بن كيران: مخالفة القانون من قبل المتظاهرين في تازة غير مسموح به

رئيس الحكومة المغربية: أحزاب الغالبية هي من اقترحت الوزراء المستقلين

عبد الإله بن كيران لدى ترؤسه اجتماعا لحكومته في الرباط أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية الجديد، إنه ليس لديه معلومات دقيقة حول ما حدث أول من أمس من شغب وعنف في مدينة تازة (شرق المغرب)، أثناء تدخل قوات الأمن لتفريق مظاهرات للعاطلين، بيد أنه أكد أن مخالفة القانون من قبل المتظاهرين وإحراق سيارات الدولة والاعتداء على الملك العمومي غير مسموح به، مشيرا إلى أن المطالبة بالحقوق يجب أن تتم في إطار من الالتزام بالقوانين.

وأقر بن كيران، خلال اللقاء الصحافي الذي عقده أمس عقب أول اجتماع للحكومة، وذلك في حضور، عبد الله بها، وزير الدولة، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة، في أول لقاء صحافي يعقده أمس بوجود مشاكل اجتماعية وسياسية كثيرة منها الأعداد الكبيرة للعاطلين عن العمل، والمظاهرات التي تنظمها حركة «20 فبراير»، وقال إن «الحل لهذه المشاكل هو الإنصات والحوار». وزاد قائلا «المطالب المعقولة سنستجيب لها قدر المستطاع، وغير المعقولة سنقول بصراحة إنها غير معقولة».

وقال بن كيران إنه سيلتقي الاثنين المقبل العاطلين للتحاور معهم، والإنصات لمطالبهم، مشيرا إلى أن «مناصب العمل التي يمكن أن توفرها الدولة محدودة، ولا بد أن توزع بشكل ديمقراطي يأخذ الكفاءة بعين الاعتبار».

وأعلن بن كيران عن تشكيل لجنة برئاسة عبد الله بها، وزير الدولة، لتحضير البرنامج الحكومي الذي سيتم التوافق حوله من قبل أحزاب الغالبية. كما أعلن عن أن ميثاق للعمل الحكومي سيعرض على الغالبية للتوقيع عليه.

وأوضح بن كيران، أنه تم خلال اجتماع الحكومة أمس تقديم الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي، والاستماع إلى ملاحظات الوزراء حوله، مشيرا إلى أنه بعد إنجازه سيعرض على المجلس الوزاري برئاسة الملك محمد السادس، ثم على البرلمان للموافقة عليه، دون أن يعلن عن تاريخ محدد لذلك، واصفا أول اجتماع للحكومة بأنه كان «ناجحا».

وأوضح بن كيران أنه ألقى خلال الاجتماع الأول لحكومته «كلمة توجيهية» تناول فيها سياق تشكيل الحكومة الجديدة التي حظيت، في نظره، بمتابعة واسعة من قبل المغاربة، حتى إن معظم الناس أصبحوا يعرفون أعضاءها. وأضاف أن «هذه الحكومة لم تأت للقيام بعمل روتيتي، بل لتساعد على الاستقرار، وتلبية انتظارات الشعب المغربي، وإعادة التوازن وإلغاء سوء الفهم الموجود بين الإدارة والمواطن، بحيث تصبح الدولة والإدارة رهن إشارة هذا المواطن».

وأشار بن كيران إلى أن الحكومة ستواصل دعم ما يعرف بالأوراش الاقتصادية الكبرى، قبل أن يستدرك قائلا إن «هذا لا يعني أن الحكومة ليس لديها برنامجها الخاص، بل لأنه من الطبيعي الاستمرار في دعم المشاريع السابقة إن كانت إيجابية». وقال إن الحكومة الحالية «ستقيم عملها بشكل مستمر، وهي مستعدة للمحاسبة، وتصحيح الخطأ ليس عيبا»، على حد تعبيره.

ورحب بن كيران بردود الفعل الدولية الإيجابية التي تلت الإعلان عن تشكيل الحكومة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وقال إن ذلك يعبر عن وجود «ارتياح عام اتجاه حكومته».

ودافع بن كيران عن تعيين رفيقه عبد الله بها، وزيرا للدولة في حكومته، رغم اعتراض الحزب على مثل هذه المناصب عندما كان في المعارضة. وقال بن كيران متسائلا «هل ترون أن بها لن يفيد بأي شيء؟». وأضاف أن الاعتراض على المنصب كان يحدث عندما كان التعيين يتم «لأسباب غير معقولة، و ترضية لأشخاص، أما وزير الدولة من دون حقيبة فبإمكانه أن يقدم خدمة كبيرة للدولة»، مشيرا إلى أنه لولا بها لما وصل حزب العدالة والتنمية لما وصل إليه. وقال إن الرجل محل تقدير من الجميع، وإن إسناد رئاسة لجنة إعداد البرنامج الحكومي له من قبل باقي الأحزاب المشكلة للأغلبية دليل على ذلك. وحول موقفه من وجود خمسة وزراء غير منتمين في حكومته رغم أنه وعد بتشكيل حكومة سياسية، قال بن كيران «أنا مستبشر بهذه الحكومة، والوزراء اللامنتمون فيها نحن من اقترحناهم، فهذه الحكومة تمثل الأغلبية وليس بالضرورة أن يكون أعضاؤها منتمين سياسيا فالكفاءة هي من أتت بهم إلى الحكومة»، واضعا بذلك حدا لما قيل عن أن الشخصيات غير المنتمية في الحكومة فرضت من قبل القصر.

ووعد بن كيران خلال اللقاء الصحافي الذي حضره عبد الله بها، وزير الدولة، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال، أنه سيحضر كافة جلسات البرلمان العمومية ليراقب فريقه أن كان يعمل بجد أم لا. وكان سلفه عباس الفاسي لا يحضر إلى البرلمان إلى نادرا، وهو ما كان يثير انتقادات واسعة ضده. وقال بن كيران إنه لن يكتفي بالعمل في مكتبه، بل سينزل إلى الميدان.

وردا على سؤال حول الاستياء الذي خلفه تعيين امرأة واحدة في الحكومة، قال بن كيران «لا أرى سببا للاستياء، كل ما في الأمر أنه لم يتيسر تعيين أكثر من امرأة في هذه الحكومة». واعتبر الأمر «مؤسفا»، بيد أنه «لا يعني أن هناك إرادة للتراجع عن المكتسبات التي حققتها المرأة»، على حد قوله، مشيرا إلى أن «الأحزاب حاولت لكن الأمور لم تتم بسهولة». وقال إنه حتى داخل حزبه كان يود تعيين سيدتين في الحكومة، إلا أن واحدة فقط هي بسيمة الحقاوي من حصلت على العدد الأكبر من الأصوات التي تدعم ترشيحها من داخل الحزب، معتبرا تعيينها «رمزيا».

وحول الإجراءات التي سيعلن عنها في 100 يوم الأولى من عمر الحكومة، قال بن كيران إنه «لا يؤمن بهذا المنهج الذي يقصد من ورائه لفت الانتباه فقط والأهم بالنسبة إليه ليست السرعة، بل التدرج والاستمرارية».