشار قوات الأمن والشبيحة بلباس مدني، ومع ذلك خرج المجتمعون في مظاهرة تزامنا مع وصول اللجنة. وقال الناشطون إنه جرى إطلاق نار على المتظاهرين من قبل القناصة الموجودين على أسطح الأبنية، مما أسفر عن إصابات كثيرة بين المتظاهرين. الأمر الذي اضطر وفد المراقبين لمغادرة المكان فورا، وجرى ذلك أثناء نقل المظاهرة على البث المباشر لقناة «الجزيرة».. إلا أنه وبعد مغادرة المراقبين، وصلت تعزيزات من الأمن والشبيحة وتم تنظيم مسيرة مؤيدة للنظام.

وفي مدينة حمص بدأ المتظاهرون في حي الخالدية يوم أمس اعتصاما مفتوحا شارك فيه المئات، حيث جرى نصب خيام بنية النوم في ساحة داخل حي الخالدية جرى تأمينها من قبل المتظاهرين، الذين تجمعوا حول مجسم لساعة حمص، الذي يعد رمز المدينة، بعد أن قامت السلطات السورية بقمع وحشي لاعتصام حاول أهالي حمص تنفيذه منذ نحو ثمانية أشهر في ذات الساحة. ويوم أمس تم البدء بالاعتصام بعد أيام من الهدوء النسبي تشهده المدينة، على خلفية زيارة المراقبين العرب لأحيائها.

وفي مدينة حلب، خرجت مظاهرة في حي المرجة، مقابل جامع الحسن والحسين، استمرت لعدة ساعات بحضور وفد من المراقبين العرب، الذين وصلوا إلى حلب يرافقهم عناصر الأمن والشبيحة، ومنعوا التواصل بينهم وبين المتظاهرين، واستمرت المظاهرة إلى أن تم قطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء المدينة.