معتقلو سجن «عدرا» يعلنون إضرابا عن الطعام احتجاجا على منعهم من مقابلة المراقبين

رغم أنه يتسع لـ7000 سجين.. لكن فيه 13 ألفا

TT

في خطوة احتجاجية على عدم زيارة بعثة المراقبين العرب لهم منذ بدء عملها في سوريا منذ أكثر من أسبوع، أعلن معتقلو الثورة السورية في سجن «عدرا» قرب دمشق عن بدء إضرابهم عن الطعام منذ يوم الثلاثاء الماضي.

وكان نزلاء هذا السجن، ومعظمهم من معتقلي السياسة والرأي، قد نفذوا الإضراب عينه في شهر يوليو (تموز) الماضي، أي بعد أربعة أشهر من بدء الثورة السورية. وعن سبب هذه الخطوة الاحتجاجية، أكد ياسر النجار، عضو المجلس الوطني والمجلس الأعلى للثورة السورية، أن المعتقلين قاموا بها بعدما زار المراقبون العرب السجن من دون أن يلتقوا بهم، وقابلوا بدلا عنهم سجناء ومحكومين بقضايا أخرى، إضافة إلى أشخاص أدخلوا من الخارج إلى السجن، وكانوا يرفعون الأعلام السورية ويهتفون بحياة بشار الأسد.

وقال النجار لـ«الشرق الأوسط»: «مع العلم، أنه ومنذ أيام عدة حاولت قوات الأمن استباحة السجن والقيام بعملية تفتيش شاملة للمسجونين؛ وذلك إثر ورود معلومات عن قيام أحدهم بالاتصال بالخارج وتسريب معلومات، لكن المعتقلين كانوا (متمترسين) خلف الأبواب في محاولة منهم لمنع الأمن من الدخول، مطالبين بمقابلة أعضاء بعثة المراقبين على أمل أن يتم الإفراج عنهم. ووعدوا حينها بتنفيذ طلبهم، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعدما تمت هذه الزيارة يوم أول من أمس من دون أن يتسنى لهم مقابلتهم».

ولفت النجار إلى أن «الهواتف التي تهرب إلى المعتقلين داخل السجن تصل إليهم عن طريق رجال الأمن الذين يتلقون أموالا في مقابل قيامهم بهذه المهمة».

وسأل النجار عن مدى تنفيذ بنود بروتوكول المراقبين الذي يشير في أحد بنوده إلى الإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم على خلفية الثورة السورية، لا سيما أن التقارير التي أعلنتها منظمات حقوق الإنسان تقدر عددهم بنحو 30 ألفا، بينما التقارير التي أعدتها تنسيقيات الثورة تؤكد وصول عددهم إلى 73 ألفا.. وهذا دليل على أن أعضاء البعثة لا يقومون بواجبهم كما يجب، في ظل عدم إعطائهم الاهتمام اللازم لهذه القضية.

ويبعد سجن «عدرا» عن دمشق العاصمة نحو 13 كيلومترا، ويجمع تحت سقفه معظم معتقلي الرأي والسياسة.. ويعتبر من سجون الـ«5 نجوم»؛ مقارنة مع سجون سوريا الأخرى، ولا سيما من حيث مقومات الغرف والتقديمات الغذائية التي يحصل عليها المعتقلون، إضافة إلى طريقة معاملتهم وتوافر إمكانية شراء المواد الغذائية وبعض المشتريات التي تصب كلها في جيوب المسؤولين، وذلك بحسب وصف الناشط الدمشقي «أبو عمر».

وقال أبو عمر الذي كان معتقلا سابقا في سجن «بئر السبع» في إسرائيل، لـ«الشرق الأوسط»: «لكن رغم ذلك، تبقى حالة سجن عدرا مذرية إذا ما قورن مع السجون الإسرائيلية»، لافتا إلى أنه، بخلاف معتقلي الرأي الموجودين فيه، من الممكن القول إنه معقل التجار المحكومين، إضافة إلى كل من هو مدعوم من جهة سياسية معينة، تساهم في أن يكون له الفرصة أن يمضي أيامه في هذا السجن الذي يضم أجنحة خاصة بالسياسيين.

كذلك أكد النجار أن سجن «عدرا»، وهو السجن المركزي ويتسع عادة لنحو 7000 سجين، يضم اليوم 13 ألف معتقلا، 90 في المائة منهم من معتقلي الثورة، مضيفا أن «كل المسجونين الذين تم الإفراج عنهم في وقت سابق، هم من شبيحة النظام، والذي أخرجهم من السجون ليستعين بهم في عمليات القتل ويضع مكانهم معتقلي رأي وناشطين شاركوا في ثورة إسقاط النظام».

وفي الإطار نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن «أحد أجهزة الأمن السورية اعتقل الناشطة في (الحراك الثوري) فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق، ولا يزال مصيرها ومكان اعتقالها مجهولين». وقد أعلن في البيان، أن «الناشطة هي مدرسة فيزياء ومن أبرز الناشطات في مدينة دوما، وشقيقة أحمد رجب فواز أول شهيد في الثورة السورية سقط في المدينة، وهي يتيمة الوالدين».