العربي يحمل مشعل رسالة للأسد بوقف العنف.. ويؤكد: حماس أقنعت دمشق بتوقيع البروتوكول

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: بذلنا جهدا لحل الأزمة سياسيا.. والدم السوري غال > جوبيه: المراقبون غير قادرين على القيام بعملهم

العربي ومشعل خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

في ظل جهود الجامعة العربية المتواصلة للبحث عن حل عربي للأزمة في سوريا، أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه حمّل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رسالة للسلطات السورية يطلب فيها التزام السلطات السورية بخطة العمل العربية لوقف العنف في سوريا حتى يظل الحل عربيا.

وقال نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقده أمس، بمقر الجامعة العربية، عقب اجتماعه مع مشعل، إنه حمّل الأخير رسالة للسلطات السورية بأنه من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا، وإن المراقبين العرب ذهبوا إلى سوريا طبقا لتكليف عربي للقيام بمهمة المراقبة والتحقق، وهم يسعون لوقف العنف وسحب الآليات، ووقف سفك الدماء. وأضاف العربي أن مشعل لعب دورا كبيرا في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية لوقف العنف، وقال: «أنا والسيد خالد مشعل تحدثنا باستفاضة عما يجري في سوريا، وكان له دور كبير في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على الوثيقة (البروتوكول) إلى أن بدأ عمل المراقبين في سوريا».

وتعد سوريا وإيران من أكبر حلفاء حماس الإقليميين، ولكن الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وترت العلاقات بين الجانبين. ورفضت حماس تنظيم مؤتمرات في المخيمات الفلسطينية مؤيدة للرئيس السوري، مما أثار غضب سوريا. ولكن حماس لا تزال تحتفظ رسميا بمقرها في العاصمة السورية الذي يعتبر أكبر مقر رئيسي للحركة خارج قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007.

ومن جانبه، أكد مشعل أن الشأن السوري يعد في مرتبة الأولويات لكل الأشقاء العرب، قائلا: «سوريا عزيزة علينا جميعا، والدم السوري العزيز غال علينا، فمنذ بداية الأزمة بذلت جهدا مهما لكي تحل الأزمة سياسيا، ونحن نؤمن بحل سياسي في الإطار العربي، وضرورة أن نذهب من الحل الأمني إلى الحل السياسي بشكل يحقن الدم السوري العزيز، ويحقق لسوريا الأمن والاستقرار والإصلاح والديمقراطية، لنجنب سوريا ويلات ما يتربص بها، فالدم السوري عزيز علينا، وحريصون على حقن الدم السوري، وأتمنى أن يتوقف سيل الدماء العربي في كل مكان، وأن يتوقف العنف في السياسة الداخلية».

وردا على سؤال حول تأثير ما يجري في سوريا على وضع حركة حماس التي يوجد عدد كبير من قياداتها داخل سوريا، قال مشعل إن «حماس موجودة بالداخل والخارج ولا تشكو من أين تتواجد قياداتها، ولا تشكو من الجغرافيا»، متابعا: «حماس موجودة داخل فلسطين وفي قلب هذه الأمة العظيمة، وبالتالي لا توجد مشكلة في ذلك، ونحن موجودون في دمشق وعواصم عربية كثيرة».

وحول المصالحة مع حركة فتح، أوضح مشعل أن «المصالحة تحتاج لبعض وقت لتجاوز العوائق النفسية التي خلفتها أعوام عدة من الانقسام»، مجددا رفض حماس للمفاوضات مع الطرف الإسرائيلي في ظل التجارب المريرة السابقة ورفض إسرائيل للحقوق الفلسطينية، مؤكدا أنها مجرد سير في طريق فاشل لا يقود إلى شيء، وأن البديل يتمثل في ترتيب البيت الفلسطيني، وتوحيد القرار السياسي الفلسطيني، مما يؤدي إلى امتلاك أوراق القوة، على رأسها المقاومة، حتى تنتزع القوى الفلسطينية حقوقها المشروعة من الاحتلال انتزاعا، مشيرا إلى أن موقف حماس من المفاوضات لن يؤثر على مسيرة المصالحة.

وأضاف مشعل خلال المؤتمر: «إننا نرى أنه في ظل انسداد أفق التسوية، والتعنت الإسرائيلي والانشغال الأميركي، وكذلك الانحياز الأميركي الدائم، والعجز الدولي، هذا كله يدفعنا للبحث عن خياراتنا الوطنية لانتزاع حقوقنا الفلسطينية، وأن نوحد مرجعية القرار الفلسطيني من خلال منظمة التحرير، وأن نعظم أوراق القوة بأيدينا لنجبر إسرائيل على الانسحاب، ونحصل على حقوقنا المشروعة فيما نتوافق عليه فلسطينيا».

من جانبه، قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، إن اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية ستعقد اجتماعا غدا للنظر في التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق أول محمد أحمد الدابي، حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة، وأفاد مصدر مسؤول في الجامعة العربية بأن السودان هو من اقترح عقد الاجتماع للجنة الوزارية العربية لتدارس الموقف حول سوريا، وذلك بعد مشاورات بين الأمين العام للجامعة والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، وأعضاء اللجنة، وتضم اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا كلا من قطر رئيسا وعضوية كل من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة، وطلبت السعودية المشاركة.

وصرح السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، بأن الفريق محمد أحمد الدابي، رئيس فريق بعثة المراقبين، سيصل إلى القاهرة اليوم للمشاركة في الاجتماع، وذلك لإطلاع الوزراء على نتائج تقييمه لمهمة البعثة منذ بدايتها.

إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، أمس، بأن بعثة المراقبين العرب «ليست قادرة على أداء عملها بشكل صحيح». وقال للصحافيين: «ندعم الجامعة العربية التي أرسلت مراقبين إلى سوريا، لكن هذه البعثة ليست قادرة اليوم على القيام بعملها بشكل صحيح».