غضب المصريين يلاحق مرشحي الرئاسة

هتفوا ضد شفيق فأنهى مؤتمره .. وشاب يسخر من موسى في مسجد عمر مكرم

عمرو موسى (أ.ف.ب) و أحمد شفيق (أ.ف.ب)
TT

قبيل احتفالات مرور عام على الثورة المصرية، تزداد أبعاد المشهد السياسي في مصر التهابا، فمع انتهاء انتخابات مجلس الشعب، الغرفة الأولى من البرلمان المصري، التي حصل التيار الإسلامي على نصيب الأسد فيها - تستعد البلاد لبدء المارثون الرئاسي، ويشحذ مرشحو انتخابات الرئاسة المصرية المحتملون همهم بجولات في المحافظات والمناطق المختلفة للاقتراب من الناخبين والحرص على التقرب من كافة فئات المجتمع المصري.

وكما كانت الانتخابات التشريعية مفاجئة في نتائجها بالصعود المدوي لقوى إسلامية بعينها، يبدو أن عددا من مرشحي الرئاسة المصريين سيواجهون مصاعب جمة أثناء حملاتهم الانتخابية، خاصة أولئك المحسوبين على نظام الرئيس السابق حسني مبارك أو الذين تولوا مناصب إبان فترة حكمه بسبب رفض قطاع كبير من المصريين تولي أحد هؤلاء للحكم بعد مبارك، وهو ما يعتبره عدد من الثوار فشلا ذريعا للثورة المصرية في قدرتها على التغيير الفعلي.

وواجه الفريق أحمد شفيق، المرشح المحتمل لرئاسة مصر وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، موقفا من هذه المصاعب، حيث اعترض عدد من أهالي منطقة امبابة الشعبية، التي عقد بها شفيق أول مؤتمراته الجماهيرية بالقاهرة منذ إعلانه نيته للترشح لانتخابات الرئاسة، على مؤتمر شفيق، واصفين إياه بأحد فلول النظام السابق، لكن شفيق الذي احتمى بأصوات بعض المؤيدين له الذين هتفوا «الشعب يريد أحمد شفيق»، حاول تهدئة المعارضين له وبدء مؤتمره الجماهيري في أحد أكثر المناطق إهمالا من الحكومة المصرية طوال العقود الماضية، إلا أن المحتجين عليه رفضوا أن يبدأ رئيس وزراء موقعة الجمل، كما أطلقوا عليه أول مؤتمراته الجماهيرية من منطقتهم، رافعين لافتات «عاوزين رئيس من أصحاب العقول مش رئيس فلول (في إشارة إلى رموز النظام السابق)»، وقبل أن يتدهور الموقف رحل شفيق متفاديا مواجهة باتت وشيكة بين معارضيه ومؤيديه، حيث اشتد الهتاف المعارض لوجوده، مما اضطره لإنهاء المؤتمر بقوله «إن وصولنا لهذا المشهد يؤكد أن الجميع ملام.. ووصولنا لمرحلة عدم القدرة على التعايش.. يؤكد أن هناك خطأ كبيرا».

ولم يقتصر الأمر على الفريق أحمد شفيق فقط، فقد تعرض مرشحون عدة لمواقف مماثلة، كان آخرها اعتراض بعض أهالي صعيد مصر على جولة قام بها عمرو موسى، المرشح المحتمل للرئاسة، أمين عام جامعة الدول العربية السابق؛ إلا أن موسى الذي شغل منصب وزير الخارجية المصري لأكثر من عشر سنوات إبان حكم مبارك تعرض لموقف آخر بالأمس حين أدائه لصلاة الجمعة بمسجد عمر مكرم المجاور لميدان التحرير (مفجر ثورة 25 يناير)، حيث قام أحد المصلين بالمسجد بالاعتراض على وجود موسى بباحة المسجد الذي احتمي فيه الثوار، مؤكدا أن الثوار لا يرحبون بأي فرد كان يعمل داخل نظام مبارك؛ إلا أن موسى، الذي قام بزيارة الكنيسة الإنجيلية عقب أدائه الصلاة لتهنئة أبناء الطائفة بعيد الميلاد المجيد، لم يلتفت إلى منتقده واستمر في مصافحة المصلين الذين التفوا حوله لتحيته والترحيب به.

وعلى الرغم من رفض الكثيرين لأن يتولى منصب الرئيس أحد الذين عملوا داخل نظام مبارك؛ فإن المصاعب التي يواجهها مرشحو الرئاسة في مصر لم تقتصر فقط على من كان وزير خارجية أو رئيس وزراء مبارك السابقين؛ ولكنه امتد أيضا لمعارضيه، فالدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، تعرض هو الآخر لهجوم في أول عرس تشهده مصر بعد الثورة، حين قام مجموعة من الناخبين بمهاجمة البرادعي أثناء توجهه للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في التاسع عشر من مارس (آذار) من العام الماضي، مرددين هتافات «مش عايزينه.. مش عايزينه».

ويرى الكثير من المراقبين أن مثل هذه الحوادث تعبر عن الحالة الثورية التي تعيشها البلاد ولا يمكن توصيفها بالإيجابية أو السلبية لأنها تعبير عن تفضيلات الشعب الذي يعلن عن رغباته دون خوف سواء بالاعتراض الكامل على هذا المرشح أو التأييد المباشر لذاك، وما بين القبول والرفض يقف مرشحو الرئاسة في مصر مترقبين لقرار المجلس العسكري بفتح باب الترشح رسميا للمنصب الأرفع في البلاد لبداية المارثون الأصعب، بعد أن انتهى سباق الانتخابات بتفوق للقوى الإسلامية وتراجع ملحوظ لأتباع الحزب الوطني المنحل.