«معهد واشنطن» يبث تصريحات الغنوشي.. و«النهضة» تتمسك بتكذيبها

تسجيل باللغة العربية عبر الإنترنت لتصريحاته في العاصمة الأميركية عن الثورات العربية والملكيات

راشد الغنوشي
TT

رغم أن زعيم حزب «النهضة» التونسي راشد الغنوشي كذب في تصريحين منفصلين لـ«الشرق الأوسط» ما نسبه إليه «معهد واشنطن للشرق الادنى» الشهر الماضي حول موقفه من الملكيات وانتقال الثورة العربية إليها، فإن المعهد الاميركي لم يسكت عند تكذيب الغنوشي لما نشره، وفي استجابة لطلب نشر التسجيل من عدة جهات، بث تسجيلا على الانترنت أظهر وبوضوح كلام الغنوشي الذي قال فيه «الجمهوريات توشك أن تنتهي ويبدأ دور الملكيات في السنة القادمة» في الثورات والاضطرابات في العالم العربي. وأضاف «الحكام الآن وضعتهم هذه الثورات أمام خيار صعب.. ولا بد أن تعاد السلطة للشعب». وزاد «الموجة لن تقف محترمة لحدود لأنهم ملوك».

وكانت التصريحات التي نشرها المعهد الشهر الماضي ونسبها للغنوشي قد أثارت جدلا كبيرا وردود أفعال عكست استياء في اوساط عربية. وسبق أن كذب الغنوشي ما نسب إليه في تصريحين خص بهما «الشرق الأوسط» وأكد على أنها ملفقة، لكن المعهد لم يقبل أن تنتهي القصة عند هذا الحد وأخرج تسجيلا يتضمن حديث زعيم حركة النهضة. ولكن تقول مصادر مقربة من الغنوشي ان التسجيل لا يحتوي على كل الندوة التي قام بها الغنوشي في واشنطن. وأوضح المركز في موقعه على الإنترنت أن 25 دقيقة منقوصة ولم يتم تسجيلها لأسباب تقنية.

لكن مصدرا مقربا من الغنوشي قال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن اقتطاع جزء (25 دقيقة) من الشريط يطرح تساؤلا ويعتبر غريبا، وأضاف «بعد استماعي للشريط، أرى أن كلام الشيخ جاء في سياق تحليلي للثورات العربية وأنها موجة لا تتوقف عند حدود أي دولة إلا إذا قام الحكام بإصلاحات تحول دون قيام ثورة، وعبر الشيخ عن أمله بأن يقوموا بالإصلاحات، وذكر المغرب كمثال».

من جهته، اعتبر منذر العيادي الذي كان يرافق الغنوشي في مركز واشنطن أثناء حديثه، أن التسجيل لا يحمل أي شيء يناقض ما قاله الشيخ في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» وتكذيبه لما نسب له.

وقال عن مركز واشنطن «هم ليسوا في المستوى، ولم يحترموا أخلاقيات مهنتهم ولا يحترمون ما يقومون به. وأنا كنت حاضرا»، وأضاف «هم كذبوا منذ البداية فتم تحديهم من عدة جهات مختلفة وطلبوا منهم بث التسجيل ففعلوا، رغم أنهم مضوا وقالوا إن الكلام سيكون خارج التسجيل والنشر».

وأوضح في المكالمة الهاتفية مع «الشرق الأوسط» أن «ما حدث بالضبط أن الشيخ سألوه عن المد الثوري في البلدان العربية وهل سيقف، ورد: ابتدأ ولن يقف.. ولم يخص أي بلد، كان يتحدث كمفكر، وقال نفس الكلام في (واشنطن بوست) وأماكن أخرى، كان كلامه بصفة عامة ولم يخص السعودية، وقال إن ابتدأت في تونس ثم ليبيا لأن الشعوب العربية تطمح للحرية والديمقراطية.. بدأت الجمهوريات والممالك حتى الإمارات يمكن أن يأتي دورها. وقال إن هناك من استوعب الدرس وبدأ في الإصلاح الداخلي مثل ملك المغرب الذي دفعه صغر سنه.. ونتمنى أن يواصل إجراءات الإصلاح الداخلية ونتمنى أن تنسج الأنظمة الأخرى على منواله لأن الثورات الدموية مكلفة للشعوب والإصلاح الداخلي يبقى أحسن طريقة للإصلاح الديمقراطي».

وقال منذر العيادي «نرى الآن إصلاحات كبيرة في السعودية. ويقول الله (والفتنة أشد من القتل)، فكيف يقوم الغنوشي بـ(فتنة) وهو شيخ؟.. ». وأضاف «سألوه: حتى السعودية؟.. هو لم يستهدف السعودية.. لكن عندما سألوه عن السعودية أجاب ولم يدع خطابه الناس لأن يثوروا».

وقال السيد الفرجاني عضو المكتب السياسي والمكتب الإعلامي بحركة النهضة عن مركز واشنطن «المرة الأولى أعطوا مقدمة لا علاقة لها بمضمون التسجيل فلما اتصل بهم الأستاذ العيادي أزالوا المقدمة ووضعوا النص كما جاء.. وما قاله الشيخ أساسا ليس تصريحات إعلامية ولا سياسية.. هي مجرد حديث في سياق إجابة عن أسئلة وسياق الحديث لم يكن مقصودا به أي كيان.. هو تحدث عن قاعدة ولم يتحدث في سياق سياسي».

وعن مركز واشنطن قال إنها «جهات معروفة بميولاتها لإسرائيل وحاولت أن تخلق مشكلة بين الأطراف العربية عن طريق تطويع الكلام ووضعه كأنه موجه لبلدان الخليج».

وعن علاقة «النهضة» بالخليج قال الفرجاني لـ«الشرق الأوسط»: «هم إخواننا ولن نقوم بشيء يعكر صفو هذه البلدان، ولا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا أن يمس بأمن واستقرار هذه البلدان، فأمنها واستقرارها هو من صميم أمننا واستقرارنا، ونحن نريد ونسعى لأن تكون علاقاتنا متميزة جدا بشكل استثنائي ومتميز وليس عاديا نتيجة لتقديرنا لجهود هذه البلدان والعلاقة الوطيدة معها بقطع النظر عن التفاصيل وبعض الإشكالات التي قد تحدث هنا أو هناك، هم جزء منا ونحن جزء منهم ولا نريد إلا الخير، ونحن واثقون أن بلدان الخليج هي أكبر وأوعى وأكثر حكمة من أن تنطلي عليها هذه الأساليب الخسيسة»، وأكد أن «إسرائيل وبلدا إقليميا غير عربي حاولا تضخيم المشكلة للوقيعة بيننا وبين بلدان الخليج».